ذكر أمس رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد في كلمة ألقاها خلال الاحتفالات الوطنية باليوم العالمي للشغل الموافق لـ 1 ماي، والذي احتضنت فعالياته القاعدة البترولية بحاسي مسعود بولاية ورقلة، أن العمال كانوا دائما في الصفوف الأولى للدفاع عن السيادة الوطنية والاقتصادية، وذلك بفضل تمسك العاملات والعمال الجزائريين بوطنهم الأم وتجنّدهم لحماية السيادة والوحدة الوطنية.
أكّد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات أن جزائر ما بعد الاستقلال عاشت مراحل حاسمة ومحورية في مسارها التنموي وكان العمال دائما القلب النابض لها ورافعين للتحديات، «ولكن علينا جميعا أن نوحّد جهودنا من أجل رفع التحدي لبناء اقتصاد وطني قوي وبسواعد وأفكار جزائرية وبمؤسسات وطنية رائدة».
وأوضح حداد أنّ الجزائر تعيش اليوم تحوّلات هيكلية كبيرة ومرحلة هامة من نموذجها الاقتصادي، محركة أساس المؤسسات الاقتصادية بإطارات جزائرية ذات كفاءة عالية بهدف بناء نموذج اقتصادي قوي يكون الحصن المتين للسيادة الوطنية، ويضمن العيش الكريم والرفاهية للعمال ولكل المواطنين، ويحفظ حقوق الأجيال القادمة دون المساس بقيم التضامن الوطني والعدالة الاجتماعية، مؤكدا أن جزائر 2018 أقوى وستصبح أقوى في آفاق 2030 بفضل العمال والعاملات والبرامج التي أقرّتها الدولة، موضّحا أنّه يمكننا تحقيق الاستقلال الاقتصادي على المدى المتوسط، ولكن علينا أن ندعّم جميع المبادرات الاقتصادية في مختلف المجالات لتسهيل بروز شركات جزائرية ومرافقتها لبلوغ التنافسية ممّا يسمح بلا شك بترقية الإنتاج الوطني.
وبهذا الصدد قال علي حداد إنّ «الطّموحات كبيرة لكنها ليست مستحيلة»، فالأمر يتطلّب رص الصفوف وتوحيد الجهود لتجسيد الأهداف المسطرة»، وقال إنّ الإصلاحات الاقتصادية التدريجية التي تضمّنها برنامج رئيس الجمهورية سمحت ببروز مؤسسات جزائرية رائدة في مختلف القطاعات توفر منتوجا ذي نوعية وجودة وبكميات تسمح بتغطية الطلب الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة، كما أشار إلى أهمية الشراكة والتكامل بين القطاعين العام والخاص التي تستدعي التفاف العمال والدولة ورؤساء المؤسسات لمواصلة التشارك والعمل معا من أجل تحقيق أهداف إستراتيجية ووضع الخطط التوافقية لتجسيدها والخروج نهائيا من اقتصاد الريع.
مبرزا أنّ الجزائر اليوم تتوفر على هياكل قاعدية متعددة في مختلف القطاعات، وقد وفرت هذه الإنجازات الضخمة، حسبما ورد في كلمته أرضية لانبعاث اقتصاد وطني متنوع وتنمية مستدامة، وذلك لأنّ بلادنا تتوفر على قدرات كبيرة من الموارد الطبيعية، الفلاحية، السياحية والصناعية، بالإضافة إلى الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة.
وذكّر حداد بنداء رئيس الجمهورية في الذكرى 55 والمزدوجة لعيد الاستقلال والشباب، الذي دعا إلى تنمية هذه الموارد والمكاسب أكثر فأكثر، وذلك بإعادة الاعتبار لقيمة العمل وتحسين أداء النشاط الاقتصادي والتأكيد على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، مشيرا إلى أنه لابد أن يكون كل عامل وعاملة ومسيرو المؤسسات الوطنية في مختلف القطاعات معنيين بهذا الالتزام من أجل ترقية الإنتاج الوطني.