خطري أدوه، رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس وفد المفاوضات غير المباشرة:

«القضية الصحراوية تحضى بالاعتراف الدولي الواسع وتقـرير المصــير غــير قــابـــــل للتنــازل

جلال بوطي

سياسة الهروب إلى الأمام لا تجدى المخزن نفعا

قال رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس وفد المفاوضات غير المباشرة خطري أدوه،أمس، إن القضية الصحراوية مطروحة أكثر من أي وقت مضى على الساحة الدولية، و أكد أن الظروف الراهنة تصب في صالح تنظيم استفتاء تقرير المصير، بعد اقتراب المجتمع الدولي وتعاطفه جراء معاناة الشعب الصحراوي.
خطري أدوه تطرق إلى المكاسب التي حققتها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”بوليساريو” سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وأشار إلى أن معطيات الواقع لتحقيق الاستقلال تختلف تماما عن السابق وتصب في معظمها لصالح الجمهورية العربية الصحراوية.
رئيس البرلمان الصحراوي أكد من منتدى” الشعب”،أمس، بالعاصمة أن من بين مكاسب جبهة “البوليساريو” الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي تلقيها الضوء الأخضر من عدة دول في العالم لتقديم الدعم اللازم لمواصلة نضالها، لتحرير آخر مستعمرة في إفريقيا وتفادي نزاع محتمل في المنطقة في حال استمرار الصراع.
وعلى المستوى الإقليمي أوضح أدوه أن جلوس المغرب إلى جنب الصحراء الغربية على طاولة واحدة داخل الاتحاد الإفريقي يعد منعرجا جديدا على المستوى الإفريقي، وإن كانت جبهة “البوليساريو” تلقى دعما أكبر داخل التكتل الإفريقي، هذا الأخير أكد أن استقلال الصحراء الغربية بات ضروريا وأكثر من أي وقت مضى لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره الرافض لأطروحة الحكم الذاتي المغربية.
وفي إطار المكاسب المحققة أوضح رئيس البرلمان الصحراوي أن الاحتلال المغربي بات وضعه الداخلي هشا أكثر من اللازم، ما أثر على علاقاته بحلفائه في الغرب سيما الدول العظمى التي ترى أن ارتباطه بدعم شبكات الإرهاب لم يعد يشوبها أي شك، وكذا مسألة الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات لإغراق المنطقة وتهديد أمنها.
وتطرق أدوه في هذا الملف إلى علاقة نظام المخزن بالجماعات الإرهابية في شمال مالي وبالضبط مع قبائل الازواد، قائلا” إن كل هذه الأحداث الراهنة التي تعيشها المنطقة تصب في صالح الطرف الصحراوي وتعجل بتقرير المصير الذي لم يعد يفصلنا عليه سوى وقت قصير”.
وعن الجمود الذي يعرفه مسار المفاوضات المتوقف منذ 2012 قال خطري أدوه إن ذلك لن يستمر طويلا بالنظر إلى المعطيات الحالية، فالمجتمع الدولي يطالب بضرورة إنهاء الاحتلال سيما وأن كل الظروف القانونية تسمح بمنح الشعب الصحراوي حق تقرير مصيره بنفسه.
كما أكد رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة مع المغرب أن الطرف الصحراوي في موقع جيد في الوقت الحالي” وحتى وإن ذهبنا للمفاوضات فالمغرب في وضع مضطرب وغير مريح تماما، نظرا للأوضاع التي يمر بها داخليا أو سواء على المستوى الخارجي”.
ولم يخف أدوه هاجس جبهة “البوليساريو” حين قال إنه من غير المستبعد أن يعطل المغرب جولة المفاوضات المرتقبة بعد تعيين المبعوث الأممي رسميا وانتهاء كل الإجراءات لبعث مسار جديد للمفاوضات، موضحا أنه كان يعمل على عرقلة كل مساعي التسوية الأممية.
محاولات المغرب لتغيير طبيعة النزاع فشلت تماما في السابق حسب ضيف منتدى “الشعب”، سيما وأن نظام المخزن يتموقع حاليا في نقطة الدفاع بعد أن كان على مستوى محور الهجوم، موضحا أن استراتجيته في الدفاع انكشفت ولم يعد قادرا على إيجاد طرق جديدة سوى الانصياع للقرارات الأممية.
وعرج خطري إلى الوضع الداخلي الصحراوي مؤكدا أن الدولة الصحراوية قائمة بمؤسساتها الوطنية سواء بالمناطق المحررة أو مخيمات اللاجئين جنوب غرب الجزائر، وأن علاقات قوية تربط الجمهورية الصحراوية بدول العالم قائلا” نسعى دائما إلى إيجاد تمثيل شرعي وقوي في كل الدول التي تساندنا”.
وفي الشق المتعلق بالثروات الطبيعية أشار خطري أدوه إلى سريان مفعول قرار محكمة العدل الأوروبية بخصوص اعتبار إقليم الصحراء الغربية مستقلا عن المغرب ولا يجوز استغلال ثرواته الطبيعية، مؤكدا أن تطبيق القرار يعرف تطورا إيجابيا ويسير في الطريق الصحيح لحماية الثروات سيما مادة الفوسفات الأكثر نهبا بالمناطق المحتلة.
وفي هذا الصدد قال المتحدث إن السفن التي تشارك في نهب الثروات سواء الأجنبية أو المغربية منها لجأت إلى تغيير نمط نهبها وتغيير طرق العبور للتهرب من القانون الدولي الذي يطبق بعد صدور قرار المحكمة الأوروبية الذي يعتبر أحد أهم التحديات التي كانت تواجه الدولة الصحراوية وحققتها جبهة “البوليساريو”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024