تعود الذكرى الـ 28 لإعلان الدولة الفلسطينية وتعود معها الذكرى الـ 12 لرحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات أبو النضال والجهاد الفلسطيني من اجل القضية التي سكنته منذ ريعان شبابه الى يوم انتقاله إلى جوار ربه شهيدا كما أراد وليس طريدا او قتيلا كما أراد له أعداؤه.
تشاء الأقدار أن تجتمع الذكريتان في نوفمبر شهر الثورة والحرية التي انطلقت في غرته قبل 62 عاما اكبر ثورة شهدها القرن الـ 20 وهي ثورة المليون و نصف المليون شهيد، ضريبة دفعها الجزائريون للقضاء على الاستعمار، الظلم والطغيان، لهذا وقع اختيار أبو عمار لأرض الجزائر لإعلان الدولة الفلسطينية سنة 1988 في رسالة يؤكد من خلالها للعالم اجمع أن المستحيل غير موجود في قاموس الشعوب و أن الاحتلال الاستيطاني ليس قدرا محتوما.
بهذه المناسبة المزدوجة أحيت السفارة الفلسطينية بالجزائر الذكرتين أمس الأول الخميس بمقرها الكائن بالحي الدبلوماسي بدالي إبراهيم وسط حضور لافت للطبقة السياسية الجزائرية وممثلي المجتمع المدني، وزراء سابقين ومجاهدين ، علاوة عن الجالية الفلسطينية.
السفير الفلسطيني الدكتور لؤي عيسى، عاد إلى أهم المحطات التاريخية لنضال الشعب الفلسطيني، حيث أكد أن هذا الأخيركان ضحية صفقة خبيثة تمت بين الدول الاستعمارية والحركة الصهيونية في إشارة إلى وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو مضيفا أن المنطقة العربية تشهد اليوم الطبعة الثانية من هذه المؤامرة لتقسيم المقسم على أسس طائفية وفئوية.
وقال السفير: «إن كل ذلك تم و يتم بتواطؤ من بعض الدول العربية التي أخمدت انتفاضة الشعب الفلسطيني و ثورته في بداية الاحتلال الصهيوني». كما دعا السفير الفصائل الفلسطينية الى توحيد الصفوف من أجل المضيّ قدما بمشروع الدولة الفلسطينية الذي قال انه جاء ليحارب السياسة الصهيونية الرامية إلى إلغاء فلسطين من الوجود و تكريس مقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.
أكد لؤي عيسى ان المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في دولته المستقلة هو مشروع كل الشعب الفلسطيني و أن قطاره وضع على السكة و لا يمكن لأحد إيقافه في رد على منتقدي خيار المفاوضات على حساب المقاومة المسلحة بالقول أن الدبلوماسية و المفاوضات هي آلية من آليات المقاومة هدفها حقن الدم الفلسطيني.
وفي سياق ذي صلة، اعتبر السفير أن الثورة الجزائرية كانت ولاتزال قدوة و مرجعية تاريخية و فكرية للكفاح الفلسطيني مذكرا ما قدمته بلادنا للقضية الفلسطينية من خلال تدخلها ومشاركتها في كل المراحل المفصلية المصيرية لها واضعة نصب أعينها الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني كأولوية قصوى، وعن دعم الجزائر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
قال الدكتور عيسى أن هذا التوجه الثابت لم نلمس فيه لا فتور و لا تغير و ذلك حتى في الفترات المتأزمة و الصعبة التي مرت بها الجزائر وعاد السفير إلى ظروف انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لحركة فتح سنة 1988 و ذكر أن الكثير من الدول العربية رفضت احتضان هذا المؤتمر الذي تم خلاله إعلان قيام الدولة الفلسطينية لتحتضن الجزائر أول سفارة فلسطينية في العالم وهذا رغم الظروف الصعبة التي كانت تجتازها و لكن بالرغم من كل ذلك استجابت الجزائر لطلب الشهيد ياسر عرفات خلال الزيارة التي قادته اليها في تلك السنة.
من جهتهم جدد ممثلو الطبقة السياسية الجزائرية والمجتمع المدني ونقابات الطلبة، الالتزام بدعم القضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني بكل أشكاله من اجل إنهاء الاحتلال الاستيطاني الصهيوني داعيين الفصائل الفلسطينية إلى نبذ الفرقة والشقاق اللذين لا يخدمان إلا أجندة الاحتلال وسياسته الاستيطانية التوسعية.