المرأة الجزائرية لها كفاءات وقدرات كبيرة تمكنها من التواصل واستيعاب المشاكل الاجتماعية وأن تصبح سياسية محنكة رغم الصعوبات التي تعترضها من المجتمع أو الأسرة أو الرجل بسبب بعض الذهنيات المتحجرة التي ماتزال تنظر للمرأة على أنها أداة أو مجرد ديكور. مع ذلك فقد تمكنت النساء الجزائريات من تحقيق نجاحات على كل الأصعدة، وبرزن كقوة في المجتمع.
من بين النساء اللائي برزن على الساحة السياسية، من خلال نضالها وترؤسها لحزب «العدل والبيان»، كما أنها كانت عضوا في عدة لجان، مما أكسبها تجربة، هي نعيمة صالحي التي فتحت لنا قلبها لتحدثنا عن مشاركة المرأة الجزائرية في الميدان السياسي، ودورها في المجال التوعوي بحكم علاقاتها وقدرتها على الإقناع أكثر من الرجل.
تؤكد نعيمة صالحي في حديث لـ «الشعب»، إن المرأة الجزائرية لها قدرة وكفاءة على التواصل، وإن تمثيلها للشعب على مستوى المجالس المنتخبة مهم جدا، كونها ترفع انشغالاته لدى الجهات الوصية، ويمكنها الإقناع بالطرح الذي تقترحه، كما لها دور كبير بين الشعب والسلطة. بالمقابل، فإن بعض النساء اللائي يجهلن التشريع في البرلمانية يتعلمن بسهولة ويتأقلمن مع ذلك، ويصبحن ضليعات في هذا المجال.
ترى صالحي، أن المرأة حين تكون مستوعبة للجوانب الإجتماعية وخبرة في المجال السياسي، يمكنها تسوية مشاكل كثيرة وأن تكون سياسية محنكة. كما أن المنتخبات في المجالس المنتخبة، اللاتي نجحن بالكوطة، اكتسبن خبرة كبيرة في المجال، لأن لهن مستوى علمي وتواصل مع الشعب والإدارة، فكنّ وسيطات جيدات بين الشعب والمسؤولين.
قالت في هذا الشأن، إن النساء يعانين في بداية ووسط وآخر المشوار من طرف المجتمع والأسرة والمجتمع الذكوري المسؤول، مما يعيق بروزهن وممارستهن العمل السياسي بكل أريحية. وبحسبها، فإنه حين تنجح المرأة يريد الرجل أن ينسب النجاح إليه بأنه هو من شجعها، وهناك من يدّعي أنه هو من قام بكل شيء ووراء نجاحاتها، إلا في حالات نادرة التي يدعم فيها الرجل المرأة ويرافقها في كل خطواتها دون أية عقدة.
وحتى تظهر نعيمة صالحي، أن المرأة ليست بحاجة إلى كوطة ويمكنها أن تفرض نفسها، وكذا لنزع فكرة المرأة في آخر القائمة، قررت وضع نساء منتخبات سابقات ولهن كفاءات بعدها في القائمة التي تتصدرها بولاية بومرداس، ليأتي الرجل بعدها وهذا لترك النساء يفرضن أنفسهن وينجحن دون دعم من الرجل، بحيث أن هناك من تقبل الفكرة وقلة أخرى لم تتقبل الفكرة بسبب ذهنية المجتمع التي ماتزال تنظر إليها نظرة ناقصة.
بالمقابل، أكدت رئيسة حزب العدل والبيان، أن المرأة حققت مكاسب كبيرة وتعمل عمل الرجل في الخارج، وفي الإدارة بتفوق، وفي المنزل تقوم بكل الأشغال المنزلية، وأضحت المرأة ملزمة بالنفقة على البيت، لأن الرجل طلق المسؤولية ويدعي أن وظيفة المنزل ليست من اختصاصه، وهو ما اعتبرته صالحي باللاّعدل شرعا وقانونا، كما أن الرجل الراغب في الزواج يبحث عن المرأة العاملة.
وأشارت في هذا السياق، إلى أن هناك بعض النساء اللائي نجحن ولم يتركهن أزواجهن حضور المجالس أو ممارسة نشاطهن، بحجة أن المرأة حين تصل إلى منصب سياسي أو غيره تتخلى عن منزلها. كما أن النساء المثقفات اللائي يرغبن في الارتقاء يغار منهن أزواجهن، وينقلب إلى حسد ملعون يؤدي إلى التفرقة بينهما. كما أن الظاهرة نجدها عند الأخ بحجة الحرمة. وبحسبها، فإن المرأة تبقى أداة على كل الأصعدة، قائلة: «كنساء أصيلات، يجب علينا الصبر ومعرفة طريقة كسب كل شيء بالهدوء».
بالمقابل، اعتبرت رئيسة حزب العدل والبيان، الثامن مارس لا يكفي المرأة وينبغي أن يمنح لها يوم كامل. وأضافت أنه من الأفضل الابتعاد عن روتين الاحتفالات والإتيان بأشياء جديدة تفيد المرأة، مثل تنظيم أيام توعوية للمرأة الريفية التي نجحت في إنجاز مؤسسات مصغرة في البساتين والتنظيف وميادين أخرى، وتكريم النساء الناجحات في مجال المؤسسات المصغرة والمتوسطة.
وهناك أمثلة كثيرة عن نجاحات المرأة الجزائرية، التي أنشأت مؤسسات عائلية واستحدثت مناصب شغل، قائلة إن المرأة إذا وفرت لها كل الإمكانات ستبدع وتتفوق في نشاطها، رغم العراقيل التي تعترضها والابتزاز الذي تتعرض له، خاصة في الجامعات أين تتعرض الطالبات للتحرش والمساومة على النقاط وهذا أمر خطير، أضافت نعيمة صالحي.