الرائد عكريش: نحـرص علـى التواصل مع مختلف المؤسسات المتحفية تجسيـدا لرابطـــة جيـش - أمـة
أبرز جامعيون ومختصون أهمية الحفاظ على الفن الصخري، باعتباره شهادة حية على معيشة الشعوب القديمة، واستغلالها مستقبلا لجلب السياح، وضرورة توعية الشعوب حول دور الجانب الثقافي والسياحي للمجتمعات، وتثمين التراث الوطني لأنه بنك يحفظ تراث وتاريخ الأمة، مؤكدين أن هناك منهجية مخططة للقضاء على تراث الشعوب، وما يجري في سوريا والعراق من نهب لتراثهما المادي محاولة لطمس هويتهما خير دليل.
نظمت مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي بالمتحف المركزي للجيش، أمس، محاضرتين حول الفن الصخري والملكة تين هنان وكذا إضراب الطلبة 19 ماي 1956، بهدف ربط علاقات التعاون مع مختلف المؤسسات المتحفية الوطنية وتجسيدا لرابطة جيش- أمة، وفي إطار تظاهرة شهر التراث وإحياء لليوم العالمي للمتاحف المصادف لـ 18 ماي من كل سنة وكذا تخليدا لليوم الوطني للطالب.
أكد الرائد مختار عكريش في كلمة ألقاها بالمناسبة، حرص رئيس الفريق نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، على ضرورة تثمين التراث الوطني، معتبرا المتاحف إحدى الأدوات التي من شأنها حفظ عصارة الأعمال العظيمة للأمم والذاكرة الحية، التي تبقى تختزن هذا الإرث البشري بمنح الأجيال الصاعدة القدرة على الاستمرار، في ترصيع تاريخ الجزائر المليئ بالانتصارات والإنجازات، على حد تعبيره.
وأبرز الأهمية التي توليها مديرية الايصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، من خلال تقديم كل الدعم والحث على ربط المتحف المركزي للجيش بعلاقات تعاون مع المؤسسات المتحفية والثقافية ومراكز البحث المتخصصة، في ميدان التراث لتبادل الخبرات والاطلاع على مختلف التقنيات الجديدة في مجال التراث.
من جهته، استعرض الأستاذ مروان رابحي المتخصص في آثار ما قبل التاريخ، مفهوم الفن الصخري وأهميته باعتباره رسومات تعبر عن حياة الشعوب القديمة، بحيث يتواجد هذا الفن في خمس قارات في العالم وبتباين كبير، مؤكدا أن الجزائر تزخر برصيد هائل من الفن الصخري المتواجد بمنطقة أولاد جلال، القبائل، الأطلس الصحراوي، جبال أولاد نايل وعمور وغيرها من المناطق.
وفي هذا السياق، أشار رابحي للتخريب الذي يتعرض له الفن الصخري أخطرها العامل البشري بسبب لا وعي الأفراد، داعيا للحفاظ على التراث الهش وحمايته للأجيال القادمة، وكذا استثماره في جلب السياح مثلما كان في سنوات السبعينيات والثمانينيات، وبالتالي عودة الحركة السياحية بالجزائر.
وبدوره قدم نعيم عبد العالي محافظ التراث بالمتحف الوطني العمومي باردو، مداخلة حول الملكة تين هنان التي تعد الحجر الأساس لبناء المجتمع الترقي، مشيرا إلى أهمية التراث في ظل الصراعات الحالية من حروب وتدمير، لطمس ثقافة الشعوب عبر سياسة ممنهجة لنهب وسرقة الشواهد المادية على حضارات قديمة مثل سوريا والعراق واليمن، وطالب في هذا الإطار، بتوعية الشباب حول دور تطوير الجانب الثقافي السياحي للمجتمعات واصفا إياه ببنك يحفظ تراث الأمة ويثمنه.
وتحدث المجاهد محمد ذباح عن إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 والتحاقهم بالثورة التحريرية باعتباره شاهدا وفاعلا في تلك الحقبة، قائلا إن عبد الحفيظ بوصوف فكر سنة 1957 في إنشاء مدرسة الإطارات، بتكوين المثقفين على استعمال سلاح الإشارة وإنشاء مصالح الجوسسة وضد الجوسسة لمواجهة الدعاية الاستعمارية وحماية الثورة من الداخل والخارج، وبعدها تأسيس المالغ التي أصبحت العمود الفقري للثورة.
للعلم فقد نظم المتحف المركزي للجيش على الهامش فعاليات متعلقة بالتراث الوطني تحت شعار»المتحف المركزي للجيش جامع للتراث الوطني»، معرض للتراث الوطني يحتوي على تطور الأسلحة الجزائرية عبر التاريخ وبعض مخطوطات الأمير عبد القادر وأغراض شهداء الثورة من بينها أغراض الشهيد طالب عبد الرحمان، مع عرض صور تمثل بعض الحفريات الأثرية للمعهد الوطني لعلم الآثار وصور بعض تحف ومعروضات المتحف الوطني العمومي للآثار القديمة، ويمتد هذا المعرض إلى غاية 20 ماي الجاري.