مشكلـة الجـزائريين في الذهنيـات
قال الدكتور بن زهويوش بوزيد متحدّثا باسم التنسيقية، إنّ اختيار التنسيقية لهذا الموضوع ليتزامن مع إحياء الذكرى 12 للوئام المدني والمصالحة الوطنية لم يكن عفويا، مشيرا إلى أنّهم اعتمدوا على مرجعية رئيسة من اجل إثبات هذا الطرح، انطلاقا من «رؤية رصينة وواعية حتى لا ننسى أبدا ما حل ببلادنا» مردفا بالقول «فمن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له».
ثم عاد ليذكّر «بسنوات الجمر، حيث الجزائر عالميا نبذت وأبواب دول علينا غلقت وهطلت على البلاد شماتة العرب وأمّة في حالها احترقت ومرضت وقيل أنّها اندثرت... واليوم الكثير منا تناساها» إلى أن قال «وبمشيئة الله جاء النصر من رئيسها وأبنائها وانتصرت ومن بعيد بعيد رجعت».
وقد قسمت التنسيقية هذه المسيرة إلى ثلاثة مراحل أخرى، بعدما أشارت في كلمتها إلى أنّ المرحلة الثانية في إطار المصالحة الوطنية، لا تكمن فقط في اللقاءات والاجتماعات وإنما في المصالحة مع النفس.
وهو ما جاء على لسان نفس المتحدّث في قوله: إنّه لمن واجب الواجبات اليوم أن نعترف ونشكر ولا ننسى من صان الجزائر وعالج جراحها يوم كانت تسيل دموعها ودمائها وهي تئن تحت الضرب المبرح من أبنائها وأعدائها.
ثم تساءل قبل أن يتطرق إلى المرحلة الثالثة: أين كانت الجزائر وأين أصبحت سبحان مغير الأحوال.. عم السلم والسلام في ربوع هذا الوطن... انتعش اقتصادنا ورجعت هبة الجزائر إلى المحافل الدولية..
وفي هذا السياق نوّه بمجهودات رئيس الجمهورية وشجاعته وحنكته السياسية وبعد نظره وسداد رأيه وذكائه وعزمه وتفانيه مع من سبقوه وشعبه من ورائه من المخلصين لهذا الوطن من قواتنا المسلحة البسلة ومختلف أجهزة الأمن التي دفعت أغلى ثمن من خيرة أبنائها بصمت وبصبر وكل من حمل السلاح للدفاع من هذا البلد من شعبنا العظيم من المجاهدين وضحايا المأساة الوطنية والقوافل الكبيرة التي سافرت إلى جنة الفردوس وباقي العائلات القومية.
أما المرحلة الأخيرة الذي يمثلها «المستقبل» ركّزت خلالها التنسيقية على كلمتين ثقيلتين «الاقتصاد والذهنيات».
قال نفس المتحدث: كل هذه التضحيات وكل هذا الثمن الغالي لا نتركه يذهب هباء منثورا ولا بدّ أن نفيد به أنفسنا وبلادنا ونكون جديين أكثر، مبرزا أنّ «مشكلة الجزائريين في أغلب الأحيان مشكلة ذهنيات»
كما شدّد على ضرورة أن يكون «اقتصادنا هو الهدف الأول على درب طريقنا القادم ويكون منتجا خالقا للثروات الدائمة، بعيدا عن الطفيلية والتطفل والسطحية معتمدا على العلم والعلماء والرقمنة والبحث العلمي وأن تطغى عليه النظرة الإستراتيجية بعيدة المدى وسياسة تشاركية في اختيار المشاريع المنتجة التي تؤمن الثروة الدائمة للبلاد وتقلّص من الاستيراد».
أضاف قائلا: الروح الوطنية ماتت ودفنت عند الكثير، لذلك نحن مدعوون للقيام بثورة فكرية لتغيير دهنياتنا وأفكارنا وأن نركّز على تقديس العمل والمردودية البشرية وحسن الأخلاق ونبذ روح الاتكال وتمجيد العلم والعلماء وسحق الغش والغشاشين «، مؤكدا في الوقت نفسه على « الجد والجدية والجودة والقوة والسرعة في كل ما نقوم من تخطيط وتنفيذ وإنفاق، بعيدا عن الارتجالية واللامبالاة حتى نحافظ على هذه النعمة التي لا يقدرها الكثير منا»