وضعا الاستقلال الوطني فوق كل اعتبار

زيغود يوسف وديدوش.. رؤية استراتيجية في نضال من أجل الحرية

سهام بوعموشة

كان عمره 17 سنة وهو شاهد على الاجتماع الذي عقده الشهيد ديدوش مراد، في منزل المدعو بنور المختار حول الثورة، وتوعيته للمناضلين بضرورة مواصلة الكفاح إلى غاية نيل الاستقلال، إنه المجاهد بالولاية التاريخية الثانية وبالتحديد سكيكدة عطوي الصغير المعروف بالسعيد، الذي سرد من منبر ضيف “الشعب” مسيرته النضالية بالمنطقة.
قال المجاهد عطوي إنه في سيدي مزغيش جاءهم مسؤولو الثورة بالمنطقة، وأخبروهم بأنه سيتم القيام بهجوم على الساعة منتصف النهار ضد أهداف العدو العسكرية وعليهم الاستعداد لذلك، عبر عمليات الحرق وإتلاف المحاصيل الزراعية للمعمرين بقطع أشجار البرتقال وتخريب أعمدة الكهرباء، وقد ساعدهم الشعب الجزائري، مشيرا إلى أنهم شرعوا في عمليات التخريب قبل اندلاع هجومات 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني.
وأضاف المجاهد أنه شاهد بأم عينه، حين حدث هذا اليوم الذي خطط له الشهيد زيغود يوسف، قام المناضلون بأخذ قارورات الغاز وتفجيرها في مزارع المعمرين وأحرقوا أطنانا من القمح التابع لأحد المعمرين بمزرعة واد مزغيش، وقد رد الدرك الفرنسي والمعمرون بإطلاق وابل من الرصاص على الشعب فقتلوا بعضهم، والباقي أخذوهم على متن شاحنة نحو ملعب مدينة سكيكدة، وهناك رموهم بالرصاص والبعض الآخر ضربوا بآلة حادة على مستوى الرأس فوقعوا قتلى.   
و واصل حديثه قائلا:« قام المسؤولون بتقسيمنا في فرق الأولى في بوحلوفة والباقي في مناطق الحروش، مزغيش، تاملوس والقل وواصلنا عمليات التخريب بعد الهجومات إلى غاية سنة 1957”، مضيفا أن هدف هجمومات 20 أوت 1955  حسب ما سمعه من المسؤولين هو تخفيف الضغط على منطقة الأوراس والتضامن مع ملك المغرب محمد الخامس الذي نفي في 20 أوت 1953.
وحسب ما أفاد به المجاهد عطوي، فإنه كان من المفروض عقد مؤتمر الصومام بمنطقة القل، لكن بعد انتشار الخبر تم العدول عن هذا القرار وتم اختيار منطقة إفري أوزلاقن بواد الصومام، والذي تطرق لمسألة الرتب وتقسيم الولايات.
وحسب شهادة المجاهد عطوي، الذي كان مسبلا ينقل الرسائل فإنه من يلتحق بالثورة عليه إظهار شجاعته وإخلاصه للثورة بتنفيذ عملية فدائية، بحيث قام سنة 1957 بعملية الهجوم على ميناء سيدي قمبر والأربعاء مطول بعنابة، وكان هو من يشرف على المسبلين وقد نجحت العملية وتم إلقاء القبض على خائن.
وبالمقابل، كلف رفقة مناضلين بجمع القمح وتخزينه في مطمور تحت الأرض، وهناك من كان يحضر الأدوية ويتم وضعها في كهف كي لا تتضرر من الرطوبة، إضافة إلى مهمة إحضار الأسلحة من الحدود التونسية، مشيرا إلى أنه كان يعمل في النهار عند المعمرين وفي الليل يناضل.  

ديدوش كان يحثنا على مواصلة الكفاح لنيل الاستقلال

ويتذكر ضيف منبر”الشعب”، جيدا حين قدم الشهيد ديدوش مراد الذي كان يدعى سي لخضر إلى المنطقة لتنظيم العمل العسكري وتناول عشاءه بمنزل المدعو بنور المختار بن براهم، وفي تلك الليلة حدثهم عن قرب الاستقلال وبزوغ شمس الحرية، بحيث نسي المناضلون كلمة الاستقلال، وصبوا كل اهتمامهم على النضال، كما حدثهم الشهيد عن الحرب العالمية الأولى وجرائم فرنسا في حق الشعب الجزائري، وسطو المعمرين على أراضي الجزائريين، ونهب مواشيهم، وقام بتوعيتهم حول ضرورة مواصلة الكفاح المسلح لنيل الاستقلال الذي كان يؤمن به ويراه قريبا.
وكانت كلمة ديدوش مراد التي يتذكرها عمي عطوي، وهي توحي للقيام بعملية هجومات الشمال القسنطيني حسبه  :« حضروا أنفسكم لنيل الاستقلال الذي سيكون بفضل تضحياتكم”.
وعن شخصية الشهيد زيغود يوسف، قال عمي عطوي إن الشهيد كان رجلا طيبا عيناه ثاقبتان، يحب الشباب، ووطني حتى النخاع مستعد للتضحية من أجل الجزائر، كما أنه كان يؤمن بالاستقلال وخاطبهم قائلا:« الاستقلال آت لا محالة والمعمرون سيطردون”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024