أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية حسن مرموري أن الاستعمار الفرنسي استطاع تدمير المصانع وفضاءات امتهان الحرف التقليدية إبان الثورة لكنه عجز عن سلب المجاهدين حرفتهم بل جاهدوا بها وبقيت إلى حد الآن راسخة في ثقافة المجتمع الجزائري.
قام أمس وزير السياحة والصناعة التقليدية حسن مرموري بدار الحرف التقليدية بالعاصمة بتكريم بعض الحرفيين من العائلة الثورية ومجاهدين وحرفيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة الذكرى 57 لمظاهرات 11 ديسمبر ١٩٦٠ عرفانا لما قدمه المجاهدون الأبرار من تضحيات جبارة في سبيل الوطن.
وأبرز وزير السياحة مساهمة المجاهدين الجزائريين من مختلف الشرائح في دعم الثورة التحريرية موضحا أن الحرفيين كان لهم دور فعال في توفير ما تحتاجه الثورة من العتاد اللازم والألبسة والصناعات التقليدية من خلال تلبيتهم نداء الثورة بكل عزم وإصرار ،ولم يترددوا في حمل السلاح ومساندة الثوار .
وأضاف الوزير أن بعد معركة التحرير التي التف حولها الشعب بكل فئاته وشرائحه الحرفيين المجاهدين لا يزالون إلى حد الآن يساهمون في معركة التنمية والرفع من مستوى الاقتصاد الوطني مواصلين بذلك مسيرتهم النضالية في مجال الحرف التقليدية.
وأشرف الوزير على تكريم بعض الحرفيين من العائلة الثورية من بينهم عائلة الشهيد محمد آكلي الذي خدم الثورة و استشهد في 1957 بالقصبة وكان يمارس مجال الحرف وأدواته لا تزال شاهدة على إبداعاته وتفانيه في العمل ،
والشهيد محيود أحمد الذي لطالما شارك في العمليات الفدائية ضد الاستعمار الفرنسي وكان يمارس النشاط الحرفي خاصة في الحلي والمجوهرات .
صاولي فتيحة المعروفة بخياطتها للعلم الجزائري والألبسة العسكرية تعد إحدى الوجوه الجزائرية البارزة والعاملة للحفاظ على اللباس التقليدي حيث قام الوزير بتكريمها بمناسبة ذكرى 11 ديسمبر 1960، وكذا المجاهد اوسالة رزقي الذي ساهم في دعم الثورة من خلال جمعه للأسلحة ومارس حرفته التقليدية لأكثر من 50 سنة.
كما اشرف وزير السياحة على تكريم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمتهنون الحرف والصناعات التقليدية بغرض مرافقتهم وتشجيعهم على الإدماج في المجتمع وعالم الشغل ، من بينهم عليش صفية و الحرفي طالاويت عبد الحفيظ من البليدة الذي نشط في مجال الزخرفة والرسم وشارك في عدة تظاهرات ثقافية رغم إعاقته.