كشفت الجولة الاستطلاعية “للشعب” في عديد المراكز التجارية ومحلات بيع الملابس في كل من برج منايل وذراع بن خدة المعروفتين بالتنوع وكثرة نقاط البيع مقارنة مع المناطق الأخرى، عن افتقار المحلات لملابس الأطفال الجديدة التي تتمشى ومناسبة العيد في هذه الفترة بالذات من فصل الصيف، حيث لجأأ التجار إلى عرض “الموديلات” السابقة بأسعار معدلة وتفضيلية طمعا في التخلص منها قبل دخول فصل الخريف والبرودة.
مناسبة عيد الأضحى المبارك، التي جاءت هذه السنة مع نهاية فصل الحر، قد أخلطت نوعا ما مزاج أصحاب المحلات التجارية المتخصصة في بيع ملابس الأطفال، حيث فضل بعضهم عرض ما بقي له من سلع ظلت مكدسة منذ عيد الفطر بسبب غلاء الأسعار والابتزاز الواضح لأرباب العائلات من طرف التجار، خاصة بالنسبة لأطقم الأولاد وفساتين الفتيات. بينما فضل بعضهم الآخر عدم المغامرة باستقدام ملابس صيفية تعرض لفترة وجيزة قبل بداية فصل البرودة واللجوء إلى عرض منتجات يومية لا ترقى إلى أهمية المناسبة.
ربما هي الحوصلة التي جمعناها من خلال حديثنا مع عدد من أصحاب المحلات حول قلة المعروضات ونقص “الموديلات” الجديدة، حيث علق تاجر ملابس بالمركز التجاري لبرج منايل بالقول: “صحيح فضلنا عدم المغامرة بتنويع المعروضات، على غرار عيد الفطر السابق، لأن عيد الأضحى المبارك جاء هذه السنة في فترة انتقالية لا هي صيفية، رغم دراجة الحرارة هذه الأيام، ولا هي خريفية بالفعل، لذلك فضلنا عدم المغامرة بجلب كمية كبيرة تعرض لفترة قصيرة ثم توجه للمخزن، ناهيك عن تكديس رأس المال الذي قد يحرمنا من مواصلة النشاط بجلب سلع أخرى تتمشى وفصلي الخريف والشتاء.
كما علق تاجر آخر بالقول: “المشكلة ليست مطروحة فقط لدى أصحاب التجزئة، بل حتى لدى المستوردين والمحلات المتخصصة في بيع الجملة عزفت هي الأخرى عن جلب ملابس صيفية للأطفال تعرض لفترة قصيرة ثم يتم تحويل النشاط، حيث تنقلنا عدة مرات لميناء العاصمة، لكننا لم نحضر شيئا، وبالتالي تفهمنا الزبائن الذين كثيرا ما قدموا لنا مثل هذه الملاحظات وأسباب إعادة عرض نفس السلع التي عرضت في السابق..
كما لجأ بعض آخر إلى تخفيض الأسعار وبنسبة كبيرة تعدت أحيانا 1000 دينار جزائري، في محاولة لإغراء الزبون، مع إطلاق عبارة “صولد” في مداخل المحلات، وهي معروضات عزفت عنها العائلات متوسطة الحال والمعوزة في فترة سابقة بسبب سعرها الجنوني الذي تعدى في المتوسط 4500 دينار يتم عرضها اليوم حتى بأقل من 3000 دينار، وهو دليل، مثلما علق أحد المواطنين، على جشع التجار واستغلالهم المفرط للعائلات في مناسبات دينية كان من المفروض أن تسود فيها الرحمة والتآزر الاجتماعي.
ونظرا لطبيعة المناسبة التي يطغى عليها هاجس كبش العيد على شراء الملابس، فقد اكتفت بعض العائلات بأشياء بسيطة دون تكلف كبير لإدخال الفرحة على أبنائها لتزامن الظرف مع الدخول المدرسي وتضاعف التكاليف والأعباء اليومية.