«الأفسيو» يقف على تطلعات المقاولاتية النسوية الريفية من بوسعادة

85 ٪ من القيمة المضافة مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

مبعوثة الشعب إلى بوسعادة: فضيلة بودريش

تحرير مبادرة المرأة والشباب لتنويع الاقتصاد

تتواجد التنمية المحلية في الوقت الراهن في قلب تحديات النمو الاقتصادي ورهانات تنويعه، حيث نظم منتدى رؤساء المؤسسات في هذا الإطار لقاء ببوسعادة للوقوف على تطلعات وآفاق المقاولاتية النسوية في المناطق الريفية من أجل دعمها، واغتنم علي حداد رئيس «الأفسيو» الفرصة ليدعو إلى ضرورة تحرير مبادرات المرأة والشباب خاصة في مجال المقاولاتية، حيث اعتبر أن المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة تناهز نسبتها 99 بالمائة، وتساهم بما لا يقل عن 85.1 بالمائة من القيمة المضافة خارج قطاع المحروقات.
جدد علي حداد رئيس منتدى المؤسسات التأكيد على ضرورة تنويع الاقتصاد الوطني، من خلال إرساء إصلاحات اقتصادية وصفها بالعميقة، ولفت النظر إلى أهمية التحلي باليقظة والحذر من خطر ما أسماه بسيطرة الشركات الأجنبية على القطاعات الإستراتيجية، على غرار النقل البحري والطاقة وما إلى ذلك من قطاعات حيوية، ويرى حداد أن الوقت جد مناسب لإدراج الاقتصاد في صميم النقاش الوطني للخروج بمقترحات فعالة، من أجل الحسم في المسائل الاقتصادية الحساسة، والسير نحو ترشيد موارد الميزانية بشكل عقلاني، وكذا الحفاظ على الاستقلال الاقتصادي والمالي، ملتزما في نفس السياق بتحمل مسؤوليتهم برغم ما وصفه بالانتقادات التي طالتهم.
قال المسؤول الأول في منتدى رؤساء المؤسسات إن اختيار مدينة بوسعادة لتحتضن هذا اللقاء، جاء من منطلق أنها بوابة الصحراء، وبهدف الحد من الفوارقِ الجهوية بين مختلف مناطق الوطن، وإتاحة الفرصة للمرأة الريفية الجزائرية لتساهم بفعالية في معركة التنمية الوطنية.
واقترح حداد الذي يسعى من خلال «الأفسيو» إلى تثمين جهود المرأة الجزائرية المقاولة ودعمها، منح المرأة المقاولة خاصة الريفية منها تكوينا يسمح لها بإتقان أدوات الإنتاج وتقنيات التسويق التجاري، وحتى يتسنى لها أن تلعب دورا حقيقيا اقتصاديا واجتماعيا، وكونها تستحق الاعتراف الاقتصادي والاجتماعي وتثمين كل المكاسب التي حققتها.
وأثنى حداد كثيرا على القطاع الاقتصادي الخاص، ويعتقد في هذا المقام أنه برز كعنصر رئيسي فعال في تنويع الاقتصاد الجزائري، على اعتبار أن المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة تمثل نسبة 99 بالمائة، وتساهم بنحو85.1 بالمائة من القيمة المضافة خارج قطاع المحروقات حسب تقديره. مشيرا بالموازاة مع ذلك إلى أن ثلثي 3/2 مناصب الشغل المستحدثة كانت من طرف القطاع الخاص. على خلفية أن المؤسسة الخاصة قطعت شوطا طويلا من خلال اقتحامها مجال الاستثمار في التكنولوجيات المبتكرة، وصارت كذلك تساهم في خلق فروع صناعية جديدة، وحتى أن فئة الشباب المقاول أصبح يتجه بشكل واضح نحو الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر. ويضاف إلى كل ذلك الصناعة الميكانيكية التي تعرف بدورها تطورا سريعا ومحسوسا، بفضل مشاريع استثمارية استحدثت من طرف القطاع الخاص عن طريق الشراكة مع الشركات الأجنبية، ومن أجل ذلك باتت واضحة مساهمة القطاع الخاص في تنويع الاقتصاد واستحداث مناصب الشغل وخلق الثروة، ولعل أن المرأة الريفية قادرة على التواجد في معركة التنمية بالنظر إلى قدراتها المعتبرة، في ظل تشجيع المنتدى القطب الفلاحي العائلي حيث لديه مكانته الحقيقية، عن طريق تجسيد إستراتجية واضحة ودقيقة لتحسين مساهمتها في الأمن الغذائي.
 
استغلال الموارد المحلية مازال ضعيفا

أرجع حداد العديد من المكاسب الكبيرة التي حققتها المرأة إلى رئيس الجمهورية بفضل دعمه المستمر لها، وبفضل سياسات التكوين والتشغيل والحماية الاجتماعية التي وفرها للمرأة، وكذلك من خلال إرساء الاطار التَشريعي والتنظيمي اللازم الذي يمكن للمرأة القيام بواجباتها وممارسة كافة حقوقها في جميع المجالات. والجدير بالإشارة فإن المنتدى أنشأ لجنة النساء سيدات الأعمال. واغتنم رئيس «الأفسيو» ليدعو إلى ضرورة تحرير المبادرات خاصة ما تعلق بمبادرات النساء والشباب لأنه اعتبرها الفئات الأكثر حيوية ودينامكية في الابتكار والعطاء
على اعتبار أن مستوى استغلال الموارد المحلية، خاصة في المناطق الريفية، مازال ضعيفا، مما أفضى إلى تأخر محسوس في التنمية المحلية وعدم استغلال أمثل للموارد الكبيرة التي تزخر بها الجزائر.
ومن العوامل التي تسبب هذا الضعف في مشاركة المرأة المقاولة في المناطق الريفية، نذكر صعوبة الحصول على التمويل والأراضي، إلى جانب نقص الدعم والمرافق، مما يهدد آفاق الاستمرارية.
وخلص علي حداد إلى القول أنهم سوف يقفون إلى جانب المرأة المقاولة على أرض الواقع لمواجهة التحديات الاقتصادية، من خلال الاستماع إلى انشغالاتها وأبدى استعداد المنتدى لدعم إنشاء مؤسسات نسائية، مع وضع خطط تتكيف مع احتياجات هذه الشركات.
وفي مقام آخر اعتبر حداد أن الجزائرين متمسكون بثوابتهم وهويتهم ويرى أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في عروبة وأمازيغية الشعب الجزائري وشدد على أهمية مساهمة المرأة التي لا يمكن فصلها عن التنمية للحفاظ على النموذج الاجتماعي.

معرض يعكس الابتكار والحفاظ على التراث

أما عايدة كابوية مسؤولة المرأة بـ»الأفسيو» فأثنت على مسار المرأة الجزائرية وسلطت الضوء على الأشواط التي قطعتها الجزائرية في جميع المجالات خاصة ما تعلق بالاقتصاد الذي صار اليوم تحديا لا مفر منه، مبدية استعداد المنتدى لدعمها في مشاريعها الاقتصادية خاصة المرأة الريفية.
الجدير بالإشارة أن الصناعة التقليدية كانت حاضرة بقوة في معرض نظمته مقاولات تتواجدن ببوسعادة وأخريات قدمن من العديد من ولايات الوطن نذكر منها العاصمة قالمة تيبازة تلمسان عين تموشنت وتيزي وزو وما على غير ذلك، المقاولات وبالرغم من أنهن بدأن بفكرة وبإمكانيات بسيطة لكن أناملهن تبتكر صناعة تقليدية يمكن تسويقها في الداخل والخارج، ويحافظن من جهة أخرى على التراث الجزائري من لباس تقليدي وحلي وزربية أصيلة وفن تشكيلي، والعديد من الحرف التقليدية التي تتسم بها العديد من ولايات الوطن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024