وقـــــــف النزاعــــات المسلحــــــة وتمويلهـــــا مطلــــب ملـــــح
يسعى المجتمع المدني بين ضفتي المتوسط في إطار ترقية الحوار بين الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا إلى توضيح الرؤى والدفاع عن ما هو إيجابي بما يخدم مصالح الشعوب والتقريب فيما بينها بعيدا عن براغماتية السياسة وتحفظات القائمين على الشؤون الأمنية.
كشف المجتمع المدني لضفتي المتوسط عن وعي كبير في ضرورة معالجة مختلف الملفات والعراقيل التي تحول دون الرقي بالحوار المتوسطي واتفاقيات الشراكة المبرمة في سياق النهوض بضفتي المتوسط من خلال تشجيع التنمية المستدامة وتفادي زرع الشقاق والفرقة بين شعوب الضفتين بما يخدم توجهات المتطرفين.
ويقترح المجتمع المدني بين الضفتين الاستماع لانشغالات الشعوب ودراسة المشاكل من الجذور فالهجرة غير الشرعية التي تحل بمقاربات أمنية أو ببناء جدران عازلة أمر غير معقول داعين إلى ضرورة العمل على وقف النزاعات المسلحة وتمويلها، حيث أشار المجتمع المدني في منتدى جريدة “الشعب” إلى ضرورة وقف آثار النعرات في منطقة الساحل التي تشهد عدم استقرار أمني بسبب تداخل مصالح الدول الغربية والدور القذر لأجهزة الاستخبارات، حيث تفرض واقعا مصطنعا مزيجا بين الإرهاب والتهريب لتهجير سكان تلك الدول نحو الشمال ومنه التأثير على الاستقرار الاجتماعي والوضع الأمني بمختلف دول الساحل ودول شمال إفريقيا التي تتحمل عبئا كبيرا على غرار الجزائر وليبيا وخاصة هذه الأخيرة التي باتت معبرا رئيسيا للراغبين في اللحاق بأوروبا حيث يروج لها الجميع وكأنها مصدر الهجرة غير الشرعية في الوقت الذي يقف فيه الناتو وعرابو الربيع العربي وراء تلك المشاهد المؤلمة التي نشاهدها يوميا في البحر الأبيض المتوسط الذي بات مقبرة حقيقية لسكان جنوب المتوسط.
ويعتقد المجتمع المدني أن الهجرة غير الشرعية ليست آفة كما تروج لها بعض الدول بل هي ظاهرة قديمة وإيجابية في الكثير من الأحيان، حيث بنيت الولايات المتحدة الأمريكية وازدهرت بفضل المهاجرين، كما أن الكثير من الدول تستفيد من هذه الفئة التي تجبرها في الكثير من الأحيان الظروف الصعبة على ترك بلدانها مكرهة وهو ما يجب أن يتم التوقف عنده ومساعدة مختلف الدول على التنمية وحل مشاكلها الداخلية وخاصة الصراعات المسلحة.
ودعا المجتمع المدني من يرغب في الهجرة إلى أوروبا إلى ضرورة تعلم اللغات الأوربية والتكوين للحصول على منصب عمل ومنه الاندماج بسهولة في الحياة الأوروبية.
ويدافع المجتمع المدني بين الضفتين على ضرورة الحفاظ على بنية الدول من خلال تحقيق التوازن بين ميزانيات المدن والأرياف في ظل الاختلالات التي بدأت تهدد استقرار المجتمعات واستمرارها بفعل ميول الحكومات إلى المدينة على حساب الريف وهو ما خلق أزمات كثيرة يجب التنبه لها قبل أن تولد مستقبلا غامضا لمختلف الأجيال.
لقد ظهر في منتدى “الشعب” أن المجتمع المدني الذي يملك أفكارا واقعية وفي صالح الشعوب تبقى بعيدة عن التركيز الإعلامي الذي تسيطر عليه الحكومات للترويج للجانب الأمني ومكافحة الإرهاب وتناول الملفات التي تهم الشعوب بنظرة ضيقة بعيدا عن طروحات المجتمع المدني الذي يبقى صوته بعيدا جدا عن الأضواء.