التشغيل والتكوين يستقطبان خريجي الجامعات

فرص للظفر بمناصب عمل وندرة في اليد العاملة المختصة

فضيلة بودريش

اهتمام  باستحداث مؤسسات ناشئة في التكنولوجيات الحديثة

شهد الصالون الوطني للتشغيل والتكوين في طبعته الثالثة عشر تدفقا كبيرا لفئة الشباب خريجي الجامعات الذين حضروا بقوة وكثافة من مختلف ولايات الوطن، بحثا عن منصب شغل أوعن دعم ومرافقة لاستحداث مؤسسة مصغرة، ناهيك عن بعض الشباب الذين انجذبوا نحو ما تعرضه مؤسسات التكوين من تخصّصات متنوعة، ورغم أن هذا الصالون سجل مشاركة 40 مؤسسة اقتصادية عمومية وخاصة، لكنها في مجملها توفر أزيد من 2400 منصب شغل في عدة قطاعات مهمة من بينها الصناعات الغذائية والصيدلانية والخدمات والبناء والأشغال العمومية، وبالإضافة إلى الخدمات الرقمية والقطاع البنكي، وجاء بالموازاة مع ذلك الحضور لافتا لمؤسسات التكوين التي عرضت تخصصات مهمة جذبت بدورها اهتمام الشباب الذين يستعدون لتأهيل مهارتهم للعثور على منصب عمل.

رغم أن هذا الصالون الوطني دام ثلاثة أيام لكنه كان بالفعل قبلة الشباب لاقتحام عالم الشغل سواء من خلال الظفر بمنصب عمل أوتحديد الوجهة لاستحداث مؤسسة مصغرة، ولعل أبرز ما عرضه الصالون توفير بعض المؤسسات المشاركة نذكر من بينها المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية وكذا مؤسسة «كيت للبناء» و»صانوفي» وما إلى غير ذلك، المئات من مناصب العمل في مختلف التخصصات أي كيميائيين وصيادلة وملحمين ومهندسين وسائقي شاحنات ونحاسين وكهربائيين ومستعملي المرفاع وقائدي أشغال وما إلى غير ذلك، وكان علي بلخيري محافظ الصالون قد  اعترف في تصريح خص به «الشعب الاقتصادي» بأن المعرض يوفر أكثر من 2400 فرصة عمل في مختلف التخصصات، وكشف بالموازاة مع ذلك بأن هدف هذا الصالون يتمحور حول إرساء أرضية يلتقي فيها الشباب والمتعاملين الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات على حد سواء من أجل عرض مناصب الشغل الشاغرة أوالظفر بفرصة تكوين تسهل على أصحابها للحصول على منصب شغل، وكذلك الوقوف على مقترحات المؤسسات التي يستفيد منها الشباب للحصول على وظيفة، ومن بين المؤسسات الحاضرة في هذا المعرض نذكر من بينها مؤسسة ENCC وإلى جانب المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية التي تحتاج إلى ما لا يقل عن 600 منصب شغل، وتوجد مؤسسات بناء خاصة تقترح 500 منصب شغل ومجمع بن عمر يوفر بدورها حوالي 100 منصب شغل، بالإضافة إلى مؤسسة «صانوفي» الفرنسية المختصة في صناعة الدواء والتي تحتاج بدورها إلى العشرات من اليد العاملة في مختلف التخصصات، وأشار محافظ الصالون أن لكل منصب توجد مسابقة علما أنه يؤخذ بعين الاعتبار كفاءة المترشح للوظيفة، لأن المؤسسة سوف توظف من دون شك الأفضل.
توجد ندرة فادحة في سوق العمل، ونقص كبير في اليد العاملة في تخصصات التلحيم والترصيص وتلحيم الأنابيب وما شابه ذلك..بتلك العبارات استنجدت المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية، كونها متعطشة لتوظيف المئات من العمال في هذه التخصّصات، بهدف إنجاز العديد من المشاريع المسجلة، ولم تخف «مولاي دليلة» ممثلة عن المؤسسة، بأن لديهم المئات من مناصب الشغل الشاغرة، واعترفت بأنه في هذا الصالون لم يزرهم طالبي شغل في التخصصات التي يحتجون فيها إلى يد عاملة مثل التلحيم والترصيص، وأوضحت في سياق متصل أنهم سجلوا تدفق وإقبال خريجي الجامعات والمعاهد الجدد من مهندسين في الهندسة الميكانكية والمدنية وحاملي شهادة الليسانس في التسيير والمالية، علما أن هذه المؤسسة العمومية التي تضم 9 وحدات تشغل ما لا يقل عن 7000عامل، وفوق ذلك تتوفر على مدرسة للتكوين، تسهر على تكوين ورسكلة اليد العاملة لعمالها.

طلب على الاستثمار في الرقمنة

 في جناح الفدرالية الوطنية للمقاولين الشباب التي تتواجد عبر كامل التراب الوطني حيث ينضوي تحت لوائها 24 ألف مؤسسة مصغرة 80 بالمائة منها مستفيدة من قروض في إطار أجهزة دعم التشغيل واستحداث المؤسسات، كان الشباب يبحث عن العديد من المعلومات حول طريقة استحداث مؤسسة مصغرة، لذا اقتربت «الشعب» من رئيس الفدرالية خير الدين هامل، فتحدث عن إقبال الطلبة وخريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني بشكل محسوس، من أجل التعرف على خطوات استحداث مؤسسة مصغرة، كاشفا في سياق متصل أن الاهتمام كبير في الاستثمار في المجال الرقمي، حيث أن مختلف الشباب صار يطمح بخلاف السابق في خلق مؤسسة ناشئة تنشط في مجال التكنولوجيات الحديثة، لأنه خلال السنوات الماضية كان التركيز كبيرا على قطاع البناء ووكالات الاتصالات ومكاتب الدراسات، أما دورهم كفدرالية فيتمحور حول التوجيه والتحسيس بالاستثمارات التي يحتاجها الاقتصاد الوطني، وأشار هامل خير الدين إلى غياب «أنساج» و»كناك» عن هذا الصالون، الآليتين اللتين يعوّل عليهما كثيرا في استحداث المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذا توجيه الشباب والأخذ بيده ومرافقته، وبالتالي المساهمة في التنمية المحلية.

  التوظيف الالكتروني

تبحث مؤسسة بن دريس الخاصة بصناعة المواد الصيدلانية والتجميلية عن عمال في تخصصات الكيمياء وفي المجال البيولوجي وكذا عن موزعين لمنتجاتها، لأنها تتطلع من أجل توسيع حجم المؤسسة التي توظف اليوم حوالي 10عمال فقط وتنتج نحو30 منتوج صيدلاني وتجميلي، حيث كشفت صاحبة المؤسسة بن دريس لمياء ونائبها محمد حشاني بأنهم يتطلعون في المؤسسة لإطلاق منتجات جديدة في السوق قريبا،  ومن ثم السير نحو توسيع المؤسسة حتى تتواجد في عدة ولايات من الوطن، لأنها تتمركز في العاصمة، وبالتحديد في «بابا حسن»، لذا هم في حاجة إلى يد عاملة بل ينوون توظيف العشرات من الكيميائيين والمختصين في البيولوجيا وكذا موزعين.
 الجدير بالإشارة، فإن الإقبال كان كبيرا على جناح «التوظيف الالكتروني من خلال موقع «EMPLoipartner»، فاقتربنا من شابين لمعرفة إن كان هناك فعلا فعالية في التوظيف، فأوضحت «سولاف. ر» مهندسة مدنية بأنها سجلت في هذا الموقع منذ 3 سنوات ومازالت تنتظر ردا إيجابيا ينهي معاناتها مع البطالة، بينما حسين شافعي شاب خريج معهد خاص في اختصاص الإعلام الآلي والتسيير، فأكد بأنه تلقى وعودا من طرف هذا الموقع حتى يحصل على وظيفة في تخصصه.
 اقتربت «الشعب» من بعض الشباب الذين استحسنوا فكرة تنظيم صالون يعرض فرص التشغيل ويقدم مساعدات وتوجيهات، من أجل استحداث مؤسسات مصغرة تنهي بطالة خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني، لكنهم اتفقوا على مقترح مشترك والمتمثل في تنظيم هذا الصالون نظرا لأهميته وكذا الجسور التي يبنيها ما بين البطال وصاحب المؤسسة، مرتين أوثلاث مرات في السنة، على خلفية أن الشباب حضر بشغف من أبعد ولايات الوطن أي من الجنوب والشرق والغرب، ورغم أنهم لم يخفوا بأن الصالون يعرض فرص عمل متنوعة تشمل مجال الإعلام الآلي والصناعة الغذائية والبناء والأشغال العمومية والري والخدمات والصيدلة، لكنهم تمنوا لوعدد المؤسسات المشاركة يرتفع لترتفع معه فرص العمل الشاغرة. بل أنهم وصفوا مدة الصالون الذي يمتد فقط لثلاثة أيام قليل جدا، واقترحوا لو يستمر هذا الصالون لمدة أسبوع كامل وينظم مرتين أوثلاث في العاصمة أي بشكل فصلي، إلى جانب تنظيم صالونات في مناطق الشرق والغرب والجنوب، حتى تمنح الفرص لجميع الشباب البطال وتشارك جميع المؤسسات عبر كامل التراب الوطني في تحدي التوظيف وامتصاص البطالة، واستحسن شابين من مدينة بجاية ويتعلق الأمر بكل من «أحمد» و»صهيب» مشاركة بعض المؤسسات الخاصة وانفتاحها على فئة الشباب واستقبالها لهم وعزمها على فتح مسابقة لتوظيف مهندسين وموظفين وعمال في عدة تخصّصات، متمنين بأن تخضع هذه المسابقة للمعايير المعمول بها وينتقى الأكفأ من قائمة المتسابقين.

 دعم المستثمرين الصغار

 في جناح الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، اطلع المهتمين بسوق التشغيل على خطوات المرافقة والدعم التي توفرها الوكالة، من خلال شباكها الوحيد الذي يضم جميع الإدارات التي لديها علاقة بالاستثمار، بل وتستقبل أصحاب المشاريع والأفكار من الشباب على وجه الخصوص، وتقدم لهم مختلف النصائح والتوجيهات وتمنحهم الاعفاءات الجبائية، وما إلى غير ذلك من مساعدات مهمة.
أما مؤسسة التكوين في مجال الكهرباء والغاز، فإنها توفر التكوين من 5 أيام إلى غاية سنة واحدة لليد العاملة، وكذلك لكل راغب في استحداث مؤسسة مصغرة، في عدة تخصصات مثل الطاقة المتجددة أي طاقة الرياح والترصيص الصحي وكذا التلحيم من خلال 3 مراكز المتواجدة بكل من ولاية البليدة وعين مليلة والمختصة في التكوين في مجال التنقيب في الكهرباء والغاز، ويضاف إليها مركز التكوين في التسيير الكائن ببن عكنون، وتتوفر هذه المؤسسة على مركز للانتقاء والتقويم، التي تجري الاختبارات للراغبين في الالتحاق بمجمع سونلغاز.
بالموازاة مع المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة كانت المؤسسات التكوينية حاضرة بدورها بقوة، إلى جانب الآليات التي تساعد على إنشاء المؤسسات المصغرة نذكر منها «أونجام» بهدف توجيه المهتمين بخلق مناصب شغل خسارج الوظائف والتخصصات المقترحة في سوق العمل المحلية.
الجدير بالإشارة، لم يقتصر اهتمام مؤسسات التكوين على الشباب غير مكون بل استقبلوا خريجي الجامعات واقترحوا عليهم دورات تكوينية لتأهيل قدراتهم ومنحهم أدوات النجاح لاقتحام عالم الشغل بقوة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024