المحلل السياسي إسماعيل دبش لـ «الشعب»:

التكامل بين روسيا والجزائر مكسب للجزائر والمنظومة الدولية

أوضح المحلل السياسي الدكتور إسماعيل دبش في حديث لـ «الشعب»، بخصوص زيارة الوزير الأول الروسي إلى الجزائر، أنها تعكس بحث الجزائر عن مصادر تعاون اقتصادي متنوع حتى لا تبقى رهينة ثقل اقتصادي لدولة معينة، مشيرا إلى أن روسيا مهمة جدا بالنسبة للجزائر بحكم تحكمها في التكنولوجيات، هذا الملف الذي تستفيد منه الدول الأسيوية ودول أمريكا اللاتينية ستستغله الجزائر في تحقيق التنمية الاقتصادية في كافة المجالات من خلال الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في عدة قطاعات سيادية، مضيفا أن ما تؤسس له الجزائر من علاقات متوازنة وبدائل لا يعني بالضرورة الإخلال أو المساس بعلاقاتها الجيدة مع الدول الغربية.
وأكد الدكتور اسماعيل دبش، أن للجزائر وروسيا مرجعية سياسية قوية ومتكاملة في قطاعات متعددة خاصة في مجال التعاون العسكري وفيما تعلق بالقضايا الدولية والإقليمية إلى جانب التكامل الموجود في مواقف الطرفين سواء في علاقتهما بهيئة الأمم المتحدة والشرعية الدولية أو في مجال إدارة الأزمات، الأمر الذي سيعزز العلاقات بين الطرفين ويسمح بتطويرها إلى مجال التصنيع والاقتصاد حسب اسماعيل دبش الذي أكد أيضا أن روسيا قوة مهمة للعلاقات الجزائرية الثنائية مستقبلا في مجال التعاون الدولي داخل المنظومة العالمية الأمر الذي يعد مكسبا للجزائر ومكسبا للأطراف الدولية بما فيها دول الجوار والدول الغربية، لأن التعاون الدولي وتوازن العلاقات الدولية لا يقوم على الانفراد الدولي بدولة ما، ووجود روسيا والصين والولايات المتحدة في المنطقة يعكس هذا التوازن الدولي ويعكس تجسيد الفعل السياسي القائم على السلم والأمن والتنمية التي تعد محاور لسياسة الجزائر ويفسر اختياراتها للوصول إلى تعاون استراتيجي مع دول في وزن روسيا.
كما أكد الدكتور اسماعيل دبش في تصريح لـ «الشعب» أن هذا التقارب الجزائري الروسي سيكون له أثر ايجابي تكون فيه الجزائر محور وفاق بين الدول الكبرى المصدرة للنفط وبالتالي ستلعب الجزائر دورا لا يقل عن أدوارها السابقة في تقريب وجهات نظر روسيا والدول المصدرة للنفط على غرار إيران، قطر والسعودية، حيث تكون مواقع الأثر بالدرجة الأولى على توازن أسعار النفط التي عرفت تراجعا حادا أثر على الاقتصاد العالمي.
عموما ذكر اسماعيل دبش، أن زيارة مدفيديف للجزائر واقعية ولا خلفيات لها، جاءت في وقت أعرب فيه الطرفان عن رغبتهما في تجسيد إرادة الأمم المتحدة والشرعية الدولية وإن كان تعزيز العلاقة بين الطرفين قد يزعج بعض الأطراف فان نفوذ روسيا في الجزائر لن يكون على نمط النفوذ الروسي في سوريا ولن تمس أو تخل العلاقات المعززة بين الشريكين بعلاقة الجزائر مع الدول الغربية إنما سيزيد من نفوذها الاستراتيجي ويخدم التوازنات الإقليمية والدولية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025