دعا الأستاذ الباحث المتخصّص في أدب الطفل سعيد بوهون علي، إلى «أهمية إنشاء مرصد وطني يتابع شؤون الطفولة في الجزائر من أجل تقييم الواقع الحقيقي والمساعدة على بناء استراتيجية متكاملة للتكفل الشامل وعلى جميع المستويات النفسية، التربوية، الثقافية والاجتماعية لهذه الفئة الحساسة من المجتمع وتجنيبها حالة الانحراف والاستغلال غير القانوني.
ثمن الباحث علي بوهون الجهود المبذولة من طرف الدولة و المؤسسات الرسمية في مجال التنشئة الاجتماعية المتزنة للطفل، وكذا الهيئات المدنية من جمعيات و روضات ومراكز ثقافية تهتم بشؤون الطفولة، لكنها بحسب رأيه «تحتاج إلى تنسيق الجهود والتصورات من أجل تقديم رؤية موحدة ومتكاملة للنهوض بهذه الفئة من المجتمع والتكفل بها بصفة شاملة وبطريقة علمية أكاديمية.
بالمقابل وضع الباحث جملة من الشروط لتحقيق هذه الاستراتيجية في الميدان، أبرزها «ضرورة توفر قاعدة إحصائية شاملة و بيانات مفصلة عن واقع الطفولة بالجزائر تبرز الفئة المحظوظة و الأخرى المحرومة أو التي تعاني من التهميش و غياب المساواة في الفرص من أجل مساعدة المختصين النفسانيين والاجتماعيين في بناء مثل هذه الاستراتيجيات لتدارك النقائص، و بالتالي الاهتمام أكثر بجيل المستقبل، وعليه نقترح إنشاء مثل هذا المرصد الذي سيلم بصفة شاملة بواقع الطفولة في الجزائر و الاستشراف في المستقبل».
عن دور الهيئات الرسمية كمديريات النشاط الاجتماعي بالولايات وباقي الدوائر الأخرى والهيئات التي تقدم دوريا أرقاما وإحصاءات حول الأحداث و قضايا الإجرام والآفات السلبية التي تعاني منها شريحة من الطفولة في المجتمع كمصالح الشرطة والدرك الوطني، أكد الباحث «أن هذه الجهود والأرقام على أهميتها تبقى جزئية ومعزولة و غير شاملة، بمعنى هي تخص هيئة رسمية أو دائرة من الدوائر المهتمة بشؤون الطفل لكنها تبقى بحاجة إلى تنسيق مع باقي الهيئات والدوائر التي تدخل وتساهم بنسبة كبيرة في التنشئة التربوية والاجتماعية للطفل..
مع ذلك اعتبر الأستاذ علي بوهون «بوجود جهود ملحوظة في الجزائر للاهتمام بفئة الطفولة خاصة في مجال إنشاء الفضاءات الثقافية والترفيهية ومساحات اللعب وممارسة الأنشطة الرياضية على غرار ما تعيشه العاصمة وباقي ولايات الوطن للمساهمة في امتصاص الطاقات الزائدة للطفل وتجنيبه الانحراف الناجم عن الفراغ، مع تحذيره في الأخير من اتساع «ظاهرة عمالة الطفولة، خاصة لدى العائلات الهشة والمعوزة ولو بطريقة غير مباشرة كالاضطرار إلى ممارسة الأنشطة التجارية في الشوارع لإعالة أفراد العائلة، وكل ذلك على حساب مستقبلهم الدراسي، على حد قوله.