دور محوري في تحقيق العدالة الطاقوية وتكريس التوازن بين الولايات
الإعفاء من الدفع المسبق لتكاليف الربط بالكهرباء..تحفيز نوعي
تواصل شركة “سونلغاز” أداء دور محوري في تحقيق العدالة الطاقوية وتكريس التنمية الشاملة عبر مختلف ولايات الوطن، من خلال مشاريع استراتيجية تعكس التزام الدولة بإيصال الكهرباء والغاز إلى أبعد نقطة من التراب الوطني، بما في ذلك مناطق الظل والمناطق المعزولة. هذا الجهد يترجم إرادة سياسية واضحة لربط المواطن بوسائل العيش الكريم، ودفع عجلة الاستثمار، خصوصاً في القطاع الفلاحي الذي يمثل إحدى ركائز الاقتصاد الوطني الجديد.
من الجنوب إلى الشمال، ومن الهضاب العليا إلى السهوب، تتوالى المشاريع التي تنفذها “سونلغاز” أو تُسهم في تمويلها، بدعم من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية. ففي ولاية أولاد جلال، تمّ مؤخّراً ربط 286 مسكناً بشبكة الغاز الطبيعي، بكلفة بلغت 220 مليون دينار، وشمل المشروع حيي “النور” و«ديفل”، ويُعد خطوة إضافية لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين وتعميم الخدمة الطاقوية.
أما في ولاية أم البواقي، فقد رُصد أكثر من مليار دينار لربط 21 مشتة بالغاز لفائدة نحو 2820 عائلة، بالإضافة إلى ربط 13 مشتة أخرى بالكهرباء لفائدة 600 عائلة. وتأتي هذه العمليات لتغطية العجز الطاقوي في مشاتي الولاية، وتثبيت السكان في أراضيهم، في انسجام تامّ مع أهداف التنمية الريفية المستدامة.
وتمّ الشروع في أولى خطوات ربط ولاية إيليزي، بالشبكة الكهربائية ذات التوتر العالي (220 كيلوفولط)، وهي خطوة مفصلية ستربط الجنوب الشرقي بالشبكة الوطنية عبر محور إيليزي–إن أمناس–برج الحواس، ما سيوفر تغطية طاقوية دائمة، ويحسّن نوعية الخدمة في هذه المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، لكن ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى.
مشاريــع تتكامــل..
في البويرة، رُبط 173 مسكناً بشبكة الكهرباء في بلديتي حيزر والمعمورة، بتكلفة 62 مليون دينار، مع إنجاز 9 كلم من الخطوط الكهربائية، لتقترب الولاية من نسبة تغطية كهربائية تبلغ 96 بالمائة.
وفي بلدية ميهوب بولاية المدية، انطلقت مؤخّراً أشغال ربط 165 مسكناً بشبكة الغاز الطبيعي، تشمل مناطق أولاد مبارك، أولاد عمار وموزابية، بمجموع 195 مسكناً ريفياً موزّعين على 13 قرية. المشروع ينسجم مع جهود القضاء على الفوارق التنموية بين الحواضر والمناطق الريفية.
أما في النعامة، فقد استفادت قرية سيدي بلقاسم من مشروع ربط بالغاز الطبيعي لفائدة 100 مسكن، بكلفة بلغت 50 مليون دينار. وتزامن المشروع مع تركيب ألواح شمسية لفائدة البدو الرحل وتجهيز آبار رعوية لتوفير المياه، ما يعكس تكاملاً بين الطاقات التقليدية والمتجدّدة لخدمة التجمّعات السكنية الصغيرة والرعوية.
دعم الإستثمار الفلاحي..رهان تنموي
إلى جانب التغطية السكنية، أولت “سونلغاز” اهتماماً خاصاً بربط المستثمرات الفلاحية بالطاقة الكهربائية، وهو ما تترجمه الأرقام المسجّلة في ولاية تيبازة، حيث تمّ ربط أزيد من 295 مستثمرة فلاحية بالكهرباء منذ بداية سنة 2024، من أصل 334 مستثمرة مستهدفة في إطار المشروع.
الجهود المتواصلة، مكّنت من تغطية أكثر من 80 كلم من الشبكة الكهربائية بتوتر منخفض ومتوسّط، بتمويل بلغ 1,1 مليار دينار من ميزانية الدولة، ومن المرتقب استكمال ربط 75 مستثمرة أخرى قبل نهاية العام الجاري، كما تمّ إعفاء الفلاحين من الدفع المسبق لتكاليف الربط، مع وضع آلية لتسديد المستحقات وفق جدول زمني، ما يمثل إجراءً تحفيزياً نوعياً لدفع عجلة الاستثمار في القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.
تسهيلات للمناطق الصّناعية
واستكملت “سونلغاز” -بولاية وهران- ربط مناطق النشاط ببوتليليس ووادي تليلات بالكهرباء، بإنجاز أكثر من 33 كلم من الشبكات، كما يجري التحضير لربط مناطق أخرى مثل طفراوي وبطيوة، أين وصلت الأشغال إلى نسبة 62 بالمائة، وتضع هذه المشاريع الحيوية الأرضية المناسبة لانطلاق النشاط الصّناعي والخدماتي المحلي، بما يُسهم في خلق الثروة ومناصب الشغل.
”سونلغاز”...التزام مستدام
من خلال هذه المشاريع المنتشرة عبر ولايات الوطن، تُجسّد “سونلغاز” دورها كشريك أساسي في مسار التحوّل الاقتصادي الوطني، مساهمة في تمكين المواطنين من حقّهم في الطاقة، وداعمة للمشاريع التنموية الكبرى، وعلى رأسها الفلاحة والصناعة.
وتُظهر هذه الإنجازات، بوضوح، أنّ الرهان على تعميم الطاقة ليس مجرّد هدف اجتماعي، بل محرّك فعلي للإقلاع الاقتصادي وتنمية المناطق الداخلية، ممّا يجعل من “سونلغاز” أكثر من مجرّد مجمّع اقتصادي يكتفي بتوصيل الطاقة، وإنما شريكا استراتيجيا في الرقي بالاقتصادي الوطني.
