اعتذر بعد حملة تنديد واسعة بسبب تصريحاته عن الثورة الجزائرية

حاكم الشارقة:”أحترم الجزائر وحديثي فهم بشكل خاطئ بسبب الاختصار”

جلال بوطي

اعتذر حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي عن تصريحاته حول الثورة الجزائرية، وأكد أنها فهمت بشكل خاطئ بسبب الاختصار، قائلا” إذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافا بحقهم، فأنا أعتذر عن ذلك ولهم كل الود والاحترام”، مشيرا إلى أن فرنسا تلقت هزيمة نكراء من الشعب الجزائري.
أعرب حاكم الشارقة عن عميق تقديره واحترامه ووده للشعب الجزائري، بعد تصريحاته حول تاريخ الجزائر و«فهمت بشكل خاطئ” على حد تعبيره، موضحا أنه يكن للجزائر ودا عميقا، نافيا أن يكون الموضوع الذي تطرق إليه يخص جبهة التحرير الوطني.
وأكد في تصريح له نقلته وكالة أنباء الإمارات أول أمس، “أن ثورة الجزائر التي قامت سنة 1954 واستمرت حتى سنة 1962 على يد جبهة التحرير الشعبية الجزائرية سببت أزمات حادة في فرنسا”، مشيرا إلى “أنها كانت وراء سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة ورجوع شارل ديغول للحكم والإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية”.
وأوضح سلطان بن محمد القاسمي في تصريحه بعد تصاعد حدة التنديد من طرف منظمات المجتمع المدني “إن رئيس الجمهورية الفرنسية كلف الجنرال شارل ديغول برئاسة الحكومة في شهر مايو 1958 وقام بزيارة الجزائر في شهر يونيو من العام نفسه، وعند رجوعه منها لفرنسا حدثت محاولة انقلاب على يد بعض الضباط المتمسكين بفرنسة الجزائر وعلى إثرها سلم رئيس الجمهورية الفرنسية كل سلطاته لرئيس الحكومة شارل ديغول وكانت هذه الحكومة هي الرابعة وذات الدستور الفرنسي الجديد..
وأضاف حاكم الشارقة وفِي الاستفتاء الذي أجرى في 28 سبتمبر من العام 1958 طلبت الموافقة على الدستور الجديد الذي وضع أسس الجمهورية الخامسة وفِي أكتوبر من العام نفسه كان ديغول يراهن على إمكانية العيش بين الجزائر وفرنسا في نظام مرجعية واحدة.
وقال القاسمي” إنني لست جاهلا في تاريخ الجزائر .. ففي 16 مارس 1986 قمت بزيارة رسمية لجمهورية الجزائر ألقيت خلالها محاضرة أشدت فيها ببطولات جبهة التحرير الجزائرية ووصفت الجهاد الذي كان قائما في منطقة الجبال والذي رافق صيحات “ الله أكبر” التي عمت أرجاء المنطقة كلها، وكانت الصحف الرسمية والشعبية الجزائرية تنشر تلك المحاضرة التي وصفت الجهاد في جبال الجزائر” .
وأكد حاكم الشارقة “لست جاهلا في التاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيدا “، قائلا” ديغول كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين حتى وصفته بأنه كالعود من الخَشب به شوك كثير، مؤكدا أن تصريحه لا يتعلق بجبهة التحرير”.
منظمة المجاهدين تستنكر
ويأتي اعتذار حاكم الشارقة بعد حملة التنديد الواسعة عرفها الشارع الجزائري ومنظمات المجتمع المدني، حيث استنكرت بشدة المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين،أمس، في بيان لها تلقت “الشعب” نسخة منه تصريحات المسؤول الإماراتي، وأرجعت ذلك إلى “الجهل بتاريخ أرض الأمجاد والمفاخر ومرجع التاريخ والثورة التي كانت عبرة وموعظة وقدوة لكل أحرار العالم.
واستنكرت المنظمة تصريح حاكم الشارقة، مؤكدة أن الجزائر استرجعت استقلالها بعد نار ظلت تستعر ولهيبها يمتد طيلة قرن وربع من الزمن، والقتل والتشريد وتدنيس الحرمات إلا أن الشعب الجزائري ظل صامدا مجاهدا محافظا على انتمائه العربي الإسلامي الأمازيغي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025
العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025