الممارسة الإعلامية وأخلاقيات المهنة

عندما تضيع المعلومة بين تعدّد المصادر وقنوات النقل

بومرداس..ز / كمال

 

 

 

محطة جديدة من محطات المسيرة الإعلامية تستوقف هذا الخميس أسرة الصحافة الوطنية والدولية بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير، وهو موعد لتجديد العهد مع قداسة مهنة المتاعب في مواصلة أداء رسالتها النبيلة في تنوير الرأي العام وتوعية المواطن وتثقيفه وسط تحديات جديدة تهدّد قطاع الإعلام بالمفهوم التقليدي التي لم تعد مرتبطة بإشكالية البحث عن المعلومة ومصادرها الموثوقة، بقدر تعدّد هذه المصادر وكثرة القنوات الإعلامية التي شتّت تركيز الجمهور وضربت مصداقية المعلومة في الصميم..

وسط كل هذه الظروف المهنية المتقلبة التي يعيشها قطاع الإعلام الوطني تارة بالمكاسب المحققة في مجال الممارسة اليومية بفضل هامش الحرية التي يدور في فلكها وتارة في حالة الغموض التي كثيرا ما ميزت هذا النشاط خاصة في مجال السمعي البصري بخروج بعض القنوات عن مبادئ المهنة وقواعد الممارسة المهنية المحدّدة في قانون الإعلام وتوجيهات سلطة الضبط للسمعي البصري، تطرح اليوم مسألة الممارسة في الميدان بحدة وعدة أسئلة أثيرت مهنيا وأكاديميا عن هوية رجل الإعلام ومن هو الصحفي من باب التصنيف الحرفي والمهني؟ وهل ضاعت المهنة وسط كل هذا الفضاء المفتوح وفقدت الصحافة بمفهومها الواسع بوصلتها ومرجعيتها وخصوصياتها كمهنة، وقبل كل شيء كعلم وتخصّص أكاديمي قائم بذاته..؟.
هذه الأسئلة في عمومها تطرح اليوم بأكثر حدة على المستوى المحلي من عدة زوايا بسبب طبيعة الممارسة وتراجع شروط المهنية رغم أهمية وحاجة الإدارة المحلية والمواطن على السواء للإعلام الجواري في التقارب وربط جسور التواصل وأحيانا تفكيك بعض الفتائل الموقوتة والانسداد التام وحتى التصادم بسبب غياب المعلومة الصحيحة والموضوعية وليس نتيجة قلة المشاريع والأغلفة المالية وكذا الحلول المقترحة لمعالجة الانشغالات المطروحة، وكل هذا بفضل الدور الكبير الذي ممكن أن يؤديه الإعلام المحلي بكل مصداقية واحترافية بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية التي طغت على الممارسة اليومية..
كما بدأت مقولة «الصحافة مهنة من لا مهنة له» أو «هواية تمارس للتسلية وطلب الحظوة وقضاء المصالح على حساب أخلاقيات المهنة وحق المواطن في الإعلام المكفول دستوريا» تتجسّد رويدا في الميدان، وظهور ما يعرف بصحافة المواطن وصفحات الفايسبوك التي قلبت مبادئ المهنة بمنشورات تطرح تساؤلات عديدة حول مصداقيتها ومصداقية ما ينشر فيها من معلومات، وأحيانا تحوّلت إلى منابر للمحاكمة، والمدح وعرض مواضيع كانت إلى زمن قريب غير مدرجة ضمن مهام ورسالة وسائل الإعلام الهادفة.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025