إعلان الدولة معلم راسخ في ذاكرة الفلسطينيين

معركـــــــــة وجـــــــــود لإسقـــــــاط أطروحــــــات الإحتـــــلال

جمال أوكيلي

شعلة النضال الفلسطيني ما تزال وهاجة لن تنطفئ أبدا في وجه هذا الاحتلال الإسرائيلي الهمجي بكل الأشكال المتاحة وخاصة في هذه الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة العربية هذا ما أكد عليه سفير دولة فلسطين بالجزائر لؤي عيسى في الذكرى الـ٢٨ لإعلان قيام دولة فلسطين بالجزائر في ذلك اليوم الأغر الذي لا ينساه الفلسطينيون ويبقى معلما راسخا في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.

في هذه المناسبة العزيزة والغالية على فعاليات هذا الشعب المكافح، كان سفير دولة فلسطين صارما في تدخله تجاه كل من يسعى لإلحاق الضرر السياسي بالفلسطينيين من خلال محاولة التأثير على قرارهم السيادي وإعادتهم إلى أوضاع تجاوزوها منذ عقود من الزمن بفضل رؤيتهم الثاقبة لمجرى الأحداث.
وهكذا اختصر السيد لؤي عيسى كل ذلك اللفظ القائم هنا وهناك بعبارة قوية من ناحية المضمون والتي مفادها «نحن المشروع الوحيد في المنطقة الذي يقاوم الإحتلال» ويعمل على إسقاط كل مخططاته الجهنمية الرامية إلى إبادة الأرض والعرض، والإنسان، حتى لا يستقوى على أحد بالرغم من قراراته التعسفية المراد منها تدمير البيوت، والزج بالفلسطينيين في السجن، ناهيك عن ممارسات لا إنسانية تستعمل فيها كل الأساليب الوحشية لكسر إرادة هذا الشعب وإحباط معنوياته فبالرغم من كل هذا وذاك فإن المقاومة ما تزال تسري في العروق، يحمل رايتها شباب وشابات لا يتوانون في الإجهاز على شرطي إسرائيلي بالسكين، كرد فعل على كل هذا الإغتصاب للأرض، كما أن الأسرى الحلقة القوية في صمود هذا الشعب أطاحوا بغطرسة الحكام الصهاينة وأجبروهم على الخضوع لمطالبهم ونال البعض من هؤلاء الأحرار صفة «عميد الأسرى».
هذا التوجه النضالي بمفهومه الواسع وليد تراكمات لعقود وقف عليها الفلسطينيون في الميدان علمتهم بأنه مهما كانت أوزار هذا الزمن وتداعياته وإفرازاته فإن «القوة الذاتية» هي المنطلق لبناء الموقف العلني، القائم بالأساس على دعائم صون القرار الفلسطيني من كل التأثيرات الخارجية وتلاطم الأمواج القادمة من كل إتجاه، وهذا في حد ذاته شكل من أشكال طرح المقومات لغرض الحلول المأمولة لأن القناعة العميقة لدى القيادة الفلسطينية هي الإبقاء على حالة التمايز في هذا الشأن، أي إبراز طبيعة النزاع على غرار الأرض الطيبة والوطن المفدى، فإن سفير دولة فلسطين بالجزائر إعتبرها «معركة وجود» كذلك بالنظر إلى محاولة الفسخ والمسخ الذي يريدها الإسرائيليون اليوم بدءا بالقدس لمحو آثار الإنسان الفلسطيني لكن رد اليونيسكو كان قويا وشافيا مؤخرا عندما فند تفنيدا قاطعا الأطروحات التاريخية المزورة والمغرضة لإسرائيل بخصوص هذا الموقع الحضاري.. الذي لا يمكن أبدا فصله عن أرض فلسطين.
هذه النزعة المقاومتية للفلسطينيين لا يعني أنهم يقبلون بأي شيء يطرح عليهم، قصد استعادة حقوقهم المهضومة بل يدركون إدراكا كاملا، بأن أي حل لا يمكن أن يقبل بالصيغة الراهنة أو الحالية التي ترمي إلى إضعاف المفاوض الفلسطيني والتضييق عليه في الزاوية وفي هذا الإطار نعت لؤي عيسى هذه المفاوضات «العبثية» التي لا يعقل بتاتا مجاراتها أو البحث عنها مادام الطرف الآخر غارق في عنجهيته وصلفه لا يعترف بأي شيء يطرح عليه ومادام الأمر يسير ضمن هذا المنطق فلا يمكن مواصلة التفاوض مع إسرائيل إلى غاية إحترامها للقواعد المعمول بها في هذا الإطار، وتكون جدية في مسعاها.. بالأمس فقط رفض نتنياهو مقترح المؤتمر الدولي للسلام فماذا يريد يا ترى؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025