حطت، نهاية الأسبوع، قافلة المقاولاتية للشباب رحالها بدار الثقافة كاتب ياسين بسيدي بلعباس، حيث عملت وعلى مدار يومين كاملين على ترسيخ ثقافة المقاولاتية وتغيير ذهنيات الشباب من طالبي مناصب العمل إلى خلاقين لها في المؤسسات المصغرة التي يستحدثونها.
ركزت القافلة التحسيسية على تقريب الفكر المقاولاتي من الشباب وبحث فرص الإستثمار في كل القطاعات، خاصة تلك المنتجة والتي تتمشى والإمكانات التي تزخر بها الولاية، وتقدم شروحات ونصائح على أيدي مختصين ومشاركين في القافلة من مختلف القطاعات الإقتصادية وأجهزة التشغيل لتنوير الشباب بأفكار إستثمارية يمكن تبنيها والإنطلاق منها كأرضية لتجسيد مشروع المستقبل.
شاركت في القافلة عديد القطاعات كالقطاع الفلاحي الذي يسعى ممثلوه إلى توجيه الشباب نحو المشاريع الفلاحية الناجحة باعتبار الولاية قطبا فلاحيا بامتياز نظرا لتوفرها على إمكانيات هائلة في المجال، حيث قدم هؤلاء جملة من الأفكار والتوجيهات التي تساعد الشاب على إقتحام عالم الشغل من باب المقاولاتية وإنشاء مؤسسة مصغرة أو مشروع فلاحي مصغر في مجال الصناعات التحويلية في الخضر كالبطاطا، الطماطم، أوالفواكه في مجال صناعة العصائر والمربى، المعاصر المتنقلة، وحتى الاستثمار في مجال إنشاء مؤسسة مصغرة في العتاد الفلاحي حرث، بذر، غرس وحصاد، أو حتى في مجال إنشاء مقاولات لليد العاملة الموسمية، وكذا في مجال الرسكلة واسترجاع بعض المواد القابلة للاسترجاع، كأرجل الدجاج التي تصدر إلى الخارج، أو قشور البيض التي تستعمل كأسمدة وغيرها من الأفكار الممكن الإستثمار فيها وتحويلها إلى مؤسسة تساهم في خلق مناصب شغل وتدعم التنمية المحلية.
ولتمكين الشباب من ولوج عالم الشغل بيد عاملة مؤهلة، يقوم قطاع التكوين المهني بدور فاعل وأساسي في هذه القافلة من خلال إستقطاب الشباب الغير مؤهل للتقرب من أحد مراكز التكوين المنتشرة عبر كامل التراب الولائي للظفر بفرصة للتكوين في مختلف إختصاصات، خاصة وأن الإستراتيجية الجديدة لقطاع التكوين سمحت بفتح تخصصات تتماشى وسوق الشغل المحلية، كشعبة صناعة الأغذية الزراعية، مراقبة، تعبئة وتغليف منتجات الألبان على مستوى المعهد الوطني الجديد الشهيد لعجين ميلود، وهي التخصصات المطلوبة بكثرة محليا نظرا للتطور الكبير الذي شهدته شعبة الحليب على مستوى الولاية أين أضحت تسمى حوض الحليب بالجهة الغربية للوطن وتضم مؤسسات رائدة في إنتاج الحليب ومشتقاته فاق عددها الثمانية، الأمر الذي دفع بالقائمين على قطاع التكوين المهني إلى إدراج هذا التخصص لتمكين الشباب من تكوين متخصص يسهل عليهم ولوج عالم الشغل في هذه المؤسسات أو إستحداث مؤسسات مصغرة في هذا المجال، ناهيك عن تخصص تقني سامي في التشغيل الآلي للمنازل وهو التخصص الذي أضحى مطلوبا لدى العائلات التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة داخل منازلها على غرار الأبواب الإلكترونية وباقي المعدات الحديثة، وكذا تخصصين هامين الأول يتعلق بالطاقة المتجددة والثاني بتسيير النفايات.
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة دعم وتشغيل الشباب بالولاية تمكنت خلال السنة الجارية 2017 من تمويل 117 مشروع إستثماري في القطاعات الحيوية كالفلاحة، البناء والصناعة حيث سجلت توجها ملحوظا نحو القطاع الفلاحي الذي مولت به 70 مشروعا، تلاه القطاع الصناعي بـ 21 مشروعا وقطاع الخدمات بـ 13، و8 مشاريع في البناء ومشروعين في قطاع الحرف والأعمال الحرة.