أجرى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس، بباماكو، محادثات مع نظيره المالي عبدو اللاي ديوب على هامش أشغال الندوة الإقليمية حول الأمن في الساحل وغرب إفريقيا التي تنعقد بالعاصمة المالية، بحسب ما أفاد به بيان للوزارة.
جاء في البيان، أن اللقاء «تناول العلاقات الثنائية وسبل ووسائل تعزيزها وتنويعها»، حيث أبرز الوزيران «أهمية استغلال الآليات الثنائية الموجودة بين البلدين لبحث الفرص المتاحة في كلا البلدين». كما تم التطرق إلى «مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة بمالي وكذا الصعوبات التي تواجه ذلك».
كما تطرق الطرفان إلى «الموضوع الأساسي لندوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تحتضنها العاصمة المالية باماكو والمتمثل في الأمن في الساحل وغرب إفريقيا، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، على غرار الإرهاب والجريمة المنظمة»، يضيف البيان.
وخلص البيان إلى أنه «تم استعراض موضوع الهجرة، بحيث سمحت المحادثات للوزيرين بالخروج بنظرة مشتركة، مع التركيز على ضرورة الإبقاء على التشاور بين البلدين، لاسيما في مجال التصدي للهجرة غير الشرعية».
...ويجدد عزم الجزائر على تعاونها مع مالي للخروج من الأزمة
جدد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس، في بماكو، التزام وعزم الجزائر على مواصلة التعاون متعدد الأشكال مع مالي من أجل «مرافقة جهوده لتعجيل الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها».
صرح مساهل خلال أشغال الندوة الإقليمية حول الأمن في الساحل وغرب إفريقيا، المنعقدة بالعاصمة المالية، «باسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الحريص على رؤية مالي البلد العزيز على قلبه منتصرا على الأزمة التي يمر بها منذ سنوات. أجدد رسميا التزام وعزم الجزائر على مواصلة التعاون متعدد الأشكال مع مالي من أجل مرافقة جهوده لتعجيل خروج من الأزمة التي يتخبط فيها».
وأوضح أن حضوره هذه الندوة، «يؤكد التزام الجزائر إلى جانب الشعب المالي الشقيق وباقي بلدان شبه المنطقة وكذا إرادتها في تقديم مساهمتها من أجل مكافحة أكثر فاعلية ضد الإرهاب والجريمة المنظمة العابر للأوطان واستئصال سريع لهذه الآفات التي تعرقل العودة الكاملة والنهائية للسلم والأمن والاستقرار وتعرض للخطر تطور جوارنا المباشر».
وأضاف، أن «مالي هو لا محال البلد الشقيق والجار الأكثر عرضة في السنوات الأخيرة لوضع صعب كان وراء التدهور الخطير للشأن الأمني في البلاد»، مؤكدا أن «التعبئة غير المسبوقة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الجزائر، لمرافقة مالي في جهوده الرامية إلى إقرار السلم والاستقرار من خلال تعاون مكثف ومتعدد الأشكال، قد أعطى نتائج مرضية لا غبار عليها ويبعث على التفاؤل، مثلما يؤكده التطور الأخير في مسار تنفيذ اتفاق باماكو من أجل السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر والذي انتصر، بالرغم من الصعوبات التي عرقلت طريقه».
واعتبر مساهل، أنه «من الضرورة الملحة أن يعتمد مجموع الفاعلين في منطقة الساحل الحوار والتشاور وتضافر الجهود وتوحيد الوسائل من أجل البحث عن طرق عمل جديدة وإيجاد سبل أخرى وضبط الاستراتيجية وحشد أدوات جديدة وأكثر ملاءمة تتيح مزيدا من النجاعة للوصول إلى النتائج المتوخاة».
وبخصوص الندوة الإقليمية، أوضح مساهل أن هدفها الرئيس هو «التقييم الشامل» للوضع الأمني في غرب افريقيا وإعداد استراتيجية جماعية جديدة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان في منطقة الساحل»، مضيفا أن «مما ستتوصل إليه سيكون له أثر إيجابي على الجهود المبذولة لاستئصال هذه الآفات الخطيرة بالنسبة للبلدان التي تعاني منها ولكل بلدان المنطقة».
عرض التجربة الجزائرية في مجال التصدي للتطرف العنيف والإرهاب
خلال هذا اللقاء، عرض مساهل على المشاركين تجربة الجزائر في مجال التصدي للتطرف العنيف والإرهاب.
أكد في هذا الصدد، أن النتائج «الجد إيجابية» التي سجلتها الجزائر في هذا المجال، «تشكل محل اهتمام عدد كبير من البلدان التي يربطنا بها تعاون كثيف مربح للطرفين وتجعل من الجزائر أحد البلدان الستة الأكثر أمنا في العالم وذلك باعتراف العديد من أهل الاختصاص مثل معهد غالوب الذي أكد ذلك في تقريره لشهر أوت 2017».
وأضاف، أن «اهتمام وتقدير شركاء الجزائر لخبرتها وإلتزامها على الصعيدين الاقليمي والدولي في مجال مكافحة الارهاب تجسدا بشكل خاص من خلال تعيين الرئيس بوتفليقة من قبل نظرائه الافريقيين كمنسق لمنع التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية».