قال الدكتور بلحاج محمد مختص في التاريخ الحديث والمعاصر بجامعتي وهران وسيدي بلعباس في تصريح لـ “الشعب”، أنّ “المحافظة على الاستقلال والسيادة أصعب من تحرير الأوطان” .
ذكر الأستاذ الأجيال بتضحيات من سبقوهم عبر التاريخ، قائلا أنّهم “أدّوا واجبهم كاملا، ولابد لنا أن نتّبع وصية الشّهداء للحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار، وهذا لا يكون إلاّ بالعلم والعمل”.
كما أكّد الدكتور بأنّ الأمم التي “لا تعرف تاريخها لا يمكن أن تنطلق نحو المستقبل، والمطلوب أنّ يعي شباب اليوم أنّ هذا الشعب الأبي الذي ضحى بالنفس والنفيس، وبعد مخاض عسير توّج بهذا الإنجاز العظيم، ولم يكن ذلك أمرا سهلا كما يعتقد البعض”.
كما اعتبر الأستاذ في مقاربة بين أمس الاستعمار ويوم الاستقلال الخامس جويلية”يوم من أيام الله”، تمكّنت فيه هذه الثورة المظفرة من إرجاع هذه الأرض للعالم الإسلامي.
وفي مثل هذا اليوم 1930 أضاف بلحاج “أقام غلاة الاستعمار والمستوطنون بالجزائر احتفالية صاخبة ومحتقرة في نفس الوقت للشعب الجزائري، سميت مئوية الاحتلال ظنا منهم أنّ فرنسا قد أنهت المقاومة وأصبح الشعب الجزائري في متناولها ومملوكا من طرفها”.
بعد ذلك واصل “بلحاج” كلامه: “لم يكن يتصوّر المعمّرون أنّهم سوف يخرجون من هذه البلاد، والدليل على ذلك أنّ المعارض التي أقامها بهذه المناسبة، وبالمقابل رأت الكثير من الفعاليات السياسية آنذاك أنّها ستكون آخر مئوية للاستعمار”.
وعرّج الأستاذ قائلا: “وفعلا صدق حدس الشعب الجزائري ودخل في ملحمة قويّة في أول نوفمبر 1954، الذي توّج بهذا اليوم العظيم، موضّحا أنّ هذا اليوم بالنسبة لمدينة وهران له أكثر من رمزية، بدليل أنّ جرائم منظّمة الجيش السري كانت استعراضية والجزائريون عانوا الأمرين في مدينة وهران، ليجدوا أنّهم قد خرجوا من عنق الزجاجة ويحتفلون بهذا اليوم”.