٥ سنوات مرت على اعتداء تيقنتورين الإرهابي

ضمانات للشركاء الاقتصاديين في مجال الطاقة

سعيد بن عياد

الجزائر بلد محوري في المنطقة ومصدر استقرار

بتاريخ 16 جانفي 2013 فجرا هاجمت جماعة إرهابية قوية التسليح موقع تيقنتورين لإنتاج الغاز المتواجد على مسافة 45 كلم من إن أميناس في الصحراء الجزائرية. وبعد مرور خمس سنوات على الاعتداء لا تزال ملامح بارزة لمواقف جريئة وبطولية وتضحية قدمها جزائريون وأجانب كانوا ضيوفا معززين في بلد منفتح وشعبه متسامح لكن دون تهاون أو تفريط في السيادة الوطنية.
لقد استهدف الإرهابيون من جنسيات مختلفة عربية وغربية في هجومين دمويين حافلتين واحدة تقل عمالا أجانب كانت تتجه إلى المطار غير أن سائقها تمكن من اختراق الحاجز المزيف. ليفلت بمركبته ومن عليها مخلفا ضحيتين جزائري وبريطاني، أما الحافلة الثانية فقد وقعت في قبضة المجموعة الإرهابية الأخرى فحولت من عليها إلى رهائن فيما سقط يابانيان حاولا الفرار. وبعدها توجه المجرمون إلى قاعدة الحياة بالموقع الذي يشتغل فيه مئات العمال من بينهم أكثر من 130 أجنبي وحاولوا دون جدوى السيطرة على المركب فيما اجتهد كل عامل حسب وضعه في الحد من سطوة المعتدين. عند باب المدخل الرئيسي رفض المرحوم أمين لحمر الانصياع لهم وقبل أن يتعرض للاغتيال ضغط على زر إعلان الطوارئ فيما امتنع العمال الجزائريون عن تشغيل التجهيزات منعا لحدوث كارثة.
أمام خطورة الموقف والتداعيات التي تترتب عن ترك المجال أمام المعتدين للفرار رفقة الرهائن كان لزاما اتخاذ القرار الحاسم في مواجهة مخطط الإرهابيين الدمويين، فتدخلت قوات النخبة للجيش الوطني الشعبي لوأد المخطط الجهنمي الذي كان يقود لو تم إلى تداعيات إقليمية وعالمية يصعب السيطرة عليها خاصة وأن الخاطفين رفضوا التخلي عن مغامرتهم. وتولى أفراد الجيش المتخصصون  التعامل مع مثل هكذا ظروف على ما فيها من جوانب مؤلمة الامر وتعاملوا مع الوضع من زاويتين الأولى تحييد الإرهابيين وتفكيك مخططهم والثانية الحرص إلى ابعد حد على سلامة الرهائن وتطلب ذلك الصبر لأربعة أيام إلى أن حاول الإرهابيون الفرار بالرهائن إلى وجهة مجهولة في الصحراء قصد استعمالهم ورقة ضغط وابتزاز. وأبدت أكثر من عاصمة عبر العالم خاصة تلك التي فقدت مواطنيها تفهما للتطور السريع للأحداث كون الإرهابيين هم من كانوا وراء مقتل الرهائن (38 أجنبيا ورعية جزائري).
كان التدخل نوعيا واحترافيا، وأمكن من القضاء على 29 عنصرا مجرما وإلقاء القبض على عدد آخر تبين أنهم ينفذون مخططا بأبعاد دولية يستهدف ضرب احد مفاصل الصناعة الغازية في الجزائر ومن ثمة تعطيل مسارها محليا وإقليميا خاصة وان تطورات سريعة كانت تحدث في منطقة الساحل والصحراء انطلاقا من تدهور الأوضاع في مالي حينها.
وأعطت المعالجة المباشرة لتلك الآفة ضمانات للشركاء الاقتصاديين خاصة في مجال الطاقة من أن الجزائر بلد محوري في المنطقة وعامل استقرار وسلام خاصة في ضوء الخيارات الحيوية للمصالحة والتنمية المشتركة بين الشعوب قاطبة. وسرعان ما عاد المركب الغازي بالمنطقة للنشاط في ظل تأكيد للتعاون مع الشركاء الأجانب والرفع من درجة تامين المواقع النفطية الحيوية لمنع أي خطر محتمل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025