بالوعات، أودية نائمة وسكنات هشة تستدعي حلولا

استراتيجية شاملة لحماية العاصمة من الكوارث

حكيم. ب

تحتاج العاصمة الجزائر إلى إستراتيجية شاملة لتأمينها ووضع مخططات عديدة للتعامل مع الكوارث والحوادث غير المتوقعة مثلما حدث في الطريق السريع الرابط بن عكنون- زرالدة، حيث كشفت الواقعة عن ضعف التعامل مع الحالات المستعجلة خاصة على مستوى طريق استراتيجي تمر عليه مختلف الشخصيات السياسية الوطنية والدولية وكونه طريقا هاما يربط بين مختلف الهيآت الكبرى للبلاد، ومدخلا رئيسيا للعاصمة من الجهة الغربية.

كشف الحادث العديد من النقائص في تسيير العاصمة وخاصة على مستوى ايجاد بدائل لتنظيم حركة المرور،فالجهة الغربية لمدينة الجزائر تعيش يوميا على واقع جحيم مروري حيث لقطع مسافة 07 كلم بين الشراقة وبن عكنون قد يتطلب الوقت ساعتين كاملتين،وبعد حادثة «الحفرة» اضطر الكثيرين لقطع المسافة في 4 ساعات وهناك من استسلم وعاد للبيت بعد نصف يوم قضاه في الازدحام.
وتساءل المواطنون عن امكانية السلطات في التعامل مع هذه الوضعيات خاصة وان دروس فيضانات باب الوادي وانهيار عمارة بالعاشور مؤخرا،وانهيار الكثير من السكنات الهشة بالقصبة والزغارة وغيرها تستدعي اخذها في الاعتبار.
ويطرح السؤال عن دور لجان البناء التقنية والمنتخبين المحليين والجماعات المحلية بصفة عامة في تجسيد مخططات تهيئة عمرانية تراعي الجوانب الأمنية للتقليل من تبعات الكوارث وسوء الأحوال الجوية وغيرها من الظواهر المنتظرة وغير المنتظرة.
عمليات تزيين العاصمة والتحسين من صورتها يجب أن يتم على اسس صحيحة وشاملة تمس مختلف بلديات العاصمة لأن التفاوت في التنمية واضح جدا ويجب تجاوز هذه النظرة لأن الكوارث لا تفرق بين أحد.
.. الأودية النائمة خطر قائم
لا يخفى على أحد أن أحياء العاصمة انجزت على الكثير من الأودية النائمة،والتي شيدت عليها الكثير من المرافق أو بنيت بمحاذاتها بنايات عديدة ،وقد سبق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ان انتقد بشدة المسؤولين الذين أنجزوا وزارة الطاقة في وادي حيدرة، والذي لا يبعد عن موقع الحادثة بمئات الأمتار كما أن جوانب الطريق السريع الذي وقعت فيه الحادثة قد عرف عمليات نزع التربة والأشجار بكثافة لفتح طريق الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وحظيرة الوئام، وهي الأشغال التي يظهر أنها أنجزت دون دراسات مسبقة.
ومن الظواهر المنتشرة عبر طرقات العاصمة هو اهترائها بعد فترات قصيرة من انجازها حيث يتفتت الزفت وتتشقق الطرقات مثلما هو الحال بين الدويرة وبن عكنون وهو ما يوحي بان الطرق أنجزت فوق أودية نائمة.
وتوجد بالعاصمة الكثير من الأودية من باب الوادي الى الحميز الى الحراش وأجزاء كبيرة منها تم ردمها أو البناء عليها وعدم احترام مسافة الأمان.
والظاهر ان مختلف المسوؤلين لا يتحركون إلا عندما تحدث الكوارث حيث نهضت العاصمة على انتشار أفراد عمال «أسروت» لتسريح البالوعات وتنظيفها من الأوحال والقاذورات فص مشهد مضحك قد يزيد من فقدان ثقة الموان في التسيير المحلي،وحتى استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي بتهكم يعكس الحالة النفسية الصعبة التي يتواجد عليها الجزائريون الذين سئموا من الازدحام،وهراوات أصحاب الحظائر غير المرخصة  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025