معركة القدس بدأت... وللجزائر الدور المحوري في القضية الفلسطينية والوطن العربي
أكد الرئيس الشرفي لاتحاد المهندسين الفلسطينيين والرئيس الأسبق للفدرالية الدولية للمهندسين عبد الحميد مروان، الدور المحوري للجزائر في الوطن العربي وفي القضية الفلسطينية، لافتا إلى أنها البلد الوحيد الذي يناضل من أجل القضية دون مراعاة أي مصلحة خاصة.
إلى ذلك، أفاد بأن الجزائر تستطيع العمل على المصالحة الوطنية بوضع لمستها، وطمأن الجميع بخصوص فلسطين بتأكيده بأن معركة القدس بدأت بصدور قرار الرئيس الأمريكي بخصوصها.
سلط عبد الحميد مروان الضوء خلال محاضرة ألقاها، أمس، بمقر مجلس الأمة، تناول من خلالها موضوع «مسألة القدس: بين القرارات الأممية والقرار الأمريكي، أي مستقبل للقدس؟»، والتي تميزت بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وكذا وزير الثقافة عزالدين ميهوبي،إالى جانب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، وسفير دولة فلسطين بالجزائر لؤي عيسى، تبعات القرار الأمريكي التي صنفها وفق منظوره في خانة الإيجابية؛ ذلك أنها أخرجت القضية الفلسطينية من الثلاجة بعدما تم دحرجتها في قائمة الأولويات، وأعادت بعثها بقوة، وأكثر من ذلك سجلت تضامنا دوليا غير مسبوق معها.
وحرص منشط الندوة منذ البداية، على الاشادة بدور الجزائر ومواقفها الثابتة التي لم تتغير ولم تتأثر، سياسا وماليا، رغم كل الظروف، مذكرا بأن الجزائر لم تطلب أبدا ثمنا نظير دفاعها عن القضية الفلسطينية وذلك الى غاية اليوم تحت القيادة السياسية الحكيمة لرئيس الجمهورية، وبأن على ترابها تم الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، وبمساهمتها تمكن الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات من ولوج مقر الأمم المتحدة بعدما قدمه الرئيس بوتفليقة الذي كان آنذاك يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية.
وبخصوص قرار دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، أفاد بأن الأمر لا يعدو أن يكون «قرارا اتخذه من لا يملك، ويعطيه لمن لا يستحق»، وشكر الرئيس الأمريكي بالمناسبة لأنه خدم بشكل ما القضية، بإخراجها، بحسبه، «من الثلاجة»، مذكرا أنه في تلك الأثناء لا أحد كان يتكلم عنها ولم يتخذ موقفا بشأنها، وراوحت القرارات الأممية مكانها بعدما عجزت الشرعية الدولية عن تطبيقها، وعددها 705 قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، و83 قرارا صادرا عن مجلس الأمن.
وأفاد في السياق، «لقد أعاد ترامب بقراره، القضية الفلسطينية الى سلم الأولويات، وصوتت كل البشرية لصالحها وضد قراره»، وخلص إلى القول «لقد أحيا القضية»، مستطردا «وبالقدس وبسبب القدس أريد أن أطمئنكم، لقد بدأت مرحلة انهاء الاحتلال الاسرائيلي»، وذهب الى أبعد من ذلك بالجزم بأن القدس فتحت أبواب جهنم لاسرائيل ولأمريكا المتواطئة معها، التي بدأت تتحرك. ولعل ما يعزز طرحه، القرارات المتخذة على مستوى المجلس الوطني الفلسطيني الملتئم على مدار الأسبوعين الفارطين، والذي كان حاضرا فيها، وتم التأكيد خلاله بأن القرارات التي صدرت «هي الإعلان عن بدء المعركة، وليس أقدس من القدس لبدأت المعركة».
المجلس الوطني الفلسطيني أقر بأنْ لا وساطة أمريكية بعد اليوم، بعدما نزعت الولايات المتحدة الأمريكية عن نفسها «صبغة الوسيط النزيه»، باستثناء تدخل تحت المرجعية والرعاية الأممية، والتخلص من اتفاقية باريس الاقتصادية، الى جانب وقف التنسيق الأمني، مجددا تأكيد بدء معركة القدس وشرف الإعلان عنها من الجزائر، هدفها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مسلحين بالوحدة والشرعية الدولية والانتفاضة الشعبية ومقاطعة سلع البلدين، لاسيما في ظل الالتفاف العالمي حول القضية والاعتراف من قبل عدد كبير من الدول بالدولة الفلسطينية، لافتا الى أن كل المؤشرات تبعث على التفاعل.
وبعدما ذكر بمخطط الفوضى الخلاقة الهادف الى تقسيم الدول العربية الى دويلات طائفية، وخلق تنظيمات ارهابية على شاكلة «داعش» تساعدهم على تطبيق النظام الدولي الجديد، واعطاء ايران دور البلد المحوري في الشرق الأوسط، والذي كانت تتنازعه مع كل من تركيا واسرائيل، أكد أن الأخيرة لا تتخذ القرارات وإنما أمريكا والرهان على التموقع في نظام دولي جديد يتميز أساسا بتحالف روسيا مع الصين والهند والقارة الإفريقية، فيما تتحالف أمركيا مع شركائها التقليديين أي أوروبا.
واستنادا الى قراءته للوضع وتحليله للمستجدات، أكد عبد الحميد مروان، الى أن الأمة العربية بحاجة الى فهم هذا الواقع والأهداف المتوخاة منه، ومن ثم التحرك على هذا الأساس، وللجزائر دور محوري في الوطن العربي بتوحيد الجهود العربية ودعم القضية في المرحلة المقبلة، وبالعمل المشترك مع فلسطين تستطيع حماية فلسطين والجزائر على حد سواء من المؤامرات.
في سياق اخر، ولدى تطرقه الى المصالحة الفلسطينية أكد ضرورة وضع الجزائر لمستها عليها، اقتناعا منه بأن لها دور حاسم في لمّ الشمل، كما دعا بالمناسبة الأحزاب الجزائرية الى دعم كل فلسطين.