بفضل سياسة دعم الفلاحين

خطوات جبّارة لتحقيق الاكتفاء الغذائي

أدركت الجزائر دولة وشعبا عبر محطّات تاريخية متسلسلة بداية السنوات الأولى للاستقلال، أنّ تحقيق أي تنمية اجتماعية وتطور اقتصادي لابد أن يكون بالاعتماد على أرضية صلبة يكون قطاع الفلاحة أحد أهم أسسها، فطرأت على هذا العصب المركزي عدة تجارب وتغييرات تصب كلها في تصور الجزائر لمستقبل اقتصادي آمن خال من ا لتبعية للمحروقات ولو بشكل نسبي.
معسكر: أم الخير ــ س
 ورغم الإصلاحات المتتالية والعناية الفائقة التي حظي بها قطاع الفلاحة في مخططات الدولة للتنمية سواء جاءت في صورة أغلفة مالية خيالية أو تنظيمات قانونية “مطاطية” تتجاوب مع تطلعات الفلاحين، إلا أن قطاع الفلاحة مازال متخلفا عن المساهمة الفعالة في دفع الاقتصاد الوطني بعد أزيد من نصف قرن من الاستقلال الفعلي للجزائر.

توظيف الموارد الطّبيعية المتاحة لتحقيق المكاسب

يحتاج أي تشخيص لمكامن الخلل واختلال التوازن بين الموارد المالية التي استهلكتها برامج دعم قطاع الفلاحة والنتائج المحققة في الميدان، إلى التساؤل عن مدى تجاوب الفلاحين مع القدرات والإمكانات المتاحة بالتخلص من نظرتهم التقليدية في استغلال أراضيهم الفلاحية، باعتبار أن الطرف الممول قطاع الفلاحة ممثلا في الدولة عبر الحكومات المتعاقبة على التسيير لم تبخل في دعم الفلاحة والفلاحين سواء من خلال إصلاحاتها التنظيمية المتتالية والإمكانات المادية التي سخّرتها للقطاع سواء من حيث تعميم الاستفادة من أشكال الدعم الفلاحي المباشر وغير المباشر.
 فالأرقام المحصّلة من تقارير الحكومة عن دعمها لقطاع الفلاحة عبر فترات تشير أنه بداية من سنة 2001، حظي قطاع الفلاحة بدعم منقطع النظير يتماشى مع التزامات الدولة بتعزيز اقتصادها والحفاظ على أمنها الغذائي بعيدا عن التبعية لمداخيل المحروقات باستغلال الانفراج المالي، فبرنامج الإنعاش الاقتصادي خصّص له ما يزيد عن 525 مليار دج غطت الفترة بين 2001 إلى 2004، زيادة عن الاستثمارات التي جاءت ضمن البرنامج التكميلي لدعم النمو بحجم ٧ . ٤٢٠٢ مليار دج في الفترة ما بين 2005 و2009، فضلا عن المخطط الخماسي 2010 - 2014 الذي جاء بما يزيد عن 21214 مليار دج.
 جاءت هذه البرامج في مجملها لتحسين إطار معيشة المواطن وتحقيق التوازن الاجتماعي والنمو الاقتصادي، وخصّصت نسب معتبرة منها لدعم القطاع الفلاحي بهدف أن تسهم هذه الاستثمارات الهامة في زيادة الإنتاج الوطني من المنتوج الفلاحي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو التصدير، وبالتالي الرفع من قدرات الاقتصاد الوطني ولو بنسب لا تزال محدودة، هذا إضافة إلى الأثر المرجو من مردودية تنمية قطاع الفلاحة من خلال مخططات وبرامج الدولة للتنمية على مجال بعث فرص التشغيل وخلق توازن بين مناطق الوطن، على غرار البرنامج التنموي البالغ الأهمية الذي خصّت به مناطق الجنوب الجزائري وظهرت آثاره جلية على مؤشّرات النمو والتطور الفلاحي بالمناطق الصحراوية من خلال مبادرات المستثمرين الخواص في تنويع الإنتاج والتوجه نحو التصدير.
في هذا الإطار، أقرّت الدولة برامج عدة خصت مناطق الجنوب والهضاب العليا لتشجيع ودعم القطاع الفلاحي، ينتظر منها أن تثمر على المدى المتوسط والبعيد على نسبة النمو في القطاع الفلاحي ورفعها إلى أزيد عن 8 في المائة سنويا، وبشكل مستقر على الارتفاع مقارنة بالنسب الحالية، ومن ثمة مرافقة النمو في القطاع بدعم الاستثمارات الصناعية المنتجة والمرافقة للإنتاج الفلاحي خاصة في الصناعات الغذائية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19767

العدد 19767

الخميس 08 ماي 2025
العدد 19766

العدد 19766

الأربعاء 07 ماي 2025
العدد 19765

العدد 19765

الثلاثاء 06 ماي 2025
العدد 19764

العدد 19764

الإثنين 05 ماي 2025