للوقاية من الإدمان

الخطاب المسجدي يؤدي دوره على أحسن حال

جلال بوطي

قال الأستاذ الجامعي و الإمام الخطيب بشاري نور السلام أن الخطاب الديني، المنتهج من طرف أئمة المساجد والموجه للتحسيس بمخاطر المخدرات كاف لتوعية الشباب لتفادي الآفة الخطيرة، موضحا أن أئمة المساجد لا يكفون لمواجهة الآفة بل يحتاج ذلك إلى تضافر جهود الجميع.
يرى الأستاذ بشاري أن محاربة المخدرات تقتضي حلولا شاملة ولا تقتصر على جهة أو مؤسسة واحدة، حيث كثيرا ما يوجه اللوم إلى المسجد في إطار التوعية، رغم أن حكم الإسلام واضح من مسألة تعاطي المخدرات، لكن يبقى الخطاب الديني عاملا من عوامل تحسيس الناس.
أئمة المساجد يتطرقون في خطبهم سواء يوم الجمعة أو في الدروس المقدمة إلى التحذير من عواقب تعاطي المخدر، فالأستاذ بشاري يؤكد أن الأئمة يتملكهم خوف لدى الحديث عن هذا الجانب وإن كانت السلطات العمومية قد وفرت مؤخرا حزمة من الإجراءات القانونية لحمايته من الاعتداء.
ورغم الجهود التي تبذلها المؤسسة الدينية الممثلة في المسجد، إلا أن الباحث في الشؤون الدينية يرى أن ذلكم غير كاف وحده لمواجهة هذه الآفة الخطيرة والتي باتت تهدد كيان مجتمعنا برمته، سيما بعد تراجع المستوى القيمي للمجتمع في الآونة الأخيرة.
و بخصوص الحلول التي يراها مناسبة اقترح المتحدث تضافر جهود جميع الشركاء الفاعلين في المجتمع على غرار أفراد الأمن الوطني والمدرسة والمسجد الذي يعتبر الحلقة الأقوى إلى جانب المدرسة وهي مؤسسات التنشئة الاجتماعية داخل كل مجتمع.
وفي إطار الحلول أضاف الباحث بشاري إمكانية الاستفادة من خبرات الموظفين المتقاعدين في الأسلاك المختلفة وإدماجهم في جمعيات تعنى بالتحسيس، حيث يتم اختيار أشخاص ذوي كفاءة حتى لا يتم التخلي عن خدماتهم في معالجة مشاكل المجتمع خاصة المعلمين والأساتذة والأئمة.
وطرح المتحدث ظاهرة انخفاض فئة الشباب رغم قوتها في المجتمع إلا أنه يرى المجتمع الجزائري يسير نحو الكهولية، موضحا أن دولا متقدمة تعمل بهذه الطريقة للاستفادة من تجارب المتقاعدين في مختلف الميادين،لاسيما إصلاح المجتمع.
مجال التربية الدينية هو الآخر يعرف تقهقرا في أوساط المجتمع الجزائري، بدليل ظهور عادات سيئة جدا تتجلى حسب الباحث بشاري نور الإسلام في سلوكيات الأطفال بالدرجة الأولى داخل المؤسسات التربية أو حتى في الشارع الأمر الذي يبعث علامات استفهام، أين يكمن الخلل؟
ويحث الباحث على ضرورة الحوار مع الطفل في بدايته الأولى، حيث اعتبر أن غياب الحوار داخل الأسرة يعد عاملا من عوامل ترجع القيم داخل النواة الأولى في المجتمع، حيث بغياب الحوار يقع انفصال بين الآباء وأبنائهم ما يؤدي حسبه إلى غياب الترابط الاجتماعي الذي يهدد المجتمع بأكمله ويفتح الباب لتوجه الشباب نحو المخدرات للتقليل من المشاكل وإن كان ذلك تفكيرا غير منطقي وغير صائب نهائيا.
كما طرح الباحث مسألة توجيه الخطاب الديني في الحد من ظاهرة المخدرات، وأشار إلى أن الأئمة غير مطالبين بتوجبه خطاب مباشر نحو المتعاطين وإنما تحسيس أقاربهم وتتبع انشغالاتهم في هذا الشأن، باعتبار أن الإمام هو الموجه في الحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024