التاريخ متكامل وليس حكرا على صناعه

رفض تجزئة التاريخ والمدرسة الجزائرية تتحمل جانبا من الفشل

سهام بوعموشة

أكد الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين خلفة مبارك، أن التاريخ هو كل متكامل لا يمكن تجزئته وليس حكرا على صناعه بل ملك لكل الجزائريين، قائلا:« أنا من الذين رفضوا وما يزالون يرفضون تجزئة التاريخ، هذا الأخير متكامل”، مشيرا إلى أن فكرة التجزئة ظاهرة غريبة للابتعاد عن التاريخ الحقيقي.
أضحت المذكرات التاريخية لبعض المجاهدين، منتشرة في المكتبات وجلها طغى عليها الجانب الذاتي في سرد الأحداث والمعارك التاريخية، ولم يلتزم أصحابها بالموضوعية، وفي هذا الصدد شدد خالفة مبارك لدى نزوله ضيفا على منبر جريدة “الشعب” أمس على ترك التاريخ كما هو دون العمل على تجزئته لأنه تاريخ أمة ليس حكرا على صناعه وإنما ملك للشعوب ولكل الجزائريين والجزائريات، مضيفا أنه من الذين رفضوا وما يزالون يرفضون تجزئة التاريخ الذي يعد كلا متكاملا.
وأشار ضيف منبر يومية “الشعب” إلى أن، هناك بعض المستشرقين من الذين التزموا الحقيقة في سرد الحقائق التاريخية منهم، كتاب السفاح أوساريس واعترافه بتعذيب الشهيد الرمز العربي بن مهيدي وغيرهم، وحسبه فإن فكرة التجزئة انطلقت في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة غربية للابتعاد عن التاريخ الحقيقي والتهميش، وكأن التاريخ ملك للأفراد والأشخاص أو بعض المناطق فقط، كما أن الجزائر لديها مؤرخون جزائريون معروفون كتبوا في هذا المجال مثل المؤرخ محمد حربي، يحي بوعزيز، محمد القورصو، خمار، وغيرهم، وهم لا يزالون يشكلون مراجع.
وقال أيضا إن الطامة الكبرى هي افتقار الجزائر لمساحات كبيرة لكتابة التاريخ وجمع وحفظ الأرشيف الوطني، ليكون مرجعا للزيارة للخارج والداخل على غرار الدول الأخرى التي خصصت مساحات كبيرة لحفظ أرشيفها، قائلا:« تاريخ الجزائر موجود في الطابق الأرضي الرابع في مساحة أقل من هكتار بمقام الشهيد، هل لا نملك مساحات للحفاظ على ذاكرتنا، أو أنه شئ مقصود نتأسف لذلك”، مؤكدا أن التاريخ ما يزال يراوح مكانه وأنه لا يوجد تشجيع للمتخصصين في مجال كتابة التاريخ الوطني، لأن أمة بدون تاريخ هي بدون ذاكرة.
وأضاف الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين أن، المتاحف الجهوية الموزعة عبر التراب الوطني خاصة في الولايات التاريخية الست غير كافية، وحسبه فإن أبوابها مغلقة دائما لا تفتح إلا في المناسبات الخاصة، وفي رده عن سؤالنا حول التهميش أو إن صح القول الظلم الذي طال بعض الشخصيات التاريخية مثل الرئيس الأسبق الفقيد أحمد بن بلة وزعيم الحركة الوطنية مصالي الحاج، وكذا بعض الولايات التاريخية أوضح خالفة أن لا أحد ينكر أن مصالي هو أب الوطنية لكنه انحرف عن مساره بسبب أنانيته وأبى الاندماج في بيان الفاتح نوفمبر 1954 ورحل إلى فرنسا، أخذ موقفا مخالفا، أما أحمد بن بلة فلا أحد يشك في نضاله وإخلاصه ووطنيته.
وقال أيضا إن الولايات التاريخية يتم ترتيبها على حسب عدد المجاهدين وشساعتها الجغرافية، وأكبرها هي الولاية الخامسة تليها الولاية الثالثة فالأولى والثانية، هذه الأخيرة قدمت تضحيات جسام وكانت مشتركة مع القاعدة الشرقية، نظرا لطبيعة المنطقة والتضاريس.
وبالمقابل، أبرز ضيف منبر يومية “الشعب” أهمية الصورة في نقل وترسيخ ذاكرة الأمة الجزائرية كونه أصدق من الكتابة، بحيث أنجزت أفلام تاريخية تروي المسيرة النضالية وكفاح بعض الشهداء، والتي كان لها الأثر الطيب. وقد أسندت وزارة المجاهدين إنجازها لمختصين في هذا المجال.
وموازاة مع ذلك، تأسف الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين لبقاء شوارعنا بأسماء لسفاحين فرنسيين أو أسماء لشخصيات عثمانية، رغم وجود أسماء بقافلة من الشهداء، مما جعل شباب اليوم يتداول هذه الأسماء، محملا المسؤولية للمدرسة الجزائرية التي فشلت في تلقين الرسالة للأجيال.
وعن التحضيرات للاحتفال بالذكرى 62 لهجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 والذكرى 61 لانعقاد مؤتمر الصومام سنة 1956، قال خالفة إن الاحتفالات ستكون هذه السنة بولاية تلمسان، وحسبه فإنه من المفروض أن تقام هذه الاحتفالات المخلدة لهذين الحدثين الهامين في مكان وقوعها، مشيرا إلى أن المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين حضرت برنامجا ثريا سوف تقدمه للجنة الوطنية المشرفة على تنظيم الاحتفالات الوطنية، بحيث سيتم توزيع البرنامج عبر كل الولايات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025