عرضت جمعية «نملة» لحماية الطبيعة ببجاية، أثناء ندوة صحفية عقدت بمقهى سعادة بأعالي مدينة بجاية، مشروعها المتضمن الاستفادة من تفل القهوة، وقد تمثّل الشعار الذي تم اعتماده لهذا المشروع في «حياة ثانية للقهوة»، ذات المشروع المموّل في مجمله من قبل الوكالة البلجيكية « آنبيل»، التي تسعى إلى تمويل مشاريع تعاونية في مختلف الميادين على المستوى الدولي.
قال رشيد حسيسان، نائب رئيس جمعية «نملة» في هذا الشأن: « لقد تم اختيار مشروعنا المتمثل في إعادة استعمال تفل القهوة أي مخلفاتها، ضمن المشاريع الستة عشر التي تموّلها وكالة «آنبيل»، وذلك بعد المصادقة عليه من قبل وزارة البيئة، وقد سبق أن استلمنا القسط المالي الأول بهدف تمكين الإطلاق التجريبي لمشروعنا، وقد سمح لنا ذلك بشراء التجهيزات اللازمة، مرحلة تجريبية أولى تحت إشراف المعهد الوطني للبحث الزراعي بوادي غير، ستدوم عامين قبل الدخول في مرحلة إنتاج تفل القهوة الخاضع للرسكلة، إذا ما كانت نتائج المرحلة التجريبية إيجابية بالتأكيد».
من جهته، عبر أحد مهندسي المعهد، الذي كان حاضرا في الندوة الصحفية عن تفاؤله قائلا: «على الأرجح ستكون النتائج إيجابية، لأن استغلال بقايا القهوة وتحويلها إلى مادة نافعة بدلا من أن تكون عبئا على البيئة، له فوائد كبيرة وفي عديد المجالات ومنها، يساعد على نمو النباتات، لأنه يحتوي على مادة حمضية طبيعيًة فيها نسبة عالية من المغذيات على غرار، النيتروجين والبوتاسيوم.
عن سؤال طرح لمعرفة طبيعة هذا المشروع المبتكر، أجاب حسيسان بأن الأمر يتعلق بجمع تفل القهوة في صناديق من عند أصحاب المقاهي قصد رسكلتها وتحويلها إلى أسمدة عضوية، مع الإشارة إلى أن هذه التجربة تعد الأولى من نوعها في الجزائر، وإذا انضمت إلينا جمعيات أخرى من باقي أنحاء الوطن، فسيعود ذلك بالمنفعة على الجميع».
أوضح حسيسان أن مخلفات القهوة له عدة استعمالات، فهو طارد للحشرات ومزيل للروائح الكريهة، كما أنه سماد غني بعناصر طبيعية، من المؤسف رميه في النفايات في حين يمكن استعماله في عدة أمور من الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال يمكن استعماله، كمزيل للدهون من أجل تجنب انسداد القنوات، بدلا من رمي أطنان منه يوميا في النفايات، بالرغم من فوائده الكثيرة والمتعددة».
على هامش هذه الندوة، وعد ثلاثة أعضاء من المجلس الشعبي البلدي ببجاية، الذين تمت دعوتهم لحضور تقديم هذا المشروع الطموح، أن المجلس البلدي سيعمل على المرافقة العملية لإجراءات إطلاق المشروع إلى غاية مرحلة إنتاج الأسمدة، ولكن ووفقا لما صرح به السيد حسيسان، تحتاج جمعية «نملة» بشكل استعجالي إلى مواقع لإيواء تفل القهوة الذي سيتم جمعه.
