دعا مدير أمن ولاية الجزائر مراقب الشرطة نور الدين براشدي، أمس، لدى ترؤسه يوما دراسيا حول «العنف ضد الشباب»، بحضور برلمانيين، ممثلين عن الأسرة الطبية، والمجتمع المدني وعدد من الأئمة، إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل الحد من هذه الظاهرة بتوضيح سبل التحكم في أنماطها وتقليص أبعادها لحماية الأفراد، مؤكدا أن الطبيب يلعب دورا هاما في هذه المعادلة الأمنية باعتباره شريكا هاما لا يمكن الاستغناء عنه.
أبرز براشدي في كلمته الافتتاحية، حرص القيادة على إشراك المجتمع المدني في هذه المعضلة وعيا منها بالدور الهام الذي تقوم به في إطار مجابهة العنف في أوساط الشباب، من خلال الرفع من درجة التوعية والوقاية في المجتمع عبر مختلف الأعمال الجوارية الكفيلة بالتحذير من خطر الآفات الناخرة للعقول.
في هذا السياق، كشف براشدي عن تسجيل مصالحه، حوالي 110 نشاط أبواب مفتوحة وأيام تحسيسية تم من خلالها توعية شريحة هامة من المجتمع وعلى رأسهم فئة الشباب من أجل الأخطار التي تحدق بهم وعلى رأسها تعاطي المخدرات الظاهرة التي باتت تهدد الشريحة بإحصاء مصالحه خلال السنة المنقضية لـ 84 مدمنا 64 منهم حولوا إلى مراكز العلاج و27 تم التكفل النفسي بهم.
وأفاد براشدي انه تم تنظيم خلال 2017، زيارات بيداغوجية و 274 زيارة تحسيسية لفائدة المؤسسات التربوية في إطار برامج توعوية من مختلف الآفات التي قد تؤثر على تحصيلهم العلمي وحياتهم الاجتماعية.
وبلغة الأرقام أعطى براشدي حصيلة حول أهم القضايا المسجلة فيما يخص الاتجار بالمخدرات، حيث تم حجز 153 كلغ من القنب الهندي و13867 قرص مهلوس و6800 سلاح أبيض محظور تم على إثرها تسجيل 20470 شخص ضارع.
من جهته، استعرض مدير الشرطة القضائية مراقب الشرطة على فراق في مداخلته مختلف المراحل التي عرفها الأمن الوطني مبرزا جل الإمكانيات المتطورة التي باتت تعمل بها مختلف مصالحها في إطار مجابهة مختلف الجرائم وضمان استتباب الأمن في البلاد ونضرة عصرية تتماشى والأطر القانونية المعمول بها.
وكان اللقاء الذي جمع مابين مختلف أطياف المجتمع الجزائري فرصة لتحديد بعض النقاط الكفيلة بتوعية هذه الشريحة الهامة من كافة الأخطار الاجتماعية التي تحدق بهم، حيث أعطى بالمناسبة البروفيسور بلحاج رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا في مداخلته مختلف العوامل التي تؤدي إلى تسجيل حوادث العنف وأبعادها الخطيرة على المجتمع، مستشهدا ببعض الأمثلة التي تم تسجيلها داخل المستشفى مشبها العنف المسجل من طرف هذه الفئة بالسرطان باعتباره أن كل دول العالم باتت تعاني منه وليس الجزائر فقط.
من جهته، أعطى البروفيسور بن عثمان رئيس مصلحة علم النفس قراءة علمية حول أهم مسببات هذا العنف لدى الشخص وطرق وسبل توخيه والاحتياط منه، بدوره أوضح ممثل جمعية ندى عبد الرحمان عرعار خطورة الوضع وأهمية رص الصفوف من أجل مكافحة هذه الظاهرة والحد من اتساع رقعتها أكثر في المجتمع الجزائري خاصة بعد أن باتت تطال الأطفال.