فتحت المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس باجي مختار بالرويبة، أمس، أبوابها أمام وسائل الإعلام الوطنية في مقدمتهم «الشعب»، حيث كانت الفرصة متاحة للاطلاع عن كثب على هذا الصرح التكويني المتخصص الذي يمثل أحد هياكل الجيش الوطني الشعبي وحلقة هامة في تكوين نخب ذات مستوى عالي متحكمة في التكنولوجيات والمعلومات العلمية الحديثة وفي مستوى التحديات المحدقة.
هذه الزيارة الموجهة لوسائل الإعلام في إطار تنفيذ مخطط الاتصال للجيش لسنة 2016-2017 بهدف تقريب المؤسسة العسكرية من المواطن و تقوية رابطة» جيش – أمة» و تفعيل الاتصال المؤسساتي داخليا وخارجيا ، فكانت البداية بتقديم عرض حول المدرسة والذي أعطى صورة عامة عن مدى التطور الذي بلغته إحدى الهياكل التكوينية للجيش الوطني الشعبي في مختلف الميادين العسكرية والعلمية في سبيل بلوغ الاحترافية المبنية أساسا على الإصلاحات الهيكلية في قطاع التكوين.
في هذا الإطار تطرق المدير العام للمدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس – باجي مختار العميد عدنان شريف بالتفصيل إلى كيفية نشأة هذه التجربة الجزائرية الجريئة في مجال التكوين العلمي الراقي ذي المستوى العالي المساير للتكنولوجيا والتطورات الحديثة، فكان ميلادها في 18 أفريل 1998، تحت الوصاية المزدوجة لوزارتي الدفاع الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي، وفي سنة 2008 أصبحت المدرسة عسكرية كلية ولم يعد هناك توجيه للحياة المدنية.
15 دفعة منذ 2002
وحسب الشروحات المقدمة من العميد عدنان شريف تضطلع المدرسة بمهمة ضمان تكوين تحضيري للطلبة الضباط العاملين، للالتحاق بدراسات مهندس في المدارس الكبرى لمدة 03 ثلاث سنوات موزعة على التعليم العلمي و التقني ، التعليم في العلوم الإنسانية و الاجتماعية و اللغات الأجنبية «الفرنسية والإنجليزية والإسبانية» إلى جانب التكوين و التعليم العسكريين دون إهمال الامتيازات الممنوحة و المتمثلة في منحة دراسية شهرية معتبرة ، وكمبيوتر محمول و حماية اجتماعية و لوازم مدرسية.
وتوفر المدرسة كل المرافق الضرورية للحياة في إطار الإقامة الداخلية بهدف الطلبة على دراستهم بشكل يضمن لهم سهولة التكيف مع وسطهم الدراسي و المهني مستقبلا، ليتوج الطالب بشهادة جامعية للطور العلمي الأول و السماح بالالتحاق مباشرة بالطور العلمي الثاني في المدارس الكبرى، و إلى جانب ذلك يتحصل الطالب أيضا على شهادة نجاح في التكوين العسكري.
وسمح التكوين العلمي والعسكري المتكامل الذي تمنحه المدرسة في ذيع صيتها ما يفسر الإقبال الكبير من المتحصلين الجدد للبكالوريا وهو يساهم في الانتقاء النوعي للمترشحين، حيث ارتفع عدد الطلبة المتخرجين من 162 طالب في سنة 2001 إلى 252 طالبا في 2015 ،وسمحت بتخريج 15 دفعة لحد الآن منذ سنة 2002.
فخلال الدورة الدراسية الفارطة بلغ عدد المسجلين في مسابقة الالتحاق بالمدرسة حوالي 2000 مسجل، وتم استدعاء 1264 فيما تم قبول 400 طالب ضابط وتخرج منهم 250 خلال دفعة 2015-2016، ما يجعل منها مدرسة الألفية لكونها تتوفر على إمكانيات مادية جد متطورة كما ونوعا، إلى جانب هيئة الأساتذة المؤطرين»254»بين أستاذ مشارك ومنتدب، والذين يتمتعون بمستوى تكويني عالي، ما يضمن تلقي الطالب تكوينا يكون بمستوى التحديات الراهنة والمستقبلية وبرؤية استشرافية .
حواء حاضرة بقوة من خلال التحاق 200 طالبة
من جهة أخرى لا يقتصر الالتحاق بالمدرسة على العنصر الذكوري فقط بل حتى حواء حاضرة و بقوة، حيث سجلت الإناث تواجدهن من خلال التحاق 200 طالبة، وهو عدد غير محدد حسب العميد عدنان شريف، بل هو مرتبط بعملية الانتقاء الذي تفرج عن المسابقة أي بعدد المترشحات وبالتالي فهو رقم قابل للارتفاع والانخفاض.
ويوجه الطلبة بعدها تلقائيا لدراسة الطور الثاني من دراسات المهندس في المدارس الكبرى، على غرار المدرسة العسكرية متعددة التقنيات ببرج البحري، والمدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم بالرغاية، ويختار الطلبة توجيههم لإحدى المدرستين المذكورتين أعلاه حسب ترتيبهم في الدفعة، وعدد المناصب الممنوحة لكل تخصص من التخصصات.
وفي المقابل كانت الفرصة متاحة للاطلاع على الوسائل المادية والبيداغوجية لضمان هذا التكوين العلمي والعسكري للطلبة، خاصة وأن المدرسة تتوفر على 18 عمارة بسعة إجمالية 1200 مكان، فيما تتوفر وسائلها البيداغوجية على كل المواصفات والمقاييس العالمية لتكوين النخبة، ومن ذلك 4 مدرجات بسعة 140 مقعد و08 مدرجات بسعة 72 مقعدا، إلى جانب 06 مخابر موجهة للأعمال التطبيقية في المواد العلمية على غرار الكيمياء، التكنولوجيات الفيزياء، و05 مخابر للغات و03 لتقنيات الاتصال ومكتبة تضم أكثر من 71 ألف مرجعا بأكثر من 18 ألف عنوان بـ 7 لغات، ناهيك عن قاعة متعددة الوسائط، ومنشآت رياضية وثقافية مكيفة حسب برنامج التكوين وهواية الطلبة .
وتقرب الصحافيون مباشرة من المشرفين على مختلف هذه الوسائل البيداغوجية وتلقوا الشروحات اللازمة عن كيفية منح التكوين بها كالقاعة المتعددة الرياضات، حيث تحرص المدرسة على تلقين الطلبة وإدماجهم في كل الرياضات الجماعية ما جعلهم يشاركون في بطولات وطنية، بل وحصد العديد من الجوائز و المراتب الأولى وكان لحواء نصيب في ذلك، حيث حصد فريق السباحة للمدرسة المرتبة الأولى السنة الفارطة.
وتم التنقل فيما بعد إلى مختلف المخابر العلمية الموجهة أساسا للأعمال التطبيقية والمواجهة والتي يحتك فيها الطالب مباشرة مع المادة العلمية في عدة مجالات كالميكانيك والتقني والبصريات والكهرباء وكيفية التعامل مع المواد قيد الدراسة لاسيما التخزين وفقا لطبيعة ونوعية كل مادة لتفادي أي تفاعل من خلال احترام معايير الأمن والسلامة .