اكتشف عمال البناء على مستوى موقع 250 سكن ترقوي التابع للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط ، بوسط مدينة معسكر، أثناء أشغال الحفر هياكل عظمية بشرية في أحد الأنفاق التحتية لمركز التعذيب “ كرطي بن داود” يعتقد أنها لشهداء الثورة التحريرية. هذا ما رصدته “ الشعب” بعين المكان.
تدخّل عناصر الحماية المدنية لنقل الرفات التي تعود لشخصين أحدهما طفل، حيث تمّ وضعها في صناديق تجهيزا لمعاينتها والتحقيق في هوية الأشخاص المتوفين من الطرف الجهات المختصة بإشراف من منظمة المجاهدين ومديرية القطاع، كون أنّ اكتشاف هذه الرفات تم على مستوى مركز التعذيب أثناء الفترة الاستعمارية “كرطي بن داود “ حوالي بضعة أمتار عن دار القيادة ومحكمة الأمير عبد القادر عبر إحدى طرق الساحة المسماة قديما بـ “7 chemins “، والمقام في عهد الاستعمار الفرنسي على أنقاض بنايات عثمانية.
كما كان المكان المسمى “كرطي بن داود “ مركزا للاستنطاق والتعذيب، قبل أن يتحول في السنوات الأخيرة إلى فضاء مفتوح خال من أي بناية ترمز لثكنة عسكرية أو مركز تعذيب، فتحول إلى ملاذ للمنحرفين الأمر الذي يطرح فرضية أخرى هي أن تعود الهياكل العظمية لمفقودين جراء فيضانات ضربت الولاية في السبعينيات أو ترجح فرضيات أخرى في حال لم تثبت التحاليل العينية للهياكل العظمية أنها رفات لشهداء قضوا نحبهم تحت طائلة التعذيب.
وكانت السلطات المحلية لمعسكر في سنوات 2013 - 2014 قد قررت استغلال المكان بتحويله إلى متحف الأمير عبد القادر في وقت أنجزت فيه دراسة تقنية للمشروع على سبيل انتظار تسجيل انجازه من طرف السلطات المركزية ، ثم ليتقرر بعد نزاع قضائي حول أصل ملكية أرضية المشروع - بين مصالح بلدية معسكر وصندوق التوفير والاحتياط - الفصل في ملكيته لهذا الأخير الذي شرع في الفترة الماضية في غلق محيط الموقع “ كرطي بن داود” استعدادا لإنجاز 250 سكن ترقوي.
