قال أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر عبد الرحمن عمار،أمس، أن فضائيات خاصة جزائرية تمادت في حرية الرأي والتعبير من خلال القذف والتشهير ونشر إخبار الجريمة، وأكد أن حرية التعبير محترمة جدا في الجزائر مقارنة ببعض الدول العريقة وبالنظر إلى التجربة الفتية لقطاع السمعي البصري داعيا الصحفيين إلى احترام أخلاقيات المهنة.
وصف الباحث في الاتصال مستوى حرية الرأي والتعبير في الجزائر بالمقبول مقارنة بتجربة الفضائيات الفتية وفي ظل التحديات التي تمر بها، حيث لا تزال في مرحلة التأسيس للإعلام السمعي البصري وهو ما يتطلب تكوينا اكبر في المستقبل حتى تتمكن من الاضطلاع بالدور المنوط بها، مشيرا إلى أن مسألة الحرية تبقى نسبية في نظر الباحثين ولا يمكن أن تكون مطلقة.
ويتجدد الحديث عن حرية التعبير في وسائل الإعلام بشكل ملفت تزامنا مع اليوم العالمي، حيث كثيرا ما تتحجج وسائل الاتصال الجماهيرية بتراجع مستوى الحرية وتسلط الحكومات على الإعلام، وفي هذا الصدد أوضح الباحث عبد الرحمن في تصريح لـ «الشعب» على هامش منتداها أن الحرية تبقى نسبية ولا يمكن ان تكون مطلقة بأي حال من الأحوال.
وفي سياق مغاير أكد الأكاديمي في الاتصال ان تغطية أخبار الجريمة عبر بعض وسائل الإعلام الوطنية الخاصة السمعية البصرية او المكتوبة تؤكد تماما غياب الحس بالمسؤولية الاجتماعية واعتبر في هذا الإطار أن نشر أخبار اختطاف الأطفال بالتشهير داعيا إلى ضرورة مراجعة هذا التوجه الذي له تداعيات خطيرة على الجمهور.
نشر أخبار الجريمة بمسؤولية كبيرة وجسيمة
ووصف الدكتور عبد الرحمن تغاضي الجهات المراقبة لأداء وسائل الإعلام في نشر أخبار الجريمة بالمسؤولية الكبيرة والجسيمة، قائلا» نحن نتذكر حرية التعبير ونركز على قضايا القذف والتشهير بالأشخاص، ونتناسى في نفس الوقت عملية القذف التي تطال المواطن الذي يمثل الجمهور الواسع»، مضيفا أن التشهير بالجرائم له تداعيات معنوية جسيمة وخطيرة».
ودعا الباحث الصحفيين إلى التحري جيدا في نقل المعلومة لان هناك تجاوزات كبيرة ترتكب في حق المواطنين ويتم إصدار أحكام قيمية سلبية مباشرة وهذا لا يخدم تماما حرية الرأي والتعبير بمفهومها العام، ويشوه صورة الإعلام بشكل خاص و الجمهور بشكل عام فيظل تمادي الدوس على المسؤولية الاجتماعية
وغالبا ما يستند الصحفي إلى مصادر غير رسمية في حال غابت المعلومات من الجهات الرسمية حيال بعض الأحداث الكبرى، لكن الدكتور عبد الرحمن يؤكد دور الإعلام الحكومي وفي مقدمته وكالة الأنباء الوطنية سيما إذا تعلق الأمر بقضايا ذات البعد الوطني، على غرار سقوط الطائرة العسكرية التي ألقت بضلالها على كل وسائل الإعلام الوطنية وحتى الدولية، مشيرا إلى وقوع خلل في التغطية والناتجة حسبه عن خلل في التنسيق بين الجهات المعنية.
وذكر عمار عبد الرحمن أن من المواطن له حق الإعلام انطلاق بما ينصع لهي الدستور الجزائري وعلى مسئولي وسائل الإعلام تحمل مسؤلتيهم كاملة في نقل الأخبار بدقة ومصداقية وفي القوت الراهن حتى لا يتشتت بين معلومات مختلف الفضائيات التي اختلفت في نقل أحداث الخبر المأساوي للجزائريين في ظل غياب معلومات رسمية.