في إصداريـن مهمين تعزّزت بهما المكتبة العربية

ولد خليفة يتحدث عن الجزائر في المفكرة والتاريخ ومساءلة الآخر

تقديم : نور الدين لعراجي

لايزال الكاتب والمؤرخ والباحث الدكتور العربي ولد خليفة وفيا للكتابة والبحث في مساءلة الآخر والغوص في التاريخ والموروث، المفكر الذي لم تمنعه مسؤوليته في الجهاز السياسي كرئيس للمجلس الشعبي الوطني عن أداء رسالته الثقافية كمفكر له اهتماماته وميولاته التي عهدها فيه القارئ والمثقف الجزائري على وجه الخصوص والقارئ العربي عموما.

في طبعتين بهيتين من الحجم الكبير تحدث الدكتور العربي ولد خليفة عن مسائل مهمة شغلت الرأي العام والمفكرين كفلسفة الراهن، انطلق منها الكاتب ليصل إلى تعثر النهضة وتأجيل التحديث، جاعلا منه قسما ومدخلا للعديد من المواضيع المتعلقة ببشائر الشروق ونذر الغروب الحضاري التي مزج فيها بالمقارنة مشخصا مرض الانحطاط أو داء العصر كما وصفه «الداروينية الاجتماعية»، في المقابل يجعل من مسببات ضعف الدولة وتفكك المجتمع فاصلا مهما في انطفاء الروح وتلوث العقل .
الكتاب اختار له عنوان « المنطقة العربية الاسلامية « جاء في حوالي 507  صفحة  صادر عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية موزعا إلى ثمانية فصول، مرتبة حسب أهمية الدلالات التي جاءت بها المواضيع ومع أنها متباينة وذات محطات لم تكن ذات العلاقة الوطيدة في ما بينها فهي زبدة القول في فلسفة البحث والغوص في أمهات المعارف، والمتضمن جانبا مهما من الذاكرة الجريحة والمدروسة المشبوهة، إفريقيا هي أيضا كانت حاضرة من خلال موضوع الهوية الإفريقية العربية الإسلامية، من الاسترزاق إلى الوصاية والاستنزاف، مقدما الخريطة اللسانية في إفريقيا والرصيد المشترك بين الجزائر والقارة .
يكبر السؤال وتزداد الحيرة عن أيهما يكون الحديث، إذا تعلق الأمر بالكاتب والمفكر الدكتور محمد العربي ولد خليفة يصعب اختزاله في ورقة أو ورقتين أو عشر ورقات لأن مسار الرجل طويل وثري ومتنوع وحافل بالأعمال الفكرية ومؤسساتها الهامة وزيرا وسفيرا مشاركا فاعلا في العديد من تنظيمات المجتمع المدني، حسب المقدمة التي تفضل بها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي لهذا المولود، معتبرا اللغة المستخدمة التي استعملها الباحث والمفكر المتمحص حاملة لإدانة حقيقية لحقبة استعمارية موسومة بفكر كولونيالي مقيت شوه الوعي وأدمى الوجدان وحاول تفكيك الذاكرة.  
أما الإصدار الثاني يتمثل في كتاب بعنوان « الجزائر المفكرة والتاريخ» شمل حوالي 493 صفحة  صادر عن نفس الدار المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، قسمه ولد خليفة إلى ثلاثة أقسام بدأها بمناظرة حوارية حول خطابات ثقافية عن العصر والمرجعية تناول فيها بعضا من الجوانب التي تشغل الفضاء الثقافي والمعرفي والفكري كاللغة والفكر، المذهب والأداة، جيل اليتامى السعداء في الغرب وثقافة الصحافة، أما في القسم الثاني تناول الباحث مكاسب الثورة والنصر ومسؤوليات النخب، مقدما قراءة أولية في أبجدية المفاهيم السياسية للدول والمجتمع، وبعض المشاهد من الإجرام الكولونيالي وشواهد من صمود الشعب الجزائري ومعاناته، ونفس الأمر تطرق إليه في القسم الأخير من الإصدار، مبرزا أهمية التاريخ في المنظومة هل هي ظالمة أم مظلومة ؟ معرجا في السياق ذاته على المدرسة الجزائرية في مستهل الألفية الثالثة الآفاق والتحديات .للتذكير الإصدار كانت قد رشحته دار الأمة  ضمن مشروع الألف كتاب وكتاب التي خصصتها وزارة الثقافة، لذلك جاء من دون مقدمة كفاتحة له.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024