د.السعيد مكي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر

ضرورة إعادة توجيه مسار التعاون إنطلاقا من الضفة الجنوبية

جلال بوطي

قال،أمس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر د.محمد السعيد مكي، إن الحوار شمال - جنوب يحتاج إلى إعادة تقييم للعمل المشترك وإعادة توجيه انطلاقا من الجنوب، واعتماد إعلان الجزائر لتفعيل مقترحاته،مواجهة للتحديات التي تعرقل التعاون الثنائي، مشيرا إلى أن أغلب مبادرات الشمال فشلت ماعدا التعاون في إطار 5+5.

دعا الدكتور مكي إلى ضرورة اعتماد إعلان الجزائر كمشروع للأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، قائلا” هذا ما كنا ننادي بها طويلا”، مؤكدا ضرورة إعادة توجيه دفتي التعاون جنوب- شمال، موضحا أن الحوار المبني على الشمال لم يتحقق منه سوى الشعارات الجوفاء، معتبرا أن فشل إعلان برشلونة يؤكد أهمية منطقة الجنوب في الوقت الراهن، في ظل التجاذبات المسجلة.
وفي هذا الإطار أكد المحلل السياسي في تصريح لـ “الشعب” على هامش منتدى الحوار جنوب-شمال أن كل المبادرات القادمة من الضفة الشمالية فشلت، ما يستدعي القيام بعملية تقييم شاملة لكل المبادرات ما دامت لم تحقق نتائج واقعية على كل المستويات، داعيا إلى أهمية مبادرة الجزائر في إطار الحوار  شمال- جنوب لكي يتم إعادة بعث مجال التعاون ومواجهة المشاكل الحاصلة.
وتعد أزمة الهجرة غير الشرعية من الجنوب نحو الشمال أبرز التحديات التي تعاني منها البلدان الشمالية، لكن في مقابل ذلك تعاني دول الجنوب من ظاهرة الإرهاب التي أنهكت الحكومات وباتت تشكل تهديدا شاملا للمنطقة برمتها، مع استمرار بؤر التوتر في العالم وعدم إيجاد حلول نهائية.
وقال أستاذ العلوم السياسية إن إعلان الجزائر منذ 11 سنة أعطى تصورا ومفهوما جديدا لمجال التعاون شمال-جنوب، لكن الخبراء يكتفون بالإشادة به، دون جعله أرضية لمعالجة الأزمات انطلاقا من المؤشرات الحاصلة التي تؤكد عدم سريان ما تم الاتفاق عليه نهائيا.
وجعل ميكانيزمات وخلق مؤسسة
وتزامنا مع ذكرى 11 لإعلان الجزائر حول الحوار شمال-جنوب تطرح مسألة مصالح دول الشمال على حساب الجنوب، لكن الدكتور مكي يرى أن هناك إيجابيات وفي مقابل ذلك هناك سلبيات متعددة وفي مقدمتها فشل أغلب مبادرات الشمال، لكن هذا لا يعني حسبه طغيان البراغماتية على الدول الشمالية.
كما يرى الدكتور مكي أن مبادرة الجزائر تحتاج إلى حركية جديدة تكون لها أبعاد واسعة في مجال التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط، حتى تتمكن كل دولة من إبراز مساهمتها الفعالة في إيجاد حلول دائمة على المدى البعيد وليس حلول مؤقتة على غرار  مسألة الهجرة.
وعلى ضوء تحذيرات وزارة الدفاع الأمريكية السابقة حول الهجرة التي قالت إنها ستعكس اتجاهها في 2027، قال الدكتور مكي إن هذا ما يجب على دول الشمال فهمه جيدا والتوجه نحو خلق فرص تكون أرضيتها من الجنوب وتعتمد على التكنولوجيا الحديثة القادمة من الشمال.
وفي هذا الخصوص أكد المتحدث فشل مبادرات الحوار المتوسطي وبرشلونة، الإسكندرية، قائلا إنها مؤشرات على ضرورة إعادة توجيه دفتي التعاون في المرحلة المقبلة، مقترحا عقد ندوة دولية متوسطية انطلاقا من إعلان الجزائر تؤسس للأمن والتعاون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025