ابتكارات تونسية..منتجات موريتانية ومبادرات زيمبابوية..تنوع يعكس الثراء
محمد خينا: الجزائر بوابة استراتيجية للأسواق الإفريقية
مالول دادا: إياتياف..دور مهم في تحقيق التكامل الاقتصادي
تعكس مشاركة الدول الإفريقية في معرض التجارة البينية الإفريقية، أهمية الحدث باعتباره فضاء للتواصل والتعاون بين الشركات الإفريقية من أجل إيجاد شركاء جدد، وتسهيل تصدير واستيراد المنتجات الإفريقية، وفتح فرص استثمارية مشتركة، كما يسعى المشاركون إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية وتقوية التجارة البينية، بما يعود بالنفع على جميع الأطراف المشاركة.
يسجل معرض التجارة البينية الإفريقية، حضورا واسعا ومميزا من المشاركين الأفارقة، الذين أبدوا حماسهم الكبير للتواصل مع شركاء جدد وتوسيع شبكاتهم التجارية، وأكدوا أن المعرض يمثل فرصة مهمة لاكتشاف مجالات جديدة للتصدير والاستيراد، وإبرام اتفاقيات تعاون بين الشركات والدول الإفريقية.
وأبدى المشاركون إعجابهم بالتنظيم المتميز للمعرض، مؤكدين أن الجهود المبذولة ساعدت على توفير بيئة ملائمة للتعارف والتواصل بين الشركات والوفود المختلفة، تنظيم سمح بتبادل الخبرات والأفكار، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، ما يساهم بشكل كبير في تعزيز الروابط التجارية وتقوية الاندماج الاقتصادي بين الدول المشاركة.
لقد كان المعرض منصة حقيقية لتقريب المسافات بين المتعاملين، حيث أتاح فرصة اللقاء المباشر وتبادل الخبرات والتجارب في أجواء مميزة، كما ساعد على فتح قنوات جديدة للتعاون وبحث مشاريع مشتركة يمكن أن تدعم التنمية الاقتصادية، ومن خلال هذا التلاقي، تعززت الشراكات المستدامة ليس فقط على المستوى الإقليمي بين الدول الإفريقية، بل أيضا على المستوى الدولي، بما يفتح الباب أمام اندماج اقتصادي أوسع وفرص استثمار واعدة تخدم جميع الأطراف.
وقد حرص المشاركون من مختلف الدول الإفريقية على جعل المعرض فرصة لتعزيز التعاون، حيث تبادلوا التجارب وناقشوا إمكانات إقامة مشاريع مشتركة تدعم التجارة البينية، كما عبروا عن استعدادهم للعمل معا من أجل تسهيل التبادل التجاري وفتح آفاق جديدة للتنمية في القارة.
وتعتبر التظاهرة فرصة مهمة لعرض المنتجات المحلية والتعرف على الابتكارات التي تقدمها الشركات من مختلف الدول الإفريقية، وقد استغل المشاركون هذه الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب العملية، والتفكير في إقامة مشاريع مشتركة تدعم التجارة بين الدول.
وأعرب مشاركون أفارقة بالمعرض عن رغبتهم في التعاون بشكل مستمر لتسهيل حركة البضائع والخدمات وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الإفريقية، بالإضافة إلى ذلك، ركزوا على أهمية خلق فرص عمل جديدة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها أساس التنمية الاقتصادية، ولم يقتصر الهدف على الجانب التجاري فقط، بل شمل أيضا تعزيز الروابط بين الشعوب الإفريقية، وتقوية روح التعاون والثقة المتبادلة، بما يساهم في بناء مستقبل اقتصادي مشترك ومزدهر للقارة الإفريقية.
ابتـكــارات إفريقيــة
شاركت شركة” فيليوينك نانو تكنولوجي” في معرض التجارة البينية، وهي مؤسسة ناشئة تونسية تأسست سنة 2020 وتختص في مجال تقنيات النانو والمواد المتقدمة، ويعود تأسيسها إلى جهود بحثية قام بها طلبة دكتوراه وما بعد الدكتوراه، حيث عملوا على تطوير حلول مبتكرة تجمع بين الجانب العلمي والتطبيقي.
تندرج المشاركة في إطار التعريف بأحدث ابتكارات الشركة وإبراز قيمته العلمية، إلى جانب السعي لفتح فرص تعاون جديدة مع مختلف الشركاء، بما يعزز تبادل الخبرات ويدعم تطوير مشاريع مستقبلية تخدم الصحة والاقتصاد.
وقال ممثل الشركة: “اليوم نقدم منتجا جديدا يحمل براءة اختراع أمريكية، وهو طلاء مضاد للميكروبات يعتمد على جسيمات فضة نانوية، هذا الطلاء فعال جدا في مواجهة الالتهابات (العدوى داخل المستشفيات) ومفيد بشكل خاص في حماية الطواقم الطبية والمرضى داخل العيادات والمستشفيات، حيث يساهم في الحد من مختلف أنواع العدوى”.
وأضاف: مشاركتنا في هذا المعرض تهدف إلى بناء شراكات مع أشقائنا الجزائريين من أجل تسويق هذا الابتكار الذي نؤمن أنه سيكون له أثر مهم على الصحة العامة، لما يحمله من قيمة علمية وتطبيقية، ونرى في هذا اللقاء فرصة للتعريف بمنتجنا، وتبادل التجارب مع الآخرين، بما يساعد على تطوير مشاريع جديدة تخدم المجتمع.
وتابع المتحدث: نحن على يقين أن الجزائر ستأخذ مكانتها الطبيعية في ريادة الأعمال على مستوى القارة، ومع تبادل الخبرات والتعاون المشترك بين البلدان، نرى المستقبل واعدا ومليئا بالمشاريع الجديدة والمبادرات المبتكرة التي ستعود بالنفع الكبير على الجميع وتساهم في تعزيز التنمية المستدامة والفرص الاستثمارية المشتركة.
وبخصوص تنظيم الدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، قال محدثنا: لا يسعنا إلا أن نشكر الإخوة الجزائريين على المجهودات الكبيرة التي بذلوها لتسهيل مشاركة الوفود الإفريقية عامة والوفد التونسي، فقد لمسنا الدعم في جميع المراحل، من الاستقبال في المطار إلى تنظيم اللقاءات داخل المعرض، وكلها كانت في أجواء من الأخوة والتعاون.
الانفتـاح علـى الشراكـات الإفريقيــة
الشقيقة موريتانيا، بدورها، كانت حاضرة بقوة في معرض التجارة البينية من خلال مجموعة من القطاعات على رأسها الصناعية الغذائية عبر شركة “سوماكم” الرائدة في مجال الصناعات الغذائية والزراعة، تعمل على إنتاج وتطوير مجموعة متنوعة من المنتجات، تشمل صناعة البسكويت والشوكولاتة ورقائق البطاطس، إلى جانب نشاطاتها الزراعية التي تركز على محاصيل مهمة مثل البطيخ وغيرها من الفواكه، هدفها الجمع بين جودة المنتوج والاعتماد على موارد محلية تعكس غنى موريتانيا الزراعي.
في هذا الصدد، قال ممثل الشركة محمد خينا، إن المعرض يمثل فرصة ثمينة للتعريف بالمنتوج الوطني الموريتاني وإبرازه على مستوى أوسع، كما نسعى من خلال هذه المشاركة إلى البحث عن شركاء ومستثمرين جدد، بما يساعدنا على تطوير خطوط الإنتاج وتوسيع قاعدة التسويق.
وأضاف قائلا: الجزائر بالنسبة لنا بوابة استراتيجية مهمة نحو الأسواق الإفريقية، لما تتميز به من موقع جغرافي فريد يربط بين شمال القارة وعمقها الإفريقي، ومن خلال مشاركتنا في هذا المعرض، نرى أنه يمثل منصة عملية وواقعية لترجمة هذه الطموحات إلى شراكات حقيقية، سواء عبر فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري أو من خلال تسهيل ووصول منتجاتنا إلى أسواق مختلفة داخل القارة.
وبخصوص التعاون الإفريقي، قال محمد خينا: حاليا نقوم بتصدير منتجاتنا إلى بعض الدول المجاورة مثل السنغال ومالي، ونسعى إلى تعزيز هذه العلاقات التجارية أكثر..طموحنا هو أن نوسع صادراتنا لتشمل الجزائر ودولا أخرى في القارة، حتى نساهم في تنشيط التبادل التجاري الإفريقي وتحقيق التكامل الاقتصادي.
تعزيـــز التكامـــل الاقتصــــادي
في الحضور، تألقت مؤسسة كونكورد للنساء الشابات في مجال ريادة الأعمال من زيمبابوي الشقيقة، هي شركة تهدف إلى دعم وتمكين النساء الشابات في مجال ريادة الأعمال، من خلال توفير فرص تعلم وتبادل خبرات تساعدهن على دخول عالم الأعمال بثقة أكبر.
وحسب ممثلة الجناح، فإن الشركة تقدم الدعم المادي للانطلاق في تجسيد مختلف المشاريع بالإضافة إلى برامج تدريبية مختلفة، مثل دورات في التواصل الاجتماعي، وتنمية المهارات الأساسية، إضافة إلى ورشات تعليمية عملية، كما تنظم لقاءات على مستويات متعددة تتيح للمشاركات التعرف على خبرات جديدة، كي تفتح المجال أمامهم للانضمام إلى شبكة دولية عبر مكاتب مرتبطة “كونكورد”.
بخصوص مشاركتها في هذا المعرض، قالت ممثلة “كونكورد” إنها تكتسب أهمية كبيرة لأنه ينظم بالجزائر التي تلعب دورا بارزا في جمع المشاركين من مختلف الدول الإفريقية وفتح فضاءات للتعاون، مؤكدة أنها بصدد عرض تجربتها وتعزيز حضور النساء في الاقتصاد، وتسعى لبناء شراكات تساهم في دعم مجال ريادة الأعمال النسوي ومن مختلف الدول.
من جهته، صرح المدير العام لشركة نيجيرية، مالول دادا، إن معرض التجارة البينية الإفريقية يمثل موعدا هاما بالنسبة لشركته، حيث يتطلع إلى كسب المزيد من الشركاء واكتشاف فرص جديدة، وتنشيط عملية تصدير واستيراد المنتوجات الإفريقية، وأوضح أن التظاهرة فرصة مميزة لبحث سبل التعاون وإقامة مشاريع مشتركة تخدم مصالح الجميع، وأضاف أن مثل هذه التظاهرات تساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدان، وتساعد الشركات على التعريف بمنتجاتها، وإيجاد شركاء جدد، وتوسيع نشاطها نحو أسواق جديدة سواء داخل القارة أو خارجها، وهو ما يساهم في دعم التنمية الاقتصادية ورفع تنافسية المنتوج الإفريقي.
وأكد محدثنا أن هذا الحدث الهام يسهل إقامة شراكات واتفاقيات في مختلف القطاعات، حيث حرص المشاركون على تبادل الرؤى ومناقشة فرص العمل المشترك، وهذا لتعزيز التبادل التجاري وتطوير المشاريع الاستثمارية المستقبلية، ما يعكس الطابع العملي والجاد الذي طبع فعاليات المعرض.
وأضاف: إن المعرض يلعب دورا مهما في تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، فهو لا يقتصر على عرض المنتجات فقط، بل يساعد على ربط المؤسسات والشركات في مختلف القطاعات، ما يفتح الطريق لبناء سوق إفريقية قوية وموحدة.
إشــادة افريقيـة
من جهته، أكد جوزيف نيبرا مالذي، وهو ممثل شركة غينية، أن حضور شركته في معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر يمثل فرصة مهمة لتعزيز التواصل مع ممثلي الوفود الإفريقية، وأضاف أن مثل هذه اللقاءات المباشرة تفتح الباب أمامهم لبناء جسور جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري، ليوضح أن مشاركة مؤسسة في معرض الجزائر، يتيح إمكانية التفاوض حول اتفاقيات تعاون عملية، يمكن أن تدعم المصالح المشتركة للشركات الإفريقية، سواء على المستوى الإقليمي داخل القارة أو على الصعيد الدولي، وأن الهدف الأساسي هو الوصول إلى شراكات مثمرة تعود بالفائدة على مختلف الأطراف.
من جانبها، عبرت مسؤولة التسويق بشركة نيجيرية، شيكا يولا، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذا الموعد الإفريقي البارز، مشيرة إلى أن الجزائر نجحت في توفير الظروف المناسبة لخلق بيئة عمل إيجابية بين المتعاملين، وأكدت أن المعرض يمثل حافزا قويا لاكتشاف فرص جديدة وواعدة في مجالات متعددة، كما أشادت بالدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، واعتبرتها دليلا واضحا على التزام الجزائر بالعمل من أجل تعزيز الاندماج الاقتصادي الإفريقي، مؤكدة أن هذا الحدث يفتح المجال أمام بلورة مشاريع مشتركة ومستدامة وواعدة، تساهم بشكل فعال ومباشر في دفع عجلة التنمية وتطوير المبادلات التجارية والاقتصادية بين الدول الإفريقية.
إن “إياتياف 2025” لا يقتصر على كونه حدثا تجاريا عابرا، بل يمثل محطة اقتصادية كبرى تحمل أبعادا استراتيجية وعالمية، فهو يجمع تحت سقف واحد ممثلين عن مختلف الدول الإفريقية وشركات من قطاعات متنوعة، مما يتيح فرصا واسعة للتعارف وتبادل الأفكار وبناء جسور جديدة للتعاون، كما يشكل هذا الموعد منصة عملية لتسويق المنتجات والخدمات، والتعرف على أحدث الابتكارات، الأمر الذي يعزز إمكانات التكامل الاقتصادي بين دول القارة.
وباحتضان الجزائر لهذا الحدث الاقتصادي الهام، فهي تؤكد دورها كوجهة محورية وحيوية في إفريقيا، إذ توفر بيئة مناسبة للنقاش والتنسيق بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين وصناع القرار، هذه الديناميكية تمنح الجزائر مكانة استراتيجية كبوابة نحو الأسواق الإفريقية، وتساهم في توطيد الشراكات الاقتصادية والتجارية، وتفتح آفاقا جديدة للتنمية المستدامة المشتركة وتعزز روح التضامن والتكامل بين شعوب القارة الإفريقية.