رغم استفحال الداء وتسجيل أكثر من 140 حالة في 2017

اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان يمر مرور الكرام ببومرداس

بومرداس: ز/ كمال

مر اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان المصادف لـ 4 فيفري من كل سنة مرور الكرام بولاية بومرداس، رغم استفحال هذا المرض الخبيث في السنوات الأخيرة وتسببه في وفاة العشرات بشهادة الأطباء المختصين، حيث غابت مختلف الأنشطة والندوات التحسيسية من قبل مديرية الصحة وباقي المؤسسات والمراكز الصحية المطالبة أكثر بالتحرك لنشر مزيد من الوعي بين المواطنين من أجل الوقاية من هذا الخطر الداهم.
تشهد ولاية بومرداس في السنوات الأخيرة ارتفاعا مخيفا في عدد الإصابات بهذا الداء خاصة سرطان الثدي بالنسبة للنساء وسرطان الرئة، المعدة والقولون بالنسبة للرجال وتحوله إلى شبح مخيف للعائلات بالنظر إلى عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض بعدما تم تسجيل 142 حالة إصابة جديدة سنة 2017، مقابل كثرة اللغط حول الأسباب الحقيقية المسببة للداء وتوسعه بالولاية المعروفة بطابعها الفلاحي وكثرة استعمال المبيدات ومختلف المواد الكيماوية لحماية النباتات والمحاصيل الزراعية خاصة محصول عنب المائدة المهيمن على النشاط المحلي بنسبة تزيد عن 40٪ من المساحة الصالحة للزراعة وبطريقة لا تحترم شروط الاستعمال وحماية المستهلك خلال عملية الجني والتسويق، ونفس الظاهرة يشهدها أيضا نشاط تربية الدواجن الذي يستهلك أطنان الأدوية بعيدا عن رقابة البياطرة والمصالح المختصة وعدم احترام المدة الفاصلة بين الاستعمال وتوزيع المنتوج التي تصل إلى ثلاثة أسابيع وأكثر لبعض الأدوية الخطيرة على صحة المستهلك.
ولم يقتصر الأمر على المنتجات الفلاحية الهجينة والاستعمال المفرط للمبيدات والأسمدة المغذية لحماية المنتوج من التلف، بل امتدت ظاهرة اللامبالاة في الصحة العمومية إلى انتشار الآفات السلبية كالتدخين والمخدرات بين الشباب وحتى في الوسط المدرسي وغيرها من الظواهر الأخرى كتغير سلوك وعادات الأكل وعدم الحرص على تناول الوجبات الصحية وكلها عوامل تتطلب تحركا مستعجلا من طرف جميع الفاعلين للتحسيس بخطورة الوضعية واتخاذ الإجراءات اللازمة باستغلال مثل هذه المناسبات العالمية والوطنية ومختلف المنابر الإعلامية لتحسيس المواطنين وتنظيم حمالات إعلامية توعوية في المدارس والوسط الجامعي، وهي فئة حساسة من المجتمع بإمكانها فهم الرسالة وتبليغها للآخرين، ومحاولة نشر ثقافة صحية عن طبيعة المرض وأسبابه وكذا طرق الوقاية وكيفية التقليل من الداء عن طريق تشجيع المواطنين خاصة بالنسبة للمرأة على أهمية القيام بالفحوصات والكشف المبكر كإجراء وحيد للتغلب على الإصابة قبل مرحلة الاستفحال.
يذكر أن عدد الإصابات المسجلة سنويا بالجزائر حسب إحصائيات وزارة الصحة والسكان بلغ 40 ألف إصابة جديدة 70٪ منها حالات متقدمة، وهو ما دفع بالسلطات العمومية إلى تسطير برنامج خاص لمضاعفة الجهود من أجل مكافحة الداء عن طريق فتح مراكز علاج جديدة متخصصة خلال هذه السنة وتوفير 34 جهازا في انتظار توسيع هذه الأجهزة إلى كافة المؤسسات الاستشفائية المتخصصة المنتظر تجسيدها عبر هذا المخطط الوطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024