يخشى قطاع الصناعة في ألمانيا بشكل متزايد من عواقب نقص المواد الخام، التي تؤثر في سير خطط الإنتاج في عديد من القطاعات الحيوية في الدولة، وفقا لموقع «الألمانية».
قالت غرفة التجارة والصناعة الألمانية، استنادا إلى نتائج مسح أجرته: «ثلثا المصانع الآن ترى في أسعار الطاقة والمواد الخام خطرا على نموها الاقتصادي، هذا أكثر عامل مذكور في القطاع في الوقت الحالي». وبحسب الاستطلاع زادت نسبة المخاوف بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية، حيث كانت تبلغ 45 في المائة، في بداية هذا العام.
ويتسبّب تراجع توافر المواد الخام - وبالتالي زيادة تكلفتها بشكل واضح - في تراجع الاقتصاد العالمي، الذي انتعش مرة أخرى بعد الركود الناجم عن كورونا.
وعمدت غرفة التجارة والصناعة الألمانية إلى تقييم بيانات من 320 من شركة، وجاء في بيان للغرفة: «تشمل الندرة الحالية للمواد الخام المعادن ومواد البلاستيك والخشب على نحو الخصوص - مع بعض الزيادات الحادة في الأسعار». وبحسب الاستطلاع، أبلغت بعض الشركات عن توقف وشيك في الإنتاج أو توقف فعلي بسبب نقص المواد الخام.
بدوره حذّر أرمين لاشيت مرشّح تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، لمنصب المستشار، من الاعتماد على الغير. وقال لاشيت، الذي يترأس حكومة الولاية، خلال تجمع لممثلي الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية شمال الراين ويستفاليا،: «لا ينبغي مرة أخرى أبدا أن نعتمد على قوة أجنبية بسبب قطعة قماش»، وذلك في إشارة إلى مشكلة نقص الكمامات، التي واجهت ألمانيا في بداية الجائحة.
وأعرب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي عن دهشته لحدوث هذه المشكلة في «ألمانيا، البلد الصناعي، ويتردد أننا نستطيع أن نفعل كل شيء». وأضاف لاشيت أن الشيء نفسه ينطبق على المعدات الطبية، وذلك على الرغم من أن ألمانيا كانت يوما ما صيدلية العالم، التي طوّرت عديدا من العقاقير المهمة. وطالب بأن تعود ألمانيا إلى هذا الوضع مرة أخرى والقيام بالبحث والتطوير في ألمانيا وفي نهاية المطاف بالإنتاج للاتحاد الأوروبي برمته وللعالم أجمع.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحزب في ولاية شمال الراين ويستفاليا، يعتزم وضع لاشيت على رأس قائمته للانتخابات البرلمانية، وهذا هو السبب في تجمع نحو 250 ممثلا لأكبر رابطة محلية للحزب ا في ألمانيا في اجتماع فعلي لأول مرة منذ بدء جائحة كورونا.