أكّد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، أنّ إحياء الذكرى 56 المخلدة لأرواح العمال الذين استشهدوا جراء الاعتداء الذي نفذته المنظمة المسلحة السرية الفرنسية ضد عمال ميناء الجزائر في 2 ماي 1962، من بين المحطّات التاريخية البارزة التي تعيد للذاكرة أحداثها، حيث تضاف إلى الصّفحات المجيدة التي أبرزت أروع صور عطاء أبناء الجزائر وتضحياتهم للوطن لما قدّموه من أجل انتزاع الحرية، بعد أن وهبوا فيها أعز ما يملكون، ألا وهي الحياة، تضحيات توجب يقول زيتوني على الأجيال الاقتداء بها.
اعتبر زيتوني لدى إشرافه على مراسم إحياء الذكرى أمام النصب المخلّد لها بمحاذاة المدخل الرئيس لميناء الجزائر، بحضور والي العاصمة عبد القادر زوخ وعدد من المجاهدين والمسؤولين المحليين وعمال الميناء، أن إحياء هذه المناسبة، يعد بمثابة استذكار لأمجاد وبطولات ونضالات العمال، كما تبقي خالدة في نفوس من عايشوها أو ممّن اكتووا بنارها من أبناء الوطن، حيث فضحت همجية المستعمر وعرت منهجه ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الوطن.
وعلى الأجيال اللاحقة الاقتداء بهذه التضحيات الجسام حيث أن ما ينتظره الوطن منها يقول وزير المجاهدين: لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم نحو شعبهم أعظم في خضم عالم التنافس من أجل كسب ناصية العلم والتفوق في مختلف المجالات.
وهو ما يفرض عليهم الجهد، الصبر والمثابرة لتشريف دولتهم ومجتمعهم، من خلال إنجاز حضاري عام وشامل يضمن لهم السيادة، العزة والكرامة، والقوة الاقتصادية والرفاه المادي وهي الرسالة التي وجّهها زيتوني بالدرجة الأولى إلى الأجيال الصاعدة من أبناء الوطن، والتي وجب عليهم المحافظة على هذه الذاكرة ومواصلة العطاء لهذا الوطن. بدوره المدير العام لمؤسسة ميناء الجزائر، أكّد في كلمة له بالمناسبة، أن هذه الذكرى الأليمة ستبقى راسخة في أذهان الأجيال الصاعدة للتأكيد على التضحيات الجسام المقدمة من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، داعيا كافة عمال المؤسسة إلى التحلي بروح المسؤولية والالتزام بواجباتهم المهنية على غرار ما قام به أسلافهم. واستطرد يذكّر بتفاصيل هذه المجزرة التي خلّفت 200 قتيل وأزيد من 250 جريح أصيبوا خلال تفجير سيارة مفخخة أمام مركز توظيف العمال.
ليفسح المجال بعد رفع العلم الوطني لوضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحّما على ضحايا الاعتداء.