انتشار مخيف للأمراض المزمنة في الجزائر

تحقيق وطني حول قياس عوامل خطر الأمراض غير المتنقلة

صونيا طبة

كشفت منسقة عملية المسح والتحقيق وإطار بوزارة الصحة، السكان وإصلاح المستشفيات جميلة ندير، عن إنجاز تحقيق وطني مّس 7500 عائلة حول قياس عوامل خطر الأمراض غير المتنقلة وعبء هذه الأمراض التي أصبحت تهدد الصحة العمومية، موضحة أن التحقيق سيكمن من اكتشاف العدد الحقيقي للمصابين بالأمراض المزمنة الخطيرة.

ودقت منسقة عملية المسح على هامش الملتقى الورشاتي للمحققيين، الذي نظم بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار، ناقوس الخطر حول انتشار الأمراض غير المتنقلة في الجزائر لاسيما السكري وارتفاع الضغط الدموي والسمنة، موضحة في ذات السياق أن التحقيق يعد الثاني من نوعه في الجزائر إلا أن هذه المرة تم تعميمه على مستوى 48 ولاية بغرض تقييم الوضعية الصحية وبذل مجهودات أكبر لمكافحة الأمراض غير المتنقلة.
وحسب ذات المتحدثة فإن الجزائر اختارت في إطار تنفيذ مخططها الوطني المتعدد القطاعات لمكافحة عوامل خطر الأمراض غير المتنقلة إنجاز تحقيق وطني ودراسة ميدانية شملت 3 مراحل من خلال تقييم عوامل الخطر، كالتدخين الذي يتسبب في أمراض خطيرة والنمط المعيشي، وأمراض مزمنة كالسمنة والسكري وارتفاع الضغط الدموي، بالإضافة إلى الكشف المبكر والقيام بتحاليل الدم، زيادة على أن الدراسة الميدانية التي تمت هذه السنة ستساهم في الحصول على الإحصائيات الحقيقية حول عدد الإصابات بالأمراض غير المتنقلة ومقارنتها بالدراسة التي أجرت في سنة 2003.
وأشارت المسؤولة إلى أن التحقيق الوطني الذي عمّم على المستوى الوطني، يهدف إلى تقييم صحة المواطن الجزائري والكشف عن النقائص الموجودة في عملية علاج، وتشخيص بعض الأمراض غير المتنقلة التي تعرف انتشارا مخيفا في الجزائر من أجل العمل على تحسين التكفل بالمواطنين في كل الولايات، مضيفة في ذات السياق أنه قد تم تجنيد مندوبي البلديات التي اختيرت ضمن العينة التابع لكل ولاية لتسهيل مهمة فرق المحققين وتحيين قوائم الأسر التي لديها نظرا لخبرتهم في مجال الاستطلاع الميداني في منطقة اختصاصهم.
وفيما يخص الورشات التكوينية، أوضح المدير المكلف بالأمراض غير المتنقلة طرفاني يوسف أنها تتضمن تكوين المنسقين من خلال تعريفهم بطريقة المسح العصرية التي قدمتها المنظمة العالمية للصحة والتي من شأنها أن تساهم في تسهيل التحاليل الطبية في أسرع وقت، مشيرا إلى أنه قد تم إضافة مواد جديدة كالصحة العقلية وصحة الفم لدى الراشدين، بالإضافة إلى تدريبهم على العمل الميداني للتقرب من المواطنين بهدف جلب جميع المعلومات التي تفيد في التحقيق وتكوينهم للتشخيص الجيد.
من جهته المستشار التقني للتحقيقات بمنظمة الصحة العالمية «كوكو اقودافي» أكد أن الجزائر قامت بخطوة إيجابية في مجال مكافحة الأمراض غير المتنقلة التي تمثل أحد التحديات الكبرى للصحة العالمية وتشكل أولوية عمومية بالنظر إلى تطورها والعبء الذي يترتب عليها فيما يخص الوفيات والحالات المرضية باعتبارها تهدد التطور الاجتماعي والاقتصادي.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025