أكّد الدكتور سحولي بشير أنّ ذكرى 19 مارس 1962 محطة مفصلية لاستعادة السيادة الكاملة، بعد مخاض عسير دام 132 سنة، تعرضت فيها الجزائر إلى أبشع وأخطر أنواع الاستعمار الإستيطاني.
يرى الدكتور وهو أحد أهم الأساتذة الناشطين في مجال الحركة الوطنية والثورة الجزائرية، بأنّ النظرة الاستشرافية العميقة لصنّاع بيان اول نوفمبر والإخلاص في تبني هذا الخيار الثوري هو سر النصر الجزائري على المستعمر وطبيعته العنصرية وممارساته الوحشية التي تعدت كافة المواثيق والأعراف، على الرغم من أنهم لم يتخرجوا من الجامعات المتخصصة ولم يكونوا من حملة الشهادات العليا.
كما أوضح بأنّ جميع الأطروحات التي جاء بها الوفد الفرنسي، كانت تهدف أساسا إلى خدمة مصالح بلاده ويظهر ذلك من عديد المصطلحات والمعاني والدلالات التي وظّفها على مسار العلاقات السياسية التي تميزت بها تلك الفترة، بدءا ب»الاتصالات» و»المفاوضات» و»المحادثات» وغيرها من المبادرات التي كانت الحكومة الفرنسية توظّفها لصالحها.
وقد عرف عن فرنسا الاستعمارية، كما أشار إليه الدكتور أنها تختار مصطلحاتها بدقة ولا ترضى سوى بالحفاظ على مكانتها كأعظم إمبراطورية.لكن الطرف الجزائر تغلب عليها بالسلاح والدبلوماسية على الخروج صاغرة منكسرة بعد 132 سنة من التنكيل والتعذيب بشعب أعزل اختار اعتناق الكفاح فكان النصر حليفه.