عمل احترافي ومنهجي

تفكيك رموز «الجريمة الإلكترونية» في وقت قياسي

جمال أوكيلي

قدم، أمس، العقيد جمال بن رجم رئيس مركز مراقبة جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية ومكافحتها، شرحا مستفيضا للتكيف التشريعي مع الحالات المتعلقة بخطر الجريمة الإلكترونية على الأمن العمومي والوسائل المتاحة للتصدي لها، من طرف مصالح الدرك الوطني.
وفي هذا السياق حرص العقيد بن رجم على إبراز الضوابط الضامنة لإدراج أي فعل في خانة إضفاء عليه صفة «الجرم» إستنادا إلى ترسانة من القوانين سارية المفعول في هذا الشأن.
مما يفسح المجال واسعا، وكذلك العمل بأريحية فيما يتعلق بالمعالجة الدقيقة للملفات المودعة في أيدي المختصين الدركيين، الذين يسهرون على فك شفراتها بكفاءة عالية، ومهارة فائقة، وفي زمن قياسي، والعينات في هذا الصدد وردت على لسان رئيس المركز وفق منهجية عمل محكمة، لا تخضع للعفوية أبدا وإنما شعارها الدائم «اليقظة» حتى بالنسبة للقضايا التي استدعت وقتا معتبرا وصل الأمر في إحدها إلى ٩ أشهر، لكن النتيجة كانت في المستوى، أما العينات الأخرى المذكورة فقد تمت في وقت لا يتعدى الـ ٢٤ ساعة، حتى يجد الشخص نفسه محل متابعة قضائية إعتمادا على الإحالات القانونية المسيرة لهذه الوضعيات.
وقدر العقيد بن رجم نسبة النجاحات المحققة بـ ٨٨٪ وفق تقييم سنة ٢٠١٦، ويعد هذا المجهود إيجابيا بالنظر إلى الرقم المقدم في هذا الشأن ١١٤٦ في نفس السنة، وبالنظر كذلك إلى الفرز القائم على مرجعية ٣٠٠٠ جريمة المحددة دوليا.
هذا التحكم الفعال في «الفضاء السبراني» في الجزائر مكن الدوائر المختصة في هذا العالم الإفتراضي، من المضي قدما باتجاه التكيف مع كل الحالات غير المتوقفة التي قد تفاجئ العاملين في هذا الحقل.
وعلى الرغم من ضخامة الأرقام المعلن عنها، منها بالأخص ١٣ مليون جزائري يبحرون يوميا في هذا الفضاء، فإن الفرق العاملة بمركز مراقبة جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية ومكافحتها، اكتسبت تجربة رائدة مشهود لها في التعامل مع الأوضاع الناجمة عن أفعال تصل إلى درجة الجريمة، في حالة إسقاطها على الوقائع الواردة في القوانين المدنية أو الجزائية.. ومن تلك الحدود يبدأ عمل العدالة.
والعدد سالف الذكر، ليس من السهولة الوقوف عنده عندما يتعلق الأمر بحالات معينة، تتطلب مسايرتها فورا ودون تردد، وهذا هو مبدأ المركز لذلك حقق كل هذه الإنجازات الملموسة التي حقا تعد قيمة مضافة في ترقية التفاعل مع هذا الوسط الحساس والشـائك في آن واحد.
هذا التوجه الإحترافي المبني على الرؤية الواضحة، والفهم العميق للمجريات، قاعدته الهدوء والحكمة كون هذا الفضاء هو ركيزة في إلتقاط رسائل الناس خاصة منهم الشباب الذين لا يتوانون في إعطاء صورة مشرفة عن بلدهم الجزائر، يدافعون عنها بسلوك حضاري.
بعبقريتهم يردون على الآخرين بفكر راق، يترجم عقلية هذا الشعب في أن يكون سدا منيعا أمام كل أولئك الذين لهم منطق آخر، وهذا بكشفه لكل المناورات والألاعيب الرامية إلى التشويش على مسار بناء صرح هذا الوطن.
هذه القراءة السياسية نستشفها من خلال الإطلاع على ذلك الفضاء الذي هو عبارة عن معركة حامية الوطيس البقاء فيها للأقوى وهذا ما يتوفر عند الجزائريين الذين بلغ عددهم حوالي ٢٩ مليون شخص مستعملين للأنترنت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025