الطموح اللامحدود يضع الشباب في قاطرة التنمية الوطنية
خالف شباب جزائريون استفادوا من آليات دعم وكالة “أونساج” جميع التوقعات بعد نجاح مشاريعهم في عدة مجالات وإثبات قدرتهم على النجاح والتفوق رغم الصعوبات التي اعترضتهم في البداية، إلا أنهم لم يستسلموا لليأس واستطاعوا بفضل العزيمة والإصرار المساهمة في تحريك التنمية الاقتصادية خارج قطاع المحروقات خاصة وأن الظرف الحالي يفرض هذا التوجه وتضافر الجهود لتشجيع المنتوج المحلي وتقليص بذلك فاتورة الاستيراد.
«الشعب” تقربت من بعض الشباب المستفيدين من آليات دعم تشغيل الشباب الذين نجحوا في تأسيس شركات صغيرة ومتوسطة وتصنيع منتوج جزائري محلي ينافس المنتوجات العالمية، حيث أكدوا أن النجاح في تأسيس مشاريع يتطلب بذل جهد كبير وعدم الاستسلام للصعوبات التي تعترضهم لاسيما في بداية المشوار.
بن مخلوف خير الدين شاب جزائري استطاع أن يحقق نجاحا في المجال الاقتصادي رغم صغر سنه الذي لا يتعدى 26 سنة، بعد تخرجه مباشرة من جامعة دالي إبراهيم تخصص “تسويق” لم يتردد في إيداع ملفه على مستوى الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، حيث انطلق في تجسيد مشروع إنشاء مؤسسة “لوستار” في 2014 وهي مختصة في إنتاج أوراق الألمنيوم والمناديل الورقية وتوزيعها على تجار الجملة كمرحلة أولية.
وأضاف أن الطموح اللامحدود أهم أسباب التميز، وهي الفكرة التي جعلته يحقق نجاحا ويخالف التوقعات كون أغلبية الشباب الذين استفادوا من قروض “أونساج” باءت مشاريعهم بالفشل بسبب سوء التسيير وهم متخوفون من عدم تسديد ديونهم التي قد تؤدي بهم إلى دخول السجن في حال عدم دفعها، مشيرا إلى أن طموحه أبعد من ذلك، حيث يسعى أن تكون مؤسسته رائدة وشريكة وفعالة.
وأكد أن مشاركته في المعارض التجارية تعني له الكثير كونها فرصة جيدة للتعريف بمنتوجات “لوستار “ لأن هدفه لا يتمثل في البيع والتسويق وإنما التقرب أكثر من الزبائن الذين يقبلون بكثرة على مثل هذه التظاهرات التجارية كونهم يبحثون عن أحسن العروض والنوعية الجيدة.
رفيق خوجاتي “إيمانه بذاته وقدراته جعلاه يرتقي ويتقدم”
كما خالف شاب جزائري آخر المدعو رفيق خوجاتي التوقعات وقام بإنشاء مؤسسة مصغرة أطلق عليها اسم “ايكوزيوم” بعد استفادته من آليات دعم تشغيل الشباب التابعة لوكالة “لونساج”، فشرع منذ أشهر قليلة في تصنيع حلويات “الكوكيز “وتسويقها إلى المساحات التجارية الكبيرة آملا أن يحقق نجاحا يعود بالفائدة عليه وعلى الاقتصاد الوطني في ظل الأزمة المالية التي تعيشها البلاد وهم ما يحتم تشجيع المنتوج المحلي.
ولم ينف الصعوبات التي اعترضته في بداية إطلاق المشروع كونه مبتدأ ومنتوجاته جديدة في السوق وغير معروفة، وهو ما يجعل بعض تجار الجملة يتفادون التعامل معه، إلا أن إيمانه بذاته وقدراته جعلاه يرتقي ويتقدم لتحقيق طموحاته رغم كافة العراقيل التي تلقاها والمنافسة الشديدة في السوق لا سيما ما تعلق بالإجراءات البيروقراطية التي تنخر الإدارة.
مؤسسة “ماناح للأحذية” تنافس كبرى الشركات من حيث النوعية
تصنع منتوجات مؤسسة “ماناح للأحذية” التي أسسها شباب جزائريون طموحون بعد استفادتهم من دعم وكالة “أونساج” المفاجأة نظرا للنوعية الجيدة للأحذية التي تنتجها وتسوقها الشركة محليا، كونها آمنة وذات جودة رفيعة مقارنة ببعض المنتوجات الصينية التي بالرغم من نوعيتها السيئة وأضرارها الخطيرة إلا أنها تلقى إقبالا كبيرا من قبل الزبائن الجزائريين كونهم لا يثقون في المنتوج المحلي.
وحسب استطلاعنا الميداني فإن المستفيدين من دعم وكالة “أونساج”، الذين نجحوا في استحداث مؤسسات متميزة انطلقوا من فكرة بسيطة فخطوة فنجاح محقق استطاعوا من خلاله منافسة كبرى الشركات الرائدة، فيما فشل العديد منهم في تجاوز الخطوة الأولى نحو النجاح بعد ما اختاروا مشاريع فاشلة أو لم تخدمهم الظروف لإنجاحها أولا تتناسب مع مؤهلاتهم من نماذج الشباب الناجح.
عائلة أبي شيخ تستغل خبرتها في الخياطة لتحقيق النجاح
عائلة أبو شيخ التي لديها خبرة طويلة في مجال الخياطة استغلت آليات الدعم التي تقدمها الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب لاقتناء آلات الخياطة، بغرض توسيع المشروع، حيث استفادت العائلة من آليات الدعم في 2007، حيث كانت البداية الفعلية لعمل شركة زهوة ابوشيخ في مجال خياطة الملابس التقليدية التي تعبر عن التراث الجزائري.
وأكد صاحب مشروع زهوة ابوشيخ أن استيراد الملابس الصينية وبيعها بأسعار رخيصة جعل المنتوج المحلي غير مرغوب لدى المستهلكين الذين لا يبحثون عن نوعية المنتجات وإنما أكثر ما يهمهم الحصول على أفضل العروض وهو ما جعله لا يحقق نجاحا كما كان متوقع بل أصبح همه الوحيد كيفية تسديد ديونه.
الإتقان في العمل ميز منتوجات “ايكوزيم للالبسة”
من جهة أخرى، حققت مؤسسة ايكوزيم للألبسة ببئر خادم نجاحا في العاصمة بسبب التخطيط المحكم حيث تطورت من محل صغير للخياطة إلى شركة تتضمن آلات عصرية للخياطة بعد أن استفادت صاحبة المشروع حمادي فوزية من آليات دعم وكالة الشباب.
وأوضحت حوشين دليلة أن هذا النجاح تحقق بفضل تميز ايكوزيوم للألبسة وإتقان عمالها وعاملاتها العمل، حيث أصبحت تستقطب الزبائن من مختلف ولايات الوطن وحتى من الشخصيات الوطنية المعروفة الذين يتوجهون إليها خصيصا لشراء الملابس الكلاسيسكية كونها ذات نوعية جيدة داعية جميع الشباب الذين يرغبون في إنشاء مؤسساتهم الخاصة إلى عدم رسم مستقبلهم والانطلاق في تجسيد مشاريعهم بعد التسهيلات التي اشترطت فقط التحلي بالإرادة والعزيمة.
وأكدت أن الشركة قبل أن تستفيد من آليات دعم تشغيل الشباب كانت تنشط على مستوى العاصمة ولكن بصفة محتشمة ومن ثمة بدأ التفكير في توسعها وبفضل جهود الكل تحقق الحلم وبدأت في العمل من خلال توظيف عمال بعقود عمل دائمة مع دفع رواتبهم الشهرية بانتظام، واستطاعت في فترة وجيزة تسديد جميع الديون، مشيرة إلى أن تكوين ملف بسيط يمكنه أن يساهم في تحقيق حلم المئات من الشباب البطال في الحصول على مناصب شغل مربحة.
وحسب تصريحات أصحاب المشاريع التابعة لوكالة” أونساج” والذين أغلبيتهم شباب فإنهم لا يبحثون عن تحقيق الربح السريع بل أكثر ما يهمهم تقديم المؤسسات المستحدثة والتعريف بها وفرض منتجاتها في السوق المحلية، وكذا السماح للمواطنين في نفس الوقت بالاستفادة من العروض المقدمة لهم والتي ستسمح لهم أيضا باكتشاف منتجات بلدهم.