تعتبر الهواتف الذكية والحواسيب بالنسبة للجيل الجديد امتدادا للذات، حيث تسمح ألعاب الفيديو ببلوغ احساس بالحرية كثيرا ما ينجذب إليه المراهقون، ويصنعون فيه عالمهم الخاص، عالم ليس فيه لا قواعد وقيود، ولكن هذا الشعور يجعله رهينة.
وبحسب الأستاذة إيمان مختصة اجتماعية، ‘يصبح المراهق دون أن يشعر بذلك رهينة هذا الشعور، فما هو يا ترى تأثير استعمال هذه الشبكات على الصحة النفسية لهؤلاء الشباب؟ ويري المختصون فيما يتعلق بهذا الموضوع قاطع، فبالنسبة لهم، ما من شك من أن الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ذو علاقة وطيدة بتدهور الصحة النفسية.
ويوجد ثلاثة عوامل مترابطة قد تكون على المحك، من جهة أولى، يمكن للاستعمال المفرط أن يؤثر سلبا على العناصر الأساسية للصحة البدنية، وما من شك أن تأثر هذه الأخيرة يؤدي إلى تؤثر الصحة النفسية، فعلى سبيل المثال، بيّنت دراسة أجنبية أجريت على مجموعة من المراهقين، أن الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر سلبا وبشكل كبير على نوعية النوم ومدته.
نفس الدراسة كشفت أنّ عددا كبيرا من هؤلاء الشباب يجدون صعوبة، في التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي للخلود إلى النوم، في حين يمكن لآخرين أن يستيقظوا خلال الليل من أجل تفقد حساباتهم، مع التذكير بالدور الكبير الذي يلعبه النوم بالنسبة للعقول النامية للمراهقين، حيث أنّ نوعية النوم التي يحظون به ينعكس على صحتهم النفسية، خاصة أن عديدا من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي يبقون على كراسيهم في غرفهم، منغلقين على أنفسهم معزولين عن العالم الواقعي، ما يجعلهم في كثير من الأحيان، يمتنعون عن تناول وجبة أو اثنتان، معتمدين بذلك نمط حياة يخلو من الحركة لفترات طويلة، ويجب حمل انعكاسات مثل هذه العادات المقلقة محمل الجد، إذ أن ممارسة نشاط بدني بانتظام وتناول وجبات صحية، في وقتها مرتبطان كلاهما بصحية نفسية جيدة.
من جهة أخرى، أظهرت بعض الدراسات أن الاستعمال السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن له أن يؤثر بشكل غير مرغوب فيه على الصحة النفسية للأفراد، فالاستعمال السلبي يعني مراقبة الملامح الاجتماعية الخاصة بالأشخاص الآخرين بشكل اعتيادي، وما من شأنه وفقا لنفس الدراسات، خلق شعور بالغيرة والضغينة، في حين حذرت دراسات أخرى من أن الاستعمال السلبي البليد، قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس و بالتالي خلق شعور بالضيق والانزعاج.