عائلات لم تستفد من الترحيل بالعاصمة تتساءل:

هل يعقل عدم الرد على الطعون بعد سنتين من إيداعها؟

حكيم بوغرارة

اشتكت عائلات لم تستفد من الترحيل في العمليات السابقة بالعاصمة، صعوبة تحصيل تكاليف كراء مساكن تضمن كرامتها، بعد أن باتت عمليات الابتزاز والمساومات تلاحقها من طرف أصحاب المباني المعروضة للإيجار، لمجرد معرفتهم أنهم مقصون من الاستفادة من عملية الترحيل، ومجبرون على إيجاد سقف يأويهم، ليعمد هؤلاء إلى رفع سعر الإيجار، غير آبهين بظروفهم الصعبة.
يسرد «عدلان/ز» وهو غير مستفيد من الترحيل من موقع الباخرة المحطمة المأساة التي تطارد عائلته منذ عملية الترحيل التي تمت في أكتوبر 2015، حيث تم إحالتهم على لجنة الطعون قائلا لنا: « لقد كانت أياما عصيبة فقد تم إبعادنا أنا وعائلتي من الترحيل.أنا متزوج وأب لطفلين. كنت أعيش رفقة أبي وأمي و 04 إخوة في بيتين قصديريين.. كنا نعيش في ولاية داخلية بشرق البلاد حيث الفقر والمعاناة، و لم يكن لنا سوى بيت قصديري اضطررنا لإدخال الكهرباء بعد دفع المستحقات، ووصل الكهرباء بات شبحا لنا حيث تم بناء الحجج عليه لإحالتنا على لجنة الطعون».
وواصل عدلان :» أثبتنا أكثر من مرة على مستوى دائرة الدار البيضاء وولاية الجزائر بأننا لا نملك مسكنا باسمنا ولكن وإلى غاية اليوم لا نملك ردودا واضحة من لجان الطعون هذه التي لم تستدعنا مجددا ولم تسمع لنا وهذا الصمت الرهيب يزيد من مأساتنا».
قال عدلان الذي يعمل تاجر فواكه بضواحي برج الكيفان، إن متاعب الحياة زادت بحدة والعائلة اليوم مهددة بالانفصال لأننا عاجزون عن دفع أسعار الكراء، حيث ارتفعت من 15 ألف دج إلى 20 ألف دج،  ودفع هذا المبلغ شهريا لا يعني أننا في ظروف جيدة فالبناية التي نحتمي فيها غير مكتملة، وحتى الحائط الذي يحيط بالسلالم منعدم والخطر محدق بنا فإذا سقط فرد ما يمكن أن يلقى حتفه. كما أننا نقضي ليال بيضاء عند نزول المطر، دون الحديث عن الحر الشديد وغيرها من المتاعب التي تلاحقنا.  
وأشار عدلان  في سياق متصل إلى أن وضعيته لا تقتصر على شخصه فقط، بل هناك مئات العائلات التي أبعدت من الترحيل تعاني الأمرين فهناك من وصل إلى مرحلة الطلاق وهناك من أودع زوجته وأولاده في البيت العائلي والأكثر معاناة أرجع زوجته وأولاده إلى بيت أهلها إلى غاية الحصول على سكن.    
انعدام الاتصال يزيد من يأسنا
تساءل عدلان عن انعدام ثقافة الاتصال بين الإدارة والمواطن مؤكدا بأنه يشعر بالإهانة عندما يذهب للولاية أو الدائرة للاستفسار عن الطعن الذي أودعه قائلا :»الكل يتهرب ولا ردود مكتوبة بالختم تعكس السلوك الحضاري. فحتى اليوم لا نعرف ما هو مصيرنا وإن كان لنا حق في السكن أم لا فلو كان الأمر في القضاء لوصلت الدعوى إلى نهايتها لكن اليوم لا موت ولا حياة».
وذكر في سياق متصل بأنه تقدم بطعن للوالي عبد القادر زوخ بـ «منتدى الشعب» مؤخرا وسلمه يدا بيد لشخصه ولكن إلى غاية اليوم لا يوجد رد واضح.
مزرعة بوعبد الله بزرالدة ...والمعاناة تتواصل  
لا يختلف حال عديد العائلات غير المستفيدة من الترحيل بمزرعة بوعبد الله بزرالدة، حيث أكد وحيد بلحاج لـ»الشعب» :»بعد 06 أشهر من إقصائنا من عملية الترحيل وإحالتنا على لجان الطعون لم يظهر أي شيء حول مستقبلنا. نحن 6 عائلات فقط لم ترحل حيث أكدوا لي أنني ورثت أمرا، أما وبعد منحهم  كل الدلائل اليوم أنا تائه بين دائرة زرالدة وولاية الجزائر من أجل الحصول على حقي في السكن ولم شمل عائلتي المشتتة، حيث كل يوم تتضاءل الآمال في ظل وجود عائلات تنتظر منذ أكثر من سنتين.    

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025