رصد دائم للأحداث والملفات

عقود من المعالجة الهادفة للقضايا الدولية

حمزة محصول

تفرد جريدة «الشعب»، حيزا قارا لمتابعة القضايا الدولية، عبر ضمان التغطية الإخبارية اليومية لأبرز الأحداث والتطورات الحاصلة في العالم، والتعمق في معالجتها بالتحليل والإحاطة الشاملة من أجل تزويد القارئ بمعرفة إعلامية متكاملة.

لم تتوقف التطورات التكنولوجية المتسارعة منذ ستينيات القرن الماضي، عن إثبات نظرية «القرية الكونية» للعالم الكندي مارشال ماكلوهان، والتي ارتكزت بالأساس على قدرة الإعلام في تحقيق التقارب بين شعوب المعمورة وتأثرها رغم تفاوت الدرجات بالأحداث الحاصلة في كل بقعة جغرافية.
ومع تشابك العلاقات الدولية وترابط المصالح الحيوية عبر «العولمة» التي انتقلت من المجال الاقتصادي إلى غاية ما يسمى في الوقت الراهن «بعولمة الإرهاب»، أصبح الترابط بين التطور الباهر في قطاع الإعلام والأحداث الدولية المتشابكة، قويا  أكثر من أي وقت مضى.   
وأعطت الثورة الرقمية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف دعائم البث، دفعا مهما لوسائل الإعلام لمواكبة الأحداث وعرضها للرأي العام بأسرع وأفضل طريقة ممكنة، رغم ما مثله الأمر من تحدي خاصة بالنسبة للصحافة المكتوبة.
هذا التقارب الكوني والترابط بين وسائل الإعلام والأحداث الدولية، حتم ضمان التغطية الإخبارية المستمرة، تكريسا لمبادئ حق المواطنين في الإعلام وتنوير الرأي العام، والمنافسة على استقطاب أكبر قدر ممكن من جمهور القراء من خلال السعي للتميز في الصناعة الإعلامية.
«الشعب»، وعلى طيلة 55 سنة، واكبت كل التطورات التي طرأت على ميدان الصحافة وعلى العلاقات الدولية من خلال المتابعة الدائمة والتناول المستمر للقضايا التي عرفتها بلدان العالم بشكل جماعي أو منفرد، عبر صفحات يومية.
وإذ تهالكت عديد المؤسسات الإعلامية الوطنية والعالمية، تحت أقدام الآثار الجانبية للثورات التكنولوجية والرقمية والصعوبات الاقتصادية، صمدت «الشعب» في وجه كل الهزات ولازالت متمسكة بوضع ما يجري في العالم من أحداث وأزمات ونزاعات وصراعات مستدامة أمام الرأي العام بأسلوب إعلامي احترافي بعيد عن «الإثارة» ومقاصدها التجارية المستهلكة.
الرصد والمتابعة
وتعتمد «الشعب»، في تغطيتها للأحداث الدولية على منهجية عمل متجانسة، تزاوج بين الرصد والمتابعة.
حيث تشكل أبرز أحداث اليوم على الصعيد الإقليمي، القاري، العالمي، أولوية في التغطية اليومية، ترصد من خلالها آخر المستجدات والتطورات، تماشيا وأسس الإعلام المحترف المتمثلة في نقل أهم الاخبار مع أكبر قدر من المعلومات للقارئ.
في الوقت ذاته، تتابع «الشعب»، القضايا الدولية المستمرة والخاضعة للتتابع الزمني للأحداث، والتي تعرف على الصعيد السياسي الدولي «بالملفات»، والتي تتطلب تغطية غير منقطعة مع البحث عن كل الجزئيات المهمة والحساسة وإبرازها.
وتخضع الأخبار الدولية المعنية بأكبر قدر من الاهتمام، إلى معايير «التأثير والتأثر» لدى الرأي العام الوطني وخارطة الحراك الدبلوماسي الجزائري والعمق الاستراتيجي للبلاد، إضافة إلى مدى الارتباط بالمحيط الإقليمي والإفريقي.
وتحظى القضايا العادلة، بمتابعة مستمرة ودقيقة ومن زوايا مختلفة، ورفضت «الشعب»، أن تنزل من مرتبة القضيتين الفلسطينية والصحراوية، من على سلم أجندتها الإخبارية، مثلما فعلت عديد الوسائل الإعلامية خاضعة إلى بذلك إلى تيار الأحداث والأجندات الدولية الرامية إلى تغيير الأفكار النمطية للرأي العام العربي حول قضاياه المركزية والتاريخية.
معالجة أعمق  
ومرعاة لحق القارئ في الإعلام والحصول على إحاطة شاملة ومتكاملة للأحداث، تخضع جريدة «الشعب» أبرز المستجدات الدولية إلى تشريح معمق ضمانا لفهم اكبر وأدق، وتركز على التفاصيل والجزئيات والخلفيات المبهمة في الأخبار الأصلية.
هذه المعالجة الشاملة، تقدم أسبوعيا وكل يوم «أربعاء» للرأي العام الوطني، من خلال «الشعب» الدبلوماسي، والذي يمثل إضافة نوعية للتغطية الإخبارية اليومية طيلة باقي أيام.
وتغوص عميدة الصحف الجزائرية الناطقة باللغة العربية، في خبايا الأحداث بالتحاليل الجادة والهادفة، وبإشراك خبراء ومحللين وأساتذة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، للقيام بشرح أكثر تدقيقا في خلفيات الأحداث وتداعياتها على الأوضاع الجيوسياسية وعلى الشعوب.
الفحص والتدقيق
وتعتبر الوكالات العالمية الكبرى مصدرا رئيسيا لقاعات التحرير في الأخبار الدولية، وتتعامل هذه الوكالات في معالجتها للأحداث بناء على توجهات السياسية الخارجية لبلدانها، مستخدمة أساليب تحريرية قائمة على مصطلحات تعكس في تباين مواقف العالم حول القضايا.
وتفاديا للترويج إلى توجهات معينة، ترتكز المعالجة الإعلامية لجريدة الشعب سياسة تحريرية تتسم بالدقة في معالجة المواد المحررة من المصدر، وتحري مدى صدقها، وإعادة المعالجة قبل تجهيزها للنشر.  وثبتت «الشعب» على مر السنوات في معالجتها للقضايا الدولية على مبادئ الحياد والنزاهة والموضوعية، في نقل الأخبار للرأي العام، وترفض كل توجه نحو تغليب طرف على آخر في النزاعات الدولية.
وتستند في الوقت ذاته، على أخلاقيات العمل الصحفي، رافضة المتاجرة بقضايا الشعوب الأخرى بحثا عن الإثارة واستقطاب القراء، مبتعدة كل البعد عما يسمى «صحافة الإثارة».
وتعالج عبر مقالات الرأي والتحاليل، القضايا الراهنة من زوايا رافضة للهيمنة وأشكال السطوة والتسلط على الشعوب ومحاولة بلدان دون غيرها تسيد العالم، كما تفضح النوايا السيئة لبعض القوى الدولية الساعية بطرق ملتوية ومباشرة للسيطرة على ثروات وموارد الشعوب (الإفريقية على وجه التحديد).
فلسطين والصحراء والغربية
لم تتوقف الشعب، عن متابعة تطورات القضيتين الفلسطينية والصحراوية، على مر العقود، حيث تتابع من خلال عمل ميداني مكثف كل المستجدات وتخصص لهما حيزا معتبرا من التغطية الإخبارية إلى التحاليل والنقاشات عبر فضائي « منتدى وضيف الشعب».
وتفتح صفحاتها لمساهمات كتاب وباحثين لتقديم شرح أكاديمي ومعرفي وحتى دبلوماسي وسياسي  القضيتين المركزيتين.
وتركز بشكل بارز على معاناة الشعبين والشعوب المستضعفة الأخرى، نتيجة السياسات الدولية المتواطئة والمنحازة للمصالح الضيقة.
في المقابل كانت الشعب سباقة إلى استشراف نتائج المتغيرات الدولية على العالم العربي، وخصصت حيزا معتبرا لشرح المؤامرة الهدامة وأبعاد المصطلحات الناعمة التي تندس تحتها مخططات لتفكيك دولار كاملة السيادة على غرار ما سمي بالربيع العربي.
وتنقل بشكل دائم ومستمر معاناة المواطن العربي ومواجعه، وتطلعاتها وطموحاته في مستقبل أفضل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025