صـدور عدد أوت لمجلـة «الجيش»

المــورد البشـري عـصب المعادلــة العسكريــة

فنيدس بن بلة

اهتمت مجلة «الجيش» في عدد أوت 2017 بتكوين الموارد البشرية وتحضير الكفاءات لبلوغ الجاهزية تفرضها المرحلة وتطالب بها التحديات في محيط جيو استراتيجي مضطرب وتداعيات أمنية خطيرة زادها تأججا الوضع غير المستقر الذي تعيشه بلدان الجوار.

كان تركيز المجلة التي أظهرت احترافية عالية  في تغطيتها للشأن العسكري متوقفة عند السياسة الوطنية للدفاع على تنفيذ التمرين البياني «مجد 2017» الذي أشرف عليه بالناحية العسكرية الثالثة، الفريق قايد صالح، مشيدا بمكاسب الوحدات العسكرية وإنجازاتها في بلوغ مستوى تأهيلي يحرص عليه رئيس الجمهورية وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة.
يظهر التمرين الذي كشف عن بلوغ الأهداف بدقة عالية لا تقبل الشك، أهمية كبرى لانخراط مختلف القوات فيه برية، جوية ودفاعا عن الإقليم.وكالعادة أعطى الفريق في تقييمه للتمرين المدرج ضمن سلسلة التحضيرات لكسب الجيش رهان العصرنة والتطور تعليمات حول الغايات والأبعاد معيدا إلى الأذهان ما تصبو إليه سياسة الدفاع التي هي من أكبر متطلباتها الآن وغدا، إحساس الفرد العسكري في أي موقع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وإدراكه الثابت لطبيعة وضخامة التحديات التي تحيط بالجزائر التي تبقى سائرة على الحيطة والتجند لأي طارئ.
عاد الفريق في توجيهاته وتعليماته إلى ما ظل يرافع من أجله قائلا لأفراد وإطارات الجيش إن الإنجازات الراقية المحققة في التدريب والتحضير القتالي الذي يحظى بعناية قصوى وتمنح له الأولوية، جاء لتثمين دعائم القدرات العسكرية واستنهاض أدائها الردعي . وهي خطوات كسبها الجيش في مسار التقييم، والتجدد لاكتساب مقومات القوة التي برهن الميدان في أكثر من مرة على جدواها وفعاليتها، والأمثلة تعطيها تجربة تيقنتورين وعمليات بطولية أخرى تؤديها يوميا القوات المسلحة باقتدار وفاعلية.
يكفي تفحص  التقارير اليومية الصادرة عن وزارة الدفاع حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة  للاقتناع بجدوى استراتيجية الجيش ونظرته الاستشرافية وقراءته القبلية والبعدية لمختلف التطورات وتحديد وسائل وآليات المواجهة المطلوبة.
يكفي الغوص في افتتاحية المجلة  للتأكيد الصريح للمهام المنوطة بالمؤسسة العسكرية التي تسابق الزمن بلا توقف من أجل أن تبقى دوما في مستوى التطلع والطموح وفاء لمن رفعوا السلاح في وجه المستعمر الفرنسي وأقسموا بعدم الاستسلام لليأس مضحين بأغلى الممتلكات في سبيل الحرية والسيادة.
«الجيش الوطني الشعبي مهامه النبيلة الحفاظ على سلامة ترابنا وصمام الأمن والاستقرار ببسالة واحترافية وروح تضحية ونكران الذات، ضمن مسعى يؤكد حرص قيادته العليا مدعومة بتوجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني على بناء قوات مسلحة قوية من خلال ترقية نوعية الأداء العسكري للأفراد والوحدات».هذه الجملة المختصرة حاملة المعاني الكبرى والدلالات ترجمة صادقة لما تحتله الموارد البشرية في استراتيجية الجيش، وما تمثله من وزن وقيمة في معادلة الدفاع الوطني.
والتغيير الحاصل في التكوين والتعليم عبر المدارس العليا والتربصات المفتوحة والتمارين لتحيين المعارف والعلوم وتطويع التكنولوجيا الحديثة تصب في خانة واحدة وحيدة: بلوغ أعلى درجات الجاهزية لمواجهة التحديات مهما بلغت أخطارها وشدائدها تأمينا لجزائر أمانة في الأعناق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025