الهادي بن يخلف التحق بجريدة «الشعب» في أصعب مراحلها

استمرارية ...رغم نقص الإمكانيات والخبرات وكبر التحديات

صونيا طبة

الهادي بن يخلف التحق بجريدة «الشعب» في أصعب مراحلها سنة 1965 ،وكان من الإعلاميين الأوائل الذين عايشوا فترة ولادة الجريدة وساهموا بمقالاتهم وكتاباتهم الهادفة ،تحدى رفقة زملاءه جميع الصعاب التي اعترضنهم في تلك الفترة في سبيل نقل المعلومات والحقائق والتحلي بالصدق والمصداقية .
تولى بن يخلف المسؤولية كمدير بالنيابة لجريدة الشعب في السبعينات ولم يستسلم للظروف الصعبة ،حيث كان الصحفيون والتقنيون يشتغلون بوسائل بسيطة وإمكانيات قليلة موروثة عن الحقبة الاستعمارية بل كان أكثر ما يهمه آنذاك السهر على ضمان استمرارية الجريدة ومواصلة مسيرتها النضالية في عالم الصحافة والحفاظ على هذه المدرسة كونها المرآة العاكسة لموقف الدولة الجزائرية والفضاء الحر للمبدعين والمثقفين.
أكد بن يخلف أن العمل الإعلامي في جريدة «الشعب» كان يتطلب جهدا يدويا ونضالا يوميا لنقل جميع الأحداث الوطنية والدولية إلى الجمهور الذي كان يلجأ إلى الجريدة للاطلاع على الأخبار والمعلومات عن مختلف الوقائع، في وقت لم تكن هناك التعددية الاعلامية ، موضحا أنه بالرغم من الإمكانيات البسيطة في العمل إلا أن الصحفيون كانوا دائما في المستوى وساهموا في تكوين النواة الأولى للجريدة .
في سنوات الستينات كانت جريدة الشعب تصدر في ستة صفحات دون إعلانات، والصحفيون آنذاك رغم أنهم لم يتلقوا تكوينا في مجال الإعلام في تلك الفترة إلا أن حبهم للمهنة جعلهم يقدمون مادة إعلامية متنوعة ويحرصون دائما على نقل المعلومات والحقائق كما هي ، لتبقى أعرق جريدة يومية في الجزائر المستقلة شعارها الصدق والمصداقية محتفلة سنويا بعمرها الذي هو من عمر الاستقلال .
وأوضح بن يخلف أن الجريدة في بداية توزيعها في الستينات والسبعينات لم تكن مقتصرة على العاصمة فقط وإنما كانت توزع في كافة التراب الوطني ب 100 ألف نسخة لكن انتشارها الواسع تحقق عندما عين عيسى مسعودي رئيسا للجريدة ،حيث قام بإنشاء قسم لتعريب الإعلانات كونها كانت تصدر باللغة الفرنسية ،مشيرا إلى أن إيقاف توزيع الشعب في الشرق الجزائري لم يكن لاعتبارات أخرى وإنما من أجل فتح المجال لجريدة النصر للظهور أكثر والنجاح في المنطقة.
جريدة الشعب فتحت أمام الشباب الأبواب لاقتحام عالم الصحافة سواء كانوا كتاب أو أدباء أو أساتذة وحتى مثقفين ،حيث لم تفرق بين أحد بل قدمت الفرصة للجميع حتى يعبروا عن آراءهم في مختلف المواضيع ويثبتوا موهبتهم في الكتابة وقدرتهم على العمل في ظروف صعبة نظرا للإمكانيات البسيطة التي كانت متوفرة في تلك الفترة .
وأضاف أن الجريدة وقفت صامدة أمام جميع الصعوبات التي واجهتها في 1966 ورفضت أن تخضع للتوجه الجديد الذي كان يهدف إلى تشتيتها ولكن ذلك لم  يؤثر في مردوديتها الإعلامية بل كانت لها مواقف مشرفة على الصعيد السياسي والإعلامي كونها الصوت المعبر عن الجزائر المستقلة ،ولا يزال الكتاب والصحفيون الذين ساهموا في إثراء مضمونها في تلك الفترة شاهدين على ذلك.
ودعا بن يخلف جيل الحاضر من الصحفيون إلى استغلال الإمكانيات المتوفرة لديهم والتي كان يحلم بها الإعلاميون الذين واكبوا مراحل تاسيسيها وبداياتها مشيرا إلى أن مقر الجريدة كان في شقة صغيرة تتكون من 6 غرف تضم جميع العمال من المدير إلى الصحفي إلى والتقني ولم تكن هناك سيارات خاصة لنقل الصحفيين إلى مكان الحدث وإنما كانوا يعتمدون على أنفسهم بل كان أكثر ما يهم التضحية في سبيل استمرارية عميدة الصحافة الجزائرية .في ظل نقص الإمكانيات والخبرات وكبر التحديات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025