تعرف أجزاء من الطريق السيار شرق غرب في الشطر الذي يربط العاصمة ببومرداس، انتشارا كبيرا للتجارة الموازية، حيث صادفت «الشعب» عند أنفاق بوزقزة عشرات الطاولات التي تعرض مختلف الفواكه، وطائر السمان للبيع، يحدث هذا في ظل إقبال منقطع النظير من قبل السائقين الذين يخاطرون بحياتهم وحياة السائقين الآخرين من أجل اقتناء الفواكه وطائر السمان حيا.
تمتد آثار التجارة الموازية إلى مدخل مدينة البويرة وبالتحديد عند نفق واد شريكي، حيث يصطف الأطفال على حواف الطريق السريع مستغلين تواصل أشغال إعادة تهيئة الطريق وازدحام حركة المرور لبيع مختلف أصناف الفواكه في مشهد يؤكد أن الطريق السيار بحاجة إلى الكثير من الإجراءات حتى يرتقي إلى مصاف العالمية.
وأدى تباطؤ الأشغال عند مخرج نفق واد شريكي في الجهة المودية للعاصمة إلى تذمر السائقين خاصة في الأوقات التي تعرف ارتفاعا كبيرا لدرجة الحرارة، حيث تعاني الحافلات والسيارات التي تفتقد للمبردات من ويلات الحر، حتى أن كثيرين عبروا لـ»الشعب» عن امتعاضهم من توقف الأشغال بسبب عطلة نهاية الأسبوع في الوقت الذي يجب أن تجري فيه الأشغال على مدار 24 ساعة.
سرد لنا أعوان الطريق السيار الذين التقينا بهم عند مخرج نفق واد شريكي المعاناة الكبيرة للمرضى وكبار السن والأطفال الصغار أثناء فترات الازدحام الكبيرة الناتجة سواء عن حوادث المرور أو صيانة الطريق السيار، مؤكدين أنهم وقفوا على وضعيات جد مزرية فالكثير يفترش الأرض حتى تتحسن أوضاع حركة المرور بينما يفضل آخرون ركن السيارات حفاظا على سلامتها من الأعطاب وغيرها من المشاكل التي تعترض مستعملي الطريق السيار.
وقال «عبد العالي/س» سائق سيارة أجرة بين الولايات يعمل منذ 2001 لـ»الشعب» أن حالة الطريق السيار غير مطمئنة فنقص الخدمات واضح فلا فنادق ولا خدمات صحية ولا مطاعم في المستوى فكل ما في الأمر محطات للتزود بالوقود واقتناء وجبات باردة لا تراعي الجانب الصحي فالهدف منها تجاري.
واسترسل قائلا: يطلقون عليها محطة خدمات ولكن المحطة فيها كل شيء سوى الخدمات وفوق ذلك تدفع ثمن استعمال المرحاض، وهو السلوك الذي لم يكن كذلك، وأموال تلك الخدمات لا نعرف وجهتها فالفرد لا يمنح له أي تذكرة تبرر الجهة التي تستقبل الأموال.
وطالب في سياق متصل بإنجاز مكاتب بريد، وفنادق تضمن لسائقي المسافات الطويلة بعض الراحة لأن معظم حوادث المرور مصدرها تعب السائقين وقلة النوم.
ويبقى الجانب الأمني أفضل ما في الطريق السيار بعد أن قامت وحدات الدرك الوطني بإنجاز سرايا على كامل الطريق السيار، ويقف مستعمل الطريق السيار على الانتشار المكثف لمختلف سرايا الدرك سواء على المركبات أو الدراجات النارية ويعمل هؤلاء في ظروف مناخية قاسية جدا، ورؤيتهم تجعل المواطن في أمان وحتى التوقف قليلا يكون في أقصى درجات الاطمئنان.