أجمع المتدخلون بالملتقى الدولي حول التحقيق الإحصائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، المنعقد بالمدرسة الوطنية العليا للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالقليعة، على مدار يومين، منذ صبيحة أمس الأول، على أهمية المعلومة على اختلاف تخصصاتها وتوجهاتها في بناء اقتصاد تنافسي وتسطير مخططات تنموية مستقبلية على امتداد عقود من الزمن.
في ذات السياق، فقد قال رئيس الملتقى البروفيسور حسين حمداني، إنّ مجمل التطورات في العالم تحصل حاليا بناء على تطور المعلومة الناجعة. وبما أننا نعيش وسط عالم يعتمد كثيرا على التنافسية، فلابد من جمع مجمل المعلومات التي تتيح لنا تحسين منتجاتنا والتمكن من تصديرها واحتلال موقع استراتيجي في السوق. والأبعد من ذلك، فلابد من التركيز على العمل ضمن شبكات متخصصة، اعتمادا على تكنولوجيا الإعلام والاتصال تمشيا وتغيّر المفاهيم. كما أنّ ظهور مفاهيم “الكلوستر”، أو الأقطاب التنافسية التي تجمع عدّة مؤسسات اقتصادية في كتل موحدة، أصبح اليوم ضرورة ملحة أكثر من أيّ وقت مضى ونحن مطالبون حاليا بترقية مستوى التكوين البشري، خاصة ما تعلق منه بنظام المعلومات، بحيث يجب أن نفهم بأن المعلومة تبقى في صالحنا ولا يمكن أن تكون ضدنا على الإطلاق. وأضاف رئيس الملتقى بهذا الشأن، لابد من محاربة الفكر التكاسلي وأنّ البلد الذي لا يفكّر يعتبر ميّتا أصلا.
فيما يتعلق بتقييمه لنتائج الإحصاء الاقتصادي المنجز سنة 2012 بالجزائر، قال رئيس الملتقى البروفيسور حسين حمداني، إنّ ذلك تمّ من طرف الديوان الوطني للإحصاء، دون إشراك المدرسة الوطنية العليا للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، ولو تمّ العمل المشترك ما بين الهيئتين لقام إطارات المدرسة بتشريح النتائج وفقا لما يخدم الاقتصاد الوطني، بحيث يجب العمل وفق مسار التطور الذي يقتضي التزاوج ما بين الابتكار والإبداع وهي المقاربة التي من شأنها تحقيق نتائج مريحة للاقتصاد الوطني.
أما المستشار بوزارة الداخلية عبد القادر بن حجوجة، الذي قدّم مداخلة حول المعلومة الإحصائية الإقليمية والمخطط الوطني لتهيئة الإقليم لسنة 2030، فقد أشار بدوره إلى أنّ تهيئة مخططات التنمية على مستوى كل المستويات يقتضي توفر المعلومة من مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الديوان الوطني للإحصاء ومختلف المؤسسات بكل أطيافها. كما أنّه لابد من إطلاع المواطن على برامج التنمية على المستوى الإقليمي، حتى تتم مقارنة أوجه التنمية إقليميا، بحيث يجب على الباحثين في مختلف التخصصات الحصول على المعلومة الصحيحة محليا وإقليميا لغرض الاستجابة للاحتياجات المحلية لبرامج التنمية. في حين تستغلّ المعلومة التي يروج لها على المستويين الوطني والدولي، لاتخاذ القرارات الهامة التي تخص هذين المستويين، بحيث يجب أن يتم البحث عن المعلومة لدى المديريات الولائية لمصالح الإحصاء ووسائل الإعلام والديوان الوطني للإحصاء وغيرها... وعدم التركيز على جهة بعينها دون سواها، بحيث يمكن إحصاء ثلاثة مصادر هامة للمعلومة تشمل كلا من الإحصائيات الرسمية التي يقوم بها الديوان الوطني للإحصاء في السكن والسكان والإحصاء العام للصناعة والتجارة وكذا الإحصاء العام للنشاطات الفلاحية وهي الأنماط التي قطعت فيها الجزائر أشواطا معتبرة، بالنظر إلى تجنيدها لموارد بشرية هامة لإعدادها، عكس دول أخرى تعتمد أساسا على الإحصاء الرقمي لتجنب التكاليف الباهظة. كما تعتبر الإدارة مصدرا مهما للمعلومة بمعية عمليات سبر الآراء التي تنظمها بعض الهيئات من حين لآخر.