اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر السيد بشرايا حمودي بيون، أن التغير الجذري في خطاب القيادة الصحراوية تجاه الاحتلال المغربي لأراضينا هو رسالة واضحة المعالم للمجموعة الدولية مفادها، أن هذا الشعب مستعد لكل الخيارات المطروحة أمامه، بما فيها الكفاح المسلح.
كان السيد بشرايا حمودي بيون صارما في هذا الشأن، انطلاقا من التطورات السياسية التي تشهدها القضية الصحراوية باتجاه النوايا الصادقة المبنية على توجه إيجاد حل عادل ودائم نابع من الشرعية الدولية التي أعطت للشعب الصحراوي كل حقوقه.
يضاف إلى كل هذا، المواقف الإيجابية والأكثر من هذا المسؤولة للصحراويين حيال التعامل مع كل الحالات السياسية ذات الصلة الوثيقة بالملف الصحراوي في ظروف صعبة جدا.
وأكد السيد بشرايا حمودي بيون، أن الصحراويين يتحملون أكثر، من أي وقت مضى، بإرادة لا تلين، مسؤولية استرجاع سيادتهم الوطنية من القوة المحتلة بالصحراء الغربية. وقد تبين ذلك جليا في مطالبتهم بعدم الجري وراء المبادرات الوهمية الرابحة للوقت، وهذا بفك الارتباط مع أي التزامات غير مجدية، ظهر مع الظروف الراهنة أنها بصدد الهروب إلى الأمام وتعطيل عزيمة الصحراويين في البحث عن صيغة أنسب لتحرير أراضيهم.
وهذا المنطق السياسي السليم، والتوجه النضالي الصحيح هو الذي تبناه أبناء الشعب الصحراوي في مؤتمرهم الأخير كإجماع شعبي وشعور وطني، بأن الخيار الرامي إلى تحرير الأرض لابديل عنه. وعليه، فإن القيادة الصحراوية مرآة لهذه المطالب الواردة في المواعيد الكبرى، كعنوان لمسيرة إخراج المحتل من الأراضي المحتلة بالحديد والنار، بعد أن فشلت كل المساعي السياسية.
وعليه، فإن هذه المهلة الممنوحة للمغرب منذ حوالي ٢٦ سنة، عقب إعلان وقف إطلاق النار، استغلها في إبراز سياسة التعنت والهروب إلى الأمام والقفز في المجهول، بدليل أنه لم يتعاون مع أي جهة لمحاولة البحث عن التسوية المرغوبة، ضاربا بعرض الحائط كل القرارات واللوائح الدولية، أمام أعين الجميع، والتي تطالبه بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية لتقرير مصير الشعب الصحراوي. كما أنه يعمل على التلاعب بما يعرف «بالحكم الذاتي»، على أنه الصيغة الأكثر «مصداقية»، وهذا غير صحيح بتاتا وكذب في كذب ومجرد دعاية للاستهلك المحلي والخارجي لا أكثر ولا أقل... عقّد من مخرجات القضية وهذا عندما تشجعه بعض الدول في مسعاه الخاطئ وتطلق العنان لأحكام غير واقعية بتاتا، تندرج في إطار تلك المجاملات السياسوية التي تلاحظ على تلك البلدان إزاء القوة المحتلة. فبدل مطالبتها بالانسحاب الفوري، تراها تهلل لما يسمى زورا وبهتانا «الحكم الذاتي».
هذا العبث المغربي والتماطل الدولي لا يقبل به الشعب الصحراوي أبدا، لأنه انتظر لعقود من الزمن ولا فائدة من وراء ذلك، بدليل أن القوة المحتلة تتخبط في هستيريا الرفض ومسار التسوية الدولي مازال معطلا عن قصد والحالتان لا يوافق عليهما الصحروايون، لأنهما أضرتا بمستقبله السياسي... لهذا، فإن الرهان، كل الرهان، على الحل الثالث ألا وهو السعي لتحرير الأرض، كونها اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتلون، أما غير ذلك فإنه يؤخر الإرادات الخيرة التي تريد تسوية هذا النزاع الذي دخل سنته ٤١ عقب مسيرة العار.
هذه هي الرهانات اليوم ولابد من تذكير هذا العالم بالجانب الإنساني للملف الصحراوي الذي يشهد معاناة لا مثيل لها للمعتقلين في السجون المغربية، منهم من توفي تحت التعذيب، ومنهم من يتعرض للتعذيب والتحويل من سجن إلى سجن، ناهيك عن ممارسات أخرى، فأين هذا الضمير العالمي؟